طرابلس ـ فاطمة السعداوي
رفض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، ما أسماه "شيطنة" المشاركين في الملتقى الوطني الجامع، المزمع عقده في مدنية غدامس الشهر المقبل، برعاية أممية، وسط مخاوف بعض نواب البرلمان من خلق الملتقى «سلطة تشريعية» بديلة عن مجلسهم، وفي غضون ذلك تظاهر مواطنون أمس في مدينة صرمان (غرب البلاد)، دعماً للجيش الوطني، الذي يتزعمه المشير خليفة حفتر.
وقال الطاهر السني، المستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، إن «القاسم المشترك بين المشهد ما قبل اتفاق الصخيرات، والملتقى الوطني الجامع هو عجز أطراف الصراع في ليبيا عن إيجاد تسوية سياسية بأنفسهم»، مضيفا في تغريدة على «تويتر» مساء أول من أمس، أن |نتيجة عجز الأطراف المتصارعة كانت التدخلات الدولية على خط الأزمة، ثم اللجوء للوساطة الأممية".
كما لفت إلى أن الحدثين كان يسودهما حوار ليبي - ليبي، متمنيا «نجاح الملتقى، وعدم شيطنة من يشاركون به كما حدث سابقاً، إذا جاءت النتائج على غير رغبة البعض».
اقرأ أيضَا :
فائز السراج يُندّد بالتدخلات "السلبية" لبعض الدول في ليبيا
وتباينت مواقف أعضاء مجلس النواب في طبرق (شرق)، بين مؤيد لانعقاد الملتقى الوطني، يرى أنه فرصة للتمهيد لإجراء انتخابات في البلاد، وبين من يعتقد أنه "مضيعة للوقت، ولن يختلف عما سبقه من اتفاقات".
في سياق ذلك، أعلن النائب زياد دغيم ترحيب البرلمان بالملتقى، باعتباره حلاً للأزمة السياسية في ليبيا، لكنه قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أمس، إن البرلمان «لن يسمح بخلق سلطة تشريعية بديلة عنه تأتي عبر الملتقى الجامع".
كما انتشر بيان يحمل توقيع بعض أعضاء مجلس النواب يدعم بـ«شكل مشروط» الملتقى الوطني. لكن عضو مجلس النواب عيسى العريبي نفى التوقيع عليه، وقال في بيان مقتضب نشره الموقع الإلكتروني لمجلس النواب، "إنه لا يعلم أي تفاصيل عن هذا البيان، إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".
واتهم عبد السلام نصية، عضو مجلس النواب، أمس شخصيات، لم يسمها بـ"السعي وراء مصالحها ومكاسبها، دون النظر إلى المصلحة العليا للبلاد"، وقال في تغريدة أمس «كانوا يتفاوضون معنا، ويتفاوضون في الخلف مع المجلس الرئاسي للحصول على المناصب والمكاسب، وعندما وصلنا إلى اتفاق أوقفوا التنفيذ بحجج واهية. واليوم يعيدون الكرة من خلال طلب الاستمرار في التفاوض للحصول على مكاسب ومناصب في المؤتمر الجامع».
وفي زيارة نادرة، التقى مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية صلاح الدين الجمالي، مساء أول من أمس، بعض الشخصيات الليبية، أبرزهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وبحث معه المستجدات على الساحة الليبية.
وسلّم الجمالي صالح رسالة من أبو الغيط، تتعلق وفقا للموقع الإلكتروني لمجلس النواب، "بدعم الجامعة لإجراء انتخابات في البلاد العام الجاري لإنهاء المرحلة الانتقالية".
في شأن آخر، أعلنت كتيبة «ثوار طرابلس»، الموالية للمجلس الرئاسي، أمس، العثور على عبوة ناسفة، كانت مجهزة للتفجير في محيط مبنى البريد الرئيسي، الواقع في منطقة شارع الزاوية بطرابلس.
وقال أدهم ناصوف، القيادي بالكتيبة، إنهم تمكنوا من تفكيك العبوة، وعثروا على كمية كبيرة من المتفجرات.
من جهة ثانية، خطف مسلحون في ضواحي مدينة درنة، التي قال الجيش الوطني إنه حررها من "المتطرفين" مؤخرًا، شيخ الطريقة السنوسية محمد الأمين فركاش، فجر أمس، بعد اقتحام منزله.
ونقل مقربون من الشيخ لـ"الشرق الأوسط"، أن المهاجمين أطلقوا النيران في الشوارع المحيطة قبل اقتحام منزل فركاش، واقتياده من قبل أشخاص ملثمين.
وأدانت منظمات حقوقية خطف فركاش من طرف ما سمتهم "جماعة متطرفة مسلحة"، وطالبت بسرعة الكشف عن مكانه وإطلاق سراحه، مؤكدة أن الشيخ يعرف باعتداله، ونبذه للإرهاب.
تجاهل مواطنون تحذيرات وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، واحتشدوا أمس في مدينة صرمان، دعماً للجيش الوطني برئاسة المشير خليفة حفتر.
ونقلت فضائية (ليبيا الحدث)، الموالية للجيش، تجمعات لمواطنين وهم يهتفون للقوات المسلحة، ويحملون صوراً لحفتر، ويطالبون بـ«تطهير البلاد من الإرهابيين».
وكان منظمو المظاهرة في المنطقة الغربية قد رفضوا قرار داخلية الوفاق بمنعهم من التظاهر، ورأوا أنها "تستهدف دعم القوات المسلحة وتعبر عن حريتهم"، مطالبين في المقابل بمنع مظاهرات داعمة لمتشددين تخرج كل أسبوع في ميدان الشهداء بالعاصمة.
من جهته، قال الناطق باسم القوات الخاصة الصاعقة العقيد ميلود الزوي، إن الوضع الأمني في منطقة مرزق جنوب البلاد، بات آمناً، مشيراً إلى أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها هناك، وأن المحال التجارية والمخابز شرعت في فتح أبوابها.
وأضاف الزوي، في بيان على صفحته، أن القوات الأمنية تنتشر في مرزق لحفظ الأمن في المدينة، التي تمكن الجيش الوطني من السيطرة عليها، بعد معارك عنيفة مع العصابات التشادية، حيث استقبله الأهالي ورحبوا بقدومه.
قد يهمك أيضَا :
اشتباكات مفاجئة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين ميليشيات طرابلس