طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أعلنت غرفة عمليات عمر المختار التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن سلاح الجو السرب العمودي شنّ أمس السبت، غارات استهدفت مواقع وآليات للجماعات المتطرّفة المتحصّنة في منطقة الظهر الحمر في مدينة درنة، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن طائرات حربية تابعة لها شنّت غارات جوية الجمعة، على مواقع لتنظيم "داعش" في صحراء ليبيا، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصره، وبعد 5 أشهر على تسلمه منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، شدد غسان سلامة، على أن مستقبل هذا البلد يمر عبر مؤسساته.
وقال سلامة، 66 عامًا، إن “الكلمة الرئيسية لنهجي هي المؤسسات”، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أن “من الغباء الاعتقاد بأنه يمكن في سنة أو سنتين أو 3” أن تلتئم “كل الجراح” في البلاد، مشدداً على أن ذلك “يتطلب من دون شك جيلاً” كاملاً، وتابع “لكن التحدي ليس في تحقيق كل شيء الآن، بل في فتح الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد” حتى تستطيع “حقاً أن تقوم بدمج المبادئ المؤسساتية في ثقافتها السياسية”، وأكد أن “مسألة المؤسسات تبدو أساسية بالنسبة لي وإلا سيقتصر الأمر على منافسة بين أفراد يقولون إنهم يمثلون عشائر كبيرة حتى يتبين لكم أنهم لا يمثلون شيئاً مهماً”.
ويأمل المبعوث الدولي الخاص من خلال خطة عمله، بدء عملية إجراء تعداد للناخبين في ليبيا في كانون الأول "ديسمبر" المقبل، وتنظيم مؤتمر وطني في شباط "فبراير"، يجمع الأطراف الليبيين حول مشروع مشترك لتنظيم انتخابات لم يحدد تاريخاً لها. وأوضح خلال المقابلة أن الأمر يتعلق بتنظيم انتخابات “اشتراعية ورئاسية وربما أيضاً بلدية”. ولدى سؤاله عما إذا كانت الانتخابات الاشتراعية والرئاسية والبلدية ستُنظم في الوقت نفسه، أجاب: “لم أقرر بعد. البلاد ليست جاهزة لأي انتخابات، حتى نستطيع تنظيم انتخابات، هناك شروط تقنية وسياسية وأمنية. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم”.
وأوضح سلامة، وهو وزير لبناني سابق، أن تنظيم استفتاء حول دستور جديد لليبيا هو مشروع قيد الإعداد أيضاً. وقال: “ما يثير القلق لدي هو تنظيم انتخابات غداً واختيار برلمان ثالث والأمر سيّان بالنسبة إلى الحكومات”، مضيفاً أنه “لا بد من الإدراك في ليبيا والناس لا يعون مدى خطورة ذلك، أن الانتخابات تعني استبدال شخص بآخر وليس إضافة شخص إلى آخر. خلال الانتخابات الأخيرة في 2014، لم يحصل تبادل بل تراكم. والبرلمان الذي انتُخب لم يحل محل البرلمان السابق بل أُضيف إليه”، وقال إن في ليبيا “لا تزال هناك حكومتان من فترة ما قبل “اتفاق الصخيرات في 2015 والحكومة التي تشكلت بموجب الاتفاق”، مضيفاً: “لا أريد حكومة رابعة”.