دمشق ـ نور خوام
قصفت القوات الحكومية السورية مساء الخميس، مناطق عدّة في مدينة درعا، بالإضافة إلى استهداف أماكن في بلدتي الغارية الشرقية والنعيمة في ريف درعا، كما استهدفت القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة أماكن في بلدة داعل في ريف درعا الأوسط، دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة، وتجددت الاشتباكات بين عناصر من هيئة تحرير الشام من جانب، وحركة نور الدين الزنكي من جانب آخر، في على محاور في ريف حلب الغربي، ضمن الاقتتال الحاصل بين كبرى فصائل الشمال السوري ضمن حرب الإلغاء بينهم، حيث تركزت الاشتباكات بين الطرفين في محور مكلبيس وبلنتا، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، ومعلومات عن خسائر بشرية، ونشر في الـ 16 من شهر مارس / آذار الجاري، أنه جبهات القتال تشهد بين هيئة تحرير الشام من جهة، وحركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام، هدوءاً بعد ورود معلومات عن التوصل لاتفاق تهدئة بين الطرفين، للتحاور بينهما حول تنفيذ بنود تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين والأسرى ووقف الاعتقالات والمداهمات وفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية ووقف التحريض الإعلامي بين طرفي القتال الذي شهده ريف حلب الغربي وأرياف محافظة إدلب، منذ الـ 20 من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2018.
وأكّدت المصادر، أن الهدوء الذي سبق الجولة الثانية من الاقتتال، جاء في أعقاب التوصل لاتفاق بين جانبي القتال، بعد سلسلة وساطات جرت خلال فترة التناحر الدامي بين الطرفين، حيث ينص الاتفاق على وقف الاقتتال بين الطرفين لمدة 48 ساعة، منذ صباح يوم الجمعة الـ 9 من آذار / مارس الجاري من العام 2018، حتى الـ 11 من الشهر ذاته، على أن يجري معها وقف كافة الحملات التحريضية من الإعلام “الرسمي والموازي والرديف”، لهذه الفصائل المتناحرة فيما بينها، وأكدت مصادر موثوقة أن الوساطة جرت من فيلق الشام المدعوم من دولة إقليمية، كذلك يشار إلى هيئة تحرير الشام استعادت كل من ريف المهندسين الأول وريف المهندسين الثاني وريف الأطباء والشيخ علي والفوج 46 وتديل وعاجل وأورم الصغرى وتقاد وكفر نوران والتوامة وكفركرمين وحاجز كفرناها، ومعارة النعسان وميزناز وحاجز القناطر، كما تمكنت من استعادة مناطق زردنا ورام حمدان وحزرة وكفريحمول ومعرة مصرين وترمانين وتلعادة وقاح وعقربات وكفرلوسين وأطمة ودير حسان، وكشفت نسخة من شريط مصور القيادي في هيئة تحرير الشام، المدعو “أبو اليقظان المصري”، والذي يشغل أحد المناصب القيادية في الهجوم المعاكس لتحرير الشام، وهو يخطب بجمع من مقاتلي الهيئة خلال اقتتال قائلاً لهم “إن الله شرفكم يا أهل الشام بأن تشهدوا قتال الأمريكان وقتال الملاحدة الروس والمرتدين من جيش بشار والمفسدين ممن أفسدوا في الأرض وتقاتلوا الخوارج ومن ثم من الله عليكم بقتال البغاة، اقتربت النهاية وتمايزت الصفوف وسيستمر القتال حتى تعود الساحة هذه لقتال الكفار، وحركة نور الدين الزنكي بعد معركة حلب لم تفتح معركة واحدة، وأرسلت 40 مقاتلاً إلى نقطة رباط واحدة في منطقة سكيك، ومن ثم انسحبوا بعد 10 أيام، والسلاح جاء للجهاد وبقي مخزناَ كله لنحو عام وسيخرج للجهاد، ومضادات ودبابات ومجنزرات ومستودعات أحرار الشام باتت تحت سيطرتنا والجهاد في الشام أمانة لا تضيعوها””.
ورصد المرصد السوري هدوءاً يسود الجيب الجنوبي الغربي من الغوطة الشرقية والخاضع لسيطرة فيلق الرحمن، وذلك مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المنطقة عند منتصف الليل، بعد الاتفاق الذي جرى بين الروس من جانب، وفيلق الرحمن من جانب، ومن المنتظر أن يخرج وفد من فيلق الرحمن لاستكمال المفاوضات مع الروس فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في هذا الجيب.
ونفذت طائرات حربية مساء الخميس، ما لا يقل عن 40 غارة، استهدفت خلالها أماكن في مدينة زملكا الواقعة بالجيب الجنوبي الغربي من الغوطة الشرقية، كما استهدفت عقبها بعدة غارات مناطق في عربين، كما قصفت القوات الحكومية السورية أماكن في عين ترما وزملكا وحزة، في حين تدور اشتباكات على محاور عربين وحزة وعين ترما، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جانب آخر، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وفي السياق ذاته من المنتظر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة، وذلك في المنطقة الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن بالغوطة الشرقية، عقب اتفاق جرى بين الروس من طرف وفيلق الرحمن من طرف آخر، إلا إذا كان هناك معوقات حالت لانهيار هذا الاتفاق، كما من المنتظر أن يخرج غداً وفداً من فيلق الرحمن لمفاوضات الروس ضمن الاتفاق ذاته.
ووثق خروج أكثر من 8600 مدني من مدينة دوما الخاضعة إلى سيطرة جيش الإسلام في الجيب الشمالي من الغوطة الشرقية خلال يومي الأربعاء والخميس وذلك عبر معبر مخيم الوافدين باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية، في حين ارتفع إلى 38 عدد الشهداء في الغوطة الشرقية، والشهداء هم شهيد في قصف جوي وصاروخي على دوما، و 25 شهيداً بينهم مواطنات وأطفال استشهدوا في قصف لطائرات حربية على زملكا، و10 بينهم 3 أطفال ومواطنتان استشهدوا في قصف جوي على عين ترما و3 استشهدوا في قصف جوي على عربين، وجاءت عملية ارتفاع عدد الشهداء بعد مفارقة عدد من الجرحى لحياتهم، وأكدت مصادر موثوقة أن الجرحى لم تكن جراحهم خطرة إلا أنهم استشهدوا لصعوبة إسعافهم وتأخره لساعات نظراً للأوضاع الطبية الصعبة التي تشهدها المنطقة، ليرتفع إلى 1584 بينهم 327 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و197 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا منذ الـ 18 من شباط / فبراير الفائت، خلال تصعيد عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا وحزة والأشعري والأفتريس وأوتايا والشيفونية والنشابية ومنطقة المرج ومسرابا ومديرا وبيت سوى وعين ترما ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة، كما تسبب القصف خلال هذه الفترة التي استكملت أسبوعين منذ انطلاقتها، في إصابة أكثر من 5400 مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض البعض لإعاقات دائمة، كذلك لا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية السورية على غوطة دمشق الشرقية، ومن ضمن المجموع للشهداء 1052 مدنياً بينهم 186 طفلاً دون سن الثامنة عشر و114 مواطنات، ممن استشهدوا منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي، الذي لم يفلح مرة جديدة في وقف القتل بحق أبناء غوطة دمشق الشرقية، كما تسبب القصف بوقوع آلاف الجرحى والمصابين، حيث لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
واستهدفت القوات الحكومية السورية مساء الخميس بالقذائف والرشاشات الثقيلة أماكن في منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، كما استهدفت الفصائل مواقع للقوات الحكومية السورية والمسلحين لها في منطقة حاجز مريمين شمال حمص، ولا معلومات عن خسائر بشرية، كما قضى مقاتل من الفصائل جراء إصابته برصاص قناص القوات الحكومية السورية في محور جنوب تلبيسة شمال حمص.
وتجدد سقوط القذائف على أماكن في العاصمة دمشق، حيث رصد سقوط قذائف على أماكن في باب شرقي ومحيط أبو رمانة ومنطقة بستان الدور، ما أسفر عن سقوط جرحى، وهزت مزيد من الانفجارات بشكل متتالي مناطق في العاصمة دمشق وضواحيها، حيث استهدفت منذ صباح الخميس بنحو 20 قذيفة كل من برزة ومنطقة معبر الموارد المائية الواصل بين حرستا وامتداد العاصمة، وشارع الثورة ومنطقة جسر فكتوريا وشارع خالد بن الوليد والمرجة وشارع الحمرا وساحة عرنوس ومنطقة الحمرا ومحيط جسر الرئيس وساحة الشهبندر ومنطقة المزرعة ومنطقة المجتهد، وأماكن أخرى في وسط العاصمة دمشق، وتسبب الاستهداف المكثف منذ صباح بوقوع خسائر بشرية، حيث قضى واستشهد 7 أشخاص على الأقل اثنان منهم في برزة والبقية في وسط العاصمة، كما أصيب نحو 15 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ولا يزال عدد من قضى قابلاً للازدياد مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، وبذلك يرتفع إلى 194 بينهم 25 طفلاً و25 مواطنة، ممن استشهدوا وقضوا وقتلوا جراء سقوط هذه القذائف، كما وثق أكثر من 842 شخصاً ممن أصيبوا وجرحوا في هذه الاستهدافات اليومية خلال أكثر من 4 أشهر متتالية، من ضمنهم عشرات الأطفال والمواطنات، وبعضهم تعرض لجراح بليغة وإعاقات دائمة، كذلك رصد استمرار الحالة الصحية السيئة لبعض المصابين، ما يرشح عدد من استشهد وقضى للارتفاع، ورُصد استشهاد ومقتل 43 شخصاً على الأقل، هم 32 مدنياً بينهم 8 مواطنات وأطفال و11 عنصر من المسلحين الموالين للقوات الحكومية السورية، ممن استشهدوا وقتلوا جراء سقوط القذائف على منطقة كشكشول، وذلك في أعلى حصيلة خسائر بشرية منذ 5 سنوات، كما أصيب أكثر من 35 جريح، بعضهم كانت جراحهم خطرة.
ونفذت طائرات حربية مساء الخميس الآن ما لا يقل عن 40 غارة، استهدفت خلالها أماكن في مدينة زملكا الواقعة بالجيب الجنوبي الغربي من الغوطة الشرقية، كما استهدفت عقبها بعدة غارات مناطق في عربين، كما قصفت القوات الحكومية السورية أماكن في عين ترما وزملكا وحزة، في حين تدور اشتباكات على محاور عربين وحزة وعين ترما، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جانب آخر، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وفي السياق ذاته من المنتظر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة، وذلك في المنطقة الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن بالغوطة الشرقية، عقب اتفاق جرى بين الروس من طرف وفيلق الرحمن من طرف آخر، إلا إذا كان هناك معوقات حالت لانهيار هذا الاتفاق، كما من المنتظر أن يخرج غداً وفداً من فيلق الرحمن لمفاوضات الروس ضمن الاتفاق ذاته.