قصف مكثف ومتبادل تشهده قرى وبلدات بريف بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية

تعرَّضت مناطق في مدينة اعزاز الواقعة بالقرب من الحدود السورية التركية، لقصف من "قوات سورية الديمقراطية"، مما تسبب بوقوع عدد من الجرحى بينهم طفل، فيما تشهد مناطق سيطرة هذه القوات قصفاً من قبل القوات التركية، استهدف مناطق قراميل وحساجك والنيربية وأم حوش وتل رفعت والحصية ومرعناز واحرض ومناطق أخرى تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية"، ما تسبب في وقوع عدد من الجرحى.

وكانت مظاهرات خرجت في منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث خرج عشرات آلاف الأشخاص في مظاهرات نددت بالتدخل التركي والعملية العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها ضد "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي. كما نددت بالقصف التركي الذي خلف شهداء وجرحى في قرى تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية، فيما يستمر الاستياء في مناطق سيطرة تلك القوات في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي، ضمن الأوساط الأهلية، على خلفية القصف التركي الذي استهدف قرى تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" ما تسبب باستشهاد سيدة واثنين من أطفالها ومواطنين اثنين آخرين وإصابة نحو 20 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ومع مواصلة تركيا لتحضيراتها العسكرية بمشاركة من الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في ريف حلب، من أجل بدء عمل عسكري هدفه السيطرة على المنطقة الممتدة من مارع إلى دير جمال، لإعادة عشرات آلاف النازحين إلى قراهم التي نزحوا عنها في ريف حلب الشمالي.

وفي محافظة الرقة، تواصلت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، على محاور في أطراف حي هشام بن عبد الملك في جنوب مدينة الرقة وفي المدينة القديمة وفي حي الرميلة بالسم الشمالي الشرقي من مدينة الرقة، بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة تترافق مع قصف من قبل طائرات الأباتشي وطائرات التحالف الدولي على مواقع سيطرة التنظيم ومناطق تواجده، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، كما تسبب القصف الجوي على مناطق في مدينة الرقة، في استشهاد عدة مدنيين بينهم مواطنة على الأقل وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

وكان المرصد السوري ذكر أمس الجمعة ، أن قوات سورية الديمقراطية تمكنت من الدخول إلى أطراف حي الروضة بعد فرض سيطرتها الكاملة على حي البتاني المحاذي لحيي الروضة والرميلة، في القسم الشمالي الغربي من المدينة، وتتزامن هذه الاشتباكات مع قتال مستمر بعنف، بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر التنظيم في المدينة القديمة، حيث أخفقت قوات عملية “غضب الفرات” في تثبيت نقاط سيطرتها في النقاط والمواقع الجديدة التي تقدمت إليها في المدينة القديمة، نتيجة عمليات القنص المكثفة وتصعيد الاستهداف المتواصلة بالطائرات المسيرة الحاملة للقنابل، ولزرع التنظيم الألغام بشكل مكثف وتحصين مناطق تواجده، ما اضطرها للتراجع عن هذه النقاط. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تتواصل بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" في مساكن حوض الفرات بمنطقة الدرعية في القسم الغربي من مدينة الرقة، فيما تواصل قوات سوريا الديمقراطية عمليات تمشيطها وتأمينها لحيي البريد والقاسية في غرب المدينة، بينما يعمد تنظيم "داعش" لتنفيذ هجمات معاكسة على المواقع التي تقدمت إليها قوات سورية الديمقراطية في حي هشام بن عبد الملك، وسط استمرار طائرات الأباتشي بالتحليق المكثف في سماء المدينة، والمشاركة في العمليات القتالية ضد التنظيم، مع قصف متلاحق لطائرات التحالف الدولي، على مواقع سيطرة التنظيم، وسط استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى جبهات مدينة الرقة تحضيراً للمعركة الحاسمة التي تهدف خلالها قوات عملية”غضب الفرات” للسيطرة على كامل مدينة الرقة.

أما في محافظة إدلب، فقد أبلغت مصادر أهلية المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة جرت خلال الساعات الفائتة، بين مقاتلي هيئة تحرير الشام ومقاتلي حركة "أحرار الشام" في منطقة تل الطوقان في ريف إدلب الشرقي، وأكدت المصادر الأهلية أن الاشتباك جاء على خلفية هجوم من قبل تحرير الشام على البلدة التي يتواجد فيها أحرار الشام، وجرى الاقتتال الذي تسبب في وقوع عدد من الجرحى، ومعلومات أولية عن تسبب الاقتتال في وقوع شهداء مدنيين، فيما تضاربت المعلومات حول الجهة التي تسيطر على القرية، فيما رجحت المصادر الأهلية أني كون الاقتتال على خلفية خلاف بين الطرفين، حول توصيل الكهرباء وتشغيل شركة المياة، وتشهد المنطقة استنفاراً بين الطرفين، وسط تخوف من تطول القتال بين الجانبين.
وكانت مصادر متقاطعة أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات جرت في قرية كفرعروق شمال مدينة إدلب، بين عناصر من هيئة تحرير الشام من طرف، وحركة أحرار الشام الإسلامية من طرف آخر، على خلفية قيام الأول بالهجوم على مواقع الأخير، حيث ترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة، ما أسفر عن إصابات بين طرفي القتال بالإضافة لإصابة طفلة على الأقل برصاص طائش على خلفية الاشتباكات ولا يزال التوتر يسود القرية حتى اللحظة.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار العنيف الذي هزَّ محيط مدينة إدلب الاربعاء، ناجم عن تفجير آلية مفخخة استهدفت معمل الغزل الذي يتواجد فيه مقاتلو هيئة تحرير الشام، وأكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد أن التفجير تسبب في سقوط خسائر بشرية، حيث قضى 8 مقاتلين على الأقل في التفجير فيما أصيب أكثر من 18 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وعدد الذين قضوا مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، وهذا التفجير جاء بعد تجدد عمليات المداهمة من قبل هيئة تحرير الشام لمنازل ومواقع أشخاص، اتهتمهم بأنهم “خلايا نائمة لتنظيم داعش”، حيث اعتقلت عشرات الأشخاص الأربعاء. ونشر المرصد السوري أمس أن هيئة تحرير الشام نفذت فجراً حملة دهم واعتقالات في منطقة وادي خالد غربي مدينة إدلب، وذلك ضد ما اسمته “خلايا نائمة لتنظيم داعش”، حيث اعتقلت عدة أشخاص واقتادتهم إلى جهة مجهولة، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأول، أنه يسود توتر مدينة جسر الشغور، بعد هجوم قالت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر من هيئة تحرير الشام نفذوه على مركز للدفاع المدني في المدينة، عقب امتناع عناصر الدفاع المدني عن تسليم هيئة تحرير الشام آليات هندسية وآليات أخرى كانت الأخيرة طلبتها من مركز الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور، حيث ترافق الهجوم مع إطلاق النار في المنطقة، فيما أكد أهالي للمرصد أن حركة أحرار الشام الإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني تدخلا للتوسط وحل الخلاف الجاري بين الطرفين، ولم ترد معلومات عن إصابات.

وتواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها في القصف الجوي المكثف الذي استهدف مناطق في غوطة دمشق الشرقية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة شهداء القصف الجوي على بلدة عين ترما، وبلغ عدد الشهداء 10 مدنيين على الأقل بينهم طفلان و4 مواطنات، فيما لا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، وتعد هذه أكبر مجزرة ترتكبها الطائرات الحربية في الغوطة الشرقية، منذ الـ 4 من نيسان / أبريل من العام الجاري 2017، حين استهدفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية والتي راح ضحيتها 18 مواطنًا مدنيًا بينهم 5 أطفال و9 مواطنات استشهدوا جميعاً جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في بلدة سقبا.

وبهذا الارتفاع فإن عدد الشهداء في الغوطة الشرقية ارتفع إلى 35 على الأقل بينهم 7 أطفال دون سن الثامنة عشر و9 مواطنات فوق سن الـ 18، استشهدوا في القصف الجوي والقصف من قبل القوات الحكومية بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على عين ترما وبقية مناطق الغوطة الشرقية، منذ بدء هجوم القوات الحكومية في جوبر وعين ترما بغوطة دمشق الشرقية، في الـ 20 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري وحتى يوم الجمعة، الـ 14 من تموز / يوليو الجاري، وأن مدينة زملكا تحوي مئات العوائل النازحة من حي جوبر الدمشقي في شرق العاصمة، ومن قرى وبلدات منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية، حيث يسيطر فيلق الرحمن على المدينة، حيث تقع المدينة في شمال بلدة عين ترما، عند الأطراف الغربية للغوطة الشرقية.

ويأتي هذا التصعيد في القصف الجوي على الغوطة الشرقية وشرق العاصمة دمشق، بالتزامن مع استمرار القتال بوتيرة متفاوتة العنف بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن من جهة أخرى، على محاور في محيط عين ترما ومحاور في حي جوبر ومحيط المتحلق الجنوبي، والتي تسببت في وقوع مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال.