موسكو ـ مصر اليوم
عاد مقاتلو مجموعة فاغنر التي أسسها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين إلى قواعدهم، وعادت الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في موسكو وروستوف ومقاطعات ليبيتسك وكالوغا وفورونيج، بعد تسوية التمرد الذي لم يستمر أكثر من 36 ساعة، بوساطة رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو الذي اعلن أن بريغوجين وافق على التوجه إلى بيلاروسيا مقابل إسقاط القضايا التي رفعت ضده. وساد الهدوء موسكو امس مع إغلاق الساحة الحمراء، لكن بخلاف ذلك، ليس هناك الكثير من المؤشرات على زيادة التواجد الأمني في الشوارع.
وشوهد بريغوجين وهو يغادر المقر العسكري في منطقة روستوف الواقعة على بعد مئات الأميال من جنوب موسكو في سيارة رياضية متعددة الاستخدامات.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي من روستوف انسحاب قوات فاغنر من المدينة في قافلة من العربات المدرعة والدبابات والحافلات على أصوات هتافات «فاغنر» وإطلاق نار احتفالي من السكان المحليين.
وقال أبتي ألاودينوف أحد قادة مجموعة من القوات الخاصة الشيشانية في مقطع مصور نشر على تيليغرام إن القوات تنسحب من منطقة روستوف بعد إرسالها إلى المنطقة لمقاومة مقاتلي فاغنر، وستعود إلى حيث كانت تقاتل في السابق بأوكرانيا.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين ظل يمارس عمله في الكرملين طوال يوم التمرد، معربا عن امتنان روسيا للرئيس البيلاروسي لوكاشينكو، لتوسطه في حل التمرد العسكري.
وبهذا الخصوص اعلنت الرئاسية البيلاروسية ان لوكاشينكو أجرى اتصالا ببوتين.
وقال الباحث في مركز الدراسات البحرية سامويل بينديت إن بريغوجين «يجب أن يرحل، وإلا فالرسالة ستكون أن قوة عسكرية يمكنها تحدي الدولة بشكل علني، وعلى الآخرين أن يفهموا أن الدولة الروسية لديها حصرية (امتلاك السلاح) في داخل البلاد».
وكان بيسكوف قال إنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه، سيتم إسقاط الدعوى الجنائية التي رفعت ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح، وسينتقل إلى روسيا البيضاء، ولن يواجه مقاتلو فاغنر الذين انضموا إلى المسيرة أي إجراء تقديرا لخدمتهم السابقة لروسيا. وقال بيسكوف إن لوكاشينكو عرض التوسط بموافقة بوتين لأنه يعرف بريغوجين شخصيا منذ حوالي 20 عاما.
الى ذلك، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتلفزيون الرسمي في بلاده، امس، إنه على تواصل دائم مع مسؤولي وزارة الدفاع، مضيفا أن بلاده لاتزال واثقة من نجاح خططها المتعلقة «بالعملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، مؤكدا أنه يعطي أولوية قصوى للعملية العسكرية.
وشدد بوتين على أن زيادة حجم إنتاج الأسلحة لتلبية متطلبات الصراع في أوكرانيا يجب ألا ثؤثر على الالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين الروس. وأذاع التلفزيون الرسمي هذه التعليقات التي أدلى بها بوتين في مقابلة مع المراسل لدى الكرملين بافل زاروبين.
وأكد الرئيس الروسي على أهمية تعزيز القدرة الدفاعية لروسيا مع التركيز على التنمية الاقتصادية والوفاء بالالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين الروس.
وأوضح بوتين في المقابلة أن جدول أعماله يتضمن عقد اجتماعات ومحادثات هاتفية منتظمة ومناقشات حول القضايا المتعلقة بالإنتاج في المجمع الصناعي العسكري، وقال: «بالطبع، دائما ما نناقش مسائل الدعم المالي، كي يتم إنتاج الأسلحة والمعدات بالسرعة المناسبة وبالكمية المناسبة والجودة المناسبة وفي نفس الوقت حتى نتمكن من الوفاء بجميع التزاماتنا الاجتماعية تجاه البلد، وتجاه الناس، كي نتمكن من حل المشكلات الاجتماعية».
كما ذكر التلفزيون الرسمي الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في اجتماع لمجلس الأمن الروسي هذا الأسبوع.
في المقابل، اعتبرت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني امس أن تمرد مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة يشكل فرصة لأوكرانيا لتحقيق النصر.
وأضافت ماليار في تصريحات لها «أن روسيا باشرت باجتياحها أوكرانيا عملية تقضي إلى دمارها الذاتي».
كما جددت الولايات المتحدة التزامها بدعم أوكرانيا، وذكرت الخارجية الأميركية ـ في بيان، أن ذلك جاء خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ونظيره الأوكراني كوليبا لمناقشة الوضع في روسيا.
وجدد بلنكين التأكيد على أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لن يتغير، مؤكدا استمرار واشنطن في التنسيق الوثيق مع أوكرانيا وسط تطور الوضع.
من جانبه، قال كوليبا ـ في تغريدة عبر موقع تويتر ـ «بحثت مع بلينكن آخر التطورات في روسيا خلال مكالمة هاتفية وتبادلنان تقييماتنا للأحداث الجارية في روسيا».
وأضاف: نراقب الوضع عن كثب.. ولاتزال أوكرانيا تركز على تحقيق أهداف هجومها المضاد بدعم ثابت من حلفائنا الأميركيين».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
السلطات الروسية تعثر على ٤٧ مليون دولار بمقر فاغنر في سان بطرسبرغ
فاغنر تُعلن اقترابها من مشارف موسكو ومصادر روسية تؤكد سيطرتها على مدينة ليبيتسك