دمشق ـ نور خوام
تواصلت عمليات القصف المكثف من قبل القوات الحكومية والطائرات السورية والروسية على الريف الشمالي الغربي لمدينة دير الزور، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات. وعلم المرصد السوري أن القصف المكثف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين مسلحي تنظيم "داعش" من جهة والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، على محاور واقعة في غرب نهر الفرات، وتترافق الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، حيث أسفرت الاشتباكات عن تمكن القوات الحكومية من تحقيق تقدم جديد في المنطقة والسيطرة على قرتين جديدتين، لتوسع نطاق سيطرتها لأكثر من 35 كلم من الضفاف الغربية لنهر الفرات بالريف الغربي لدير الزور، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أمس الثلاثاء، أن القوات الحكومية تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على 4 مناطق جديدة، وهي الشميطية وزغير شامية والحاوي والحمد الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات، ويسعى تنظيم "داعش" من خلال تنفيذ هجمات معاكسة لتحقيق تقدم في المنطقة، واستعادة ما خسره من مواقع، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أنه العمليات العسكرية في محافظة دير الزور ضد تنظيم "داعش"، لإنهاء تواجده في آخر أكبر تواجد له في سوريا، ترافقت مع قصف متواصل، إذ لم تهدأ مدافع النظام وراجماته وطائرات الحربية والمروحية والطائرات الروسية الحربية منها والمروحية، نتيجة استمرارها في قصف المدينة وريفيها الغربي والشرقي والضفاف الغربية والشرقية لنهر الفرات، ترافقت مع قصف من قبل طائرات التحالف الدولي على الضفاف الشرقية للنهر، ومناطق أخرى في المحافظة، لتزيد من أعداد الضحايا، وتقتِّل في المدنيين من أبناء المحافظة، تحت ذريعة واحدة لجميع الأطراف القاصفة “تحرير دير الزور ومحاربة تنظيم "داعش".
ووثق المرصد منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري تاريخ فك الحصار عن مدينة دير الزور بشكل فعلي وكامل، وحتى يوم الـ 18 من الشهر ذاته، استشهاد 191 مواطنًا بينهم 63 طفلاً دون سن الثامن عشر، و24 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، هم 93 مدنيًا بينهم 21 طفلاً و13 مواطنة استشهدوا في الغارات الروسية على قرى وبلدات بقرص والخريطة وموحسن وصعوة وزغير والبوعمر والشعفة وجديد بكارة ومناطق أخرى في ريف دير الزور، و9 مواطنين هم 7 أطفال ومواطنتان استشهدوا في قصف لالقوات الحكومية على القرى المقابلة لمدينة دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، و89 مواطنة بينهم 35 طفلاً و9 مواطنات، استشهدوا في ضربات لطائرات التحالف على مدن وبلدات وقرى البوكمال والميادين ومحكان والشحيل وحطلة والشهابات ومظلوم وخشام وعدة مناطق أخرى في ريف المدينة، كما تسبب الضربات في إصابة أكثر 430 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم إصاباتهم بليغة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع بشكل أكبر.
وفي محافظة ريف دمشق، دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي "فيلق الرحمن" من جهة أخرى، على محاور واقعة في محيط المتحلق الجنوبي من جهة عين ترما، بالأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية، في حين استشهد سيدة وأصيبت طفلتها بجراح إثر استهدافهما في منطقة مديرا القريبة من إدارة المركبات.
أما في محافظة درعا، فقد استهدفت القوات الحكومية مناطق في بلدة داعل الواقعة في القطاع الأوسط من ريف درعا، بينما قصفت القوات الحكومية مناطق في حي طريق السد بدرعا المحطة في مدينة درعا بعدة قذائف، في حين قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في بلدة سحم الجولان الواقعة في الريف الغربي لدرعا، فيما دارت اشتباكات بينها وبين جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش"، على محاور في محيط منطقة سحم الجولان ومنطقتي الحاجز الرباعي وشرق قرية عدوان، بحوض اليرموك، ولم ترد أنباء عن الإصابات،
وفي محافظة حماة، تعرضت مناطق في الريف الجنوبي الشرقي لحماة، لقصف من القوات الحكومية، حيث استهدفت الضربات أماكن في منطقة السطحيات، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في محيط مدينة حلب وأطرافها الغربية، وأماكن أخرى في ريفها الغربي وبالتزامن مع قصف استهدف مناطق في الريف الجنوبي لحلب، من قبل القوات الحكومية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن
أما في محافظة حمص، فقد استهدفت الفصائل بعدة قذائف تمركزات ومواقع للقوات الحكومية في محيط مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، في حين استشهد شاب تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية، فيما قضى مقاتل من الفصائل جراء استهدافه من قبل القوات الحكومية في منطقة الحولة بالريف الشمالي لحمص.
وتشهد الدائرة المحاصرة المؤلفة من ريف حماة الشرقي ومثلث الشومرية – جب الجراح – جبل شاعر، قتالاً متواصلاً بوتيرة عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور واقعة في الريف الشرقي لمدينة سلمية بريف حماة الشرقي، إثر هجوم مستمر من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بغية إنهاء تواجد تنظيم "داعش" في المنطقتين، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية تمكنت من التقدم في 6 قرى ومناطق إضافة لمرتفعات ريفي حمص وحماة الشرقيين، وتترافق الاشتباكات مع قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك، وغارات من قبل الطائرات الحربية، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في 15 من أيلول / سبتمبر الجاري، أنه ارتفع إلى 407 على الأقل عدد قتلى الجانبين، منذ الـ 3 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017، إلى يوم الجمعة الـ 15 من أيلول، حيث ارتفع إلى 279 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثق المرصد مقتلهم بينهم نحو 21 عنصراً فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة، في حين ارتفع إلى 128 عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في القصف والاشتباكات، كذلك كانت وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر تنظيم "داعش" في الريف الحموي الشرقي يحتفظون بجثث أو جرحى من عناصر القوات الروسية ممن قتلوا وأصيبوا في الريف الحموي الشرقي، حيث كانت تبحث القوات الروسية عنهم، فيما كانت القوات الحكومية تمكنت في الثالث من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017 من تثبيت سيطرتها على بلدة عقيربات بعد معارك عنيفة وقصف جوي وبري مكثفين على البلدة تسببتا في مقتل العشرات من الطرفين، لتعود وتخسرها بعد ذلك ومن ثم عاودت السيطرة عليها خلال الـ 48 ساعة الأخيرة.