دمشق ـ نور خوام
اشتدَّت المعارك بوتيرة عنيفة على محاور الجيب الأخير لتنظيم "داعش" شرق نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي مساء الثلاثاء، بين عناصر التنظيم و"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من قبل التحالف الدولي.
وافد المرصد السوري لحقوق الانسان إبأن تلك المعارك تركزت في محاور بلدة السوسة في محاولات متواصلة من قبل "قسد" للتقدم أكثر في البلدة والسيطرة عليها بشكل كامل، وذلك بدعم من طائرات التحالف الدولي، فيما يسعى التنظيم لصد الهجمات واستعادة ما خسره.
وسط ذلك، هز انفجار عنيف بلدة السوسة، يرجح أنه ناجم عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة واحدة على الأقل في البلدة، بالتزامن مع مواصلة طائرات التحالف الدولي عمليات قصفها المكثف على محاور القتال ومواقع التنظيم في المنطقة، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال.
ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه علم من عدة مصادر موثوقة، أن طائرات التحالف الدولي خلال الـ 24 ساعة الفائتة، وبالتزامن مع عمليات هجوم لقوات سورية الديمقراطية، استهدفت بشكل مكثف مناطق في بلدة السوسة وفي أطرافها ومحيطها، حيث تسببت الضربات في سقوط خسائر بشرية كبيرة، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن الضربات الجوية التي طالت عدة مواقع ومقار في بلدة السوسة ومنطقة أبو الحسن المحاذية لبلدة هجين، تسبب في قتل 37 عنصراً على الأقل من تنظيم “داعش”، بالإضافة لإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وتأتي هذه الضربات بالتزامن مع تمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على أجزاء من بلدة السوسة، نتيجة الهجوم العنيف الذي يهدف للسيطرة على البلدة، وتضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم.
هذا القصف المتصاعد يأتي بعد مجزرتين نفذتهما طائرات التحالف الدولي في بلدة السوسة باستهداف مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن ومحيطهما، حيث كان وثق المرصد السوري مقتل واستشهاد 63 شخصاً على الأقل من مدنيين وعناصر تنظيم “داعش”، في الـ 18 والـ 19 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري ، حيث وثق المرصد السوري 18 مدنياً من عوائل عناصر التنظيم من الجنسية العراقية بينهم 7 أطفال و4 مواطنات، عدد من استشهدوا في القصف الجوي الذي طال مسجداً ومنزلاً محاذياً له في بلدة السوسة، يوم الخميس الـ 18 من تشرين الأول الحالي، بالإضافة لـ 11 عنصراً من التنظيم قتلوا في الضربات ذاتها، بينما استشهد 23 مدني من ضمنهم بينهم 3 أطفال هم ستة سوريين والبقية من الجنسية العراقية ، جراء ضربات استهدفت معهداً لتحفيظ القرآن ومنازل محيطة به في بلدة السوسة، فيما قتل 11 من عناصر التنظيم في الضربات ذاتها، ولا تزال أعداد الشهداء والقتلى قابلة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 235 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، من عناصر "قسد" قتلوا في معارك مع التنظيم، كما ارتفع إلى 456 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “داعش”، في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، كما كان وثق المرصد استشهاد طفلتين في قصف من قبل قسد على جيب التنظيم، و5 مواطنين استشهدوا في قصف للتحالف الدولي على الجيب ذاته، بالإضافة لـ 41 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في ضربات للتحالف الدولي على مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن في بلدة السوسة ضمن الجيب الخاضع للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غالبيتهم من الجنسية العراقية وبينهم عوائل من عناصر تنظيم “داعش”
الاقتتال الأعنف منذ بدء الاتفاق الروسي التركي بين فصيلين مسلحين
وفي محافظة إدلب، يتواصل الاقتتال بوتيرة متفاوتة العنف على حاجز واقع في مفرق الطرق الواصلة إلى تلمنس والكراكي والغدفة وجرجناز في القطاع الشرقي من ريف معرة النعمان، بين فصيل "صقور الشام" من جهة، و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، تترافق مع استهدافات متبادلة ومتقطعة بين الحين والآخر، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيداً من الخسائر البشرية على خلفية هذا الاقتتال المتواصل منذ ساعات والمتجدد في الأونة الأخيرة، حيث ارتفع إلى 4 على الأقل عدد الذين استشهدوا وقضوا على خلفية الاشتباكات والرصاص العشوائي على خلفية الاقتتال، وهم مدنيان اثنان ومقاتل من تحرير الشام وآخر من صقور الشام، وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، فيما تتواصل المساعي من قبل وسطاء لوقف إطلاق النار بين الطرفين، حيث يعد هذا الاقتتال هو الأعنف من نوعه منذ بدء الاتفاق التركي الروسي المنبثق عن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أرودغان منتصف شهر أيلول الفائت، وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أن القتال العنيف بين "صقور الشام" من طرف، و"هيئة تحرير الشام" من طرف آخر، لا يزال مستمراً، على حاجز واقع في مفرق الطرق الواصلة إلى تلمنس والكراكي والغدفة وجرجناز في القطاع الشرقي من ريف معرة النعمان، ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تسبب الاشتباكات في وقوع خسائر بشرية، حيث استشهد وقضى شخصان اثنان وأصيب 7 آخرون بينهم مقاتلون بجروح متفاوتة الخطورة، كما أكدت المصادر الموثوقة أن فيلق الشام المقرب من الحكومة التركية دخل في الاقتتال إلى جانب صقور الشام، فيما لا يزال الاستنفار متواصلاً في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، فيما تحاول أطراف وسيطة التوصل لتوافق بين الطرفين.
وعززت حركة "تحرير الشام "حواحزها في دير حسان وباب الهوى وقاح ومناطق اخرى شمال إدلب وغرب حلب، دون معلومات حتى اللحظة عن أسباب التعزيزات والاستنفارات في المنطقة، كما نشر المرصد السوري في العاشر من شهر تشرين الأول الجاري، أنه يسود التوتر منطقة جرجناز الواقعة في ريف معرة النعمان الشرقي، على خلفية اشتباكات بين مجموعات تتبع للجبهة الوطنية للتحرير، وهيئة تحرير الشام، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه أطلق عناصر من مجموعات الجبهة الوطنية، النار على سيارة عسكرية تابعة للهيئة لتنشب مناوشات بين الطرفين، ومعلومات عن أنها أسفرت عن مصرع عنصرين من الحاجز كما نشر المرصد السوري قبل نحو أسبوعين، أنه رصد تجدد التوترات بعموم الريف الغربي الحلبي، بين فصيلي هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، حيث علم المرصد السوري أن الطرفين يعمدان لتحصين نقاطهما وتعزيزها واستقدام آليات متوسطة ومزيد من العناصر، وسط مخاوف أهلية من تجدد اندلاع اقتتال جديد في المنطقة، قد يجبر المواطنين على النزوح من مناطقهم في حال اندلاعها، وتأتي الاستنفارات في ظل الاحتقان والتوترات المتجددة بين فصائل الجبهة الوطنية للتحرير وبين هيئة تحرير الشام.
كذلك نشر المرصد السوري خلال الأيام السابقة، أن الاقتتال يتواصل لليوم الثاني على التوالي في الريف الغربي الحلبي، بين الجبهة الوطنية للتحرير من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، إذ تتركز الاشتباكات في محور كفرنوران بالريف الغربي الحلبي، في إطار الهجمات المتواصلة لتحرير الشام على المنطقة، حيث كانت قد تمكنت من السيطرة خلال الساعات الفائتة على قرية مزناز وحرشها عقب اشتباكات مع الجبهة الوطنية، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من المناطق التي شهدت توترات واقتتال بين الطرفين، وسط حالة استياء شعبية على خلفية هذا الاقتتال الذي تواصل منذ يوم أمس الجمعة، في حين كان وثق المرصد السوري 3 من مقاتلي هيئة تحرير الشام لقوا مصرعهم في الاقتتال هذا، بينما وثق 3 بينهم قيادي عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير عدد مقاتلي الأخيرة الذين قضوا خلال أول 24 ساعة من الاقتتال، وسط استنفارات وتحشدات مستمرة من قبل الطرفين، في محاولة من كل طرف التقدم على حساب الطرف الآخر، بينما كان وثق المرصد السوري استشهاد 3 مواطنين بينهم طفلتان من العائلة ذاتها في الاقتتال ذاته.