القاهرة ـ سعيد غمراوي
أصدرت السلطات المصرية السبت، عدداً من الأحكام على عناصر جماعة "الإخوان" التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً للتحريض على العنف، بينما شهدت جلسة محاكمة محمد بديع مرشد الإخوان، و738 آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"فض اعتصام رابعة" تفاصيل جديدة تؤكد استخدام الجماعة للعنف خلال الاعتصام.
وأحالت نيابة جنوب الزقازيق الكلية في الشرقية، خلية إخوانية مكونة من 16 فرداً، لتحريضهم على العنف بمركز الزقازيق، إلى دائرة إرهاب، وتحديد جلسة اليوم (الأحد) لمحاكمتهم. ووجهت النيابة إلى المتهمين، تهمة ارتكاب جرائم إرهابية بأن حازوا محررات تحوي أفكاراً ومعتقدات داعية لارتكاب أعمال عنف والتجمهر وتعطيل مواد الدستور. في حين أصدرت نيابة فيصل والجناين بالسويس، قراراً بحبس إرهابيَّين اثنين 15 يوماً على ذمة التحقيقات معهما بتهمة التحريض على اغتيال عناصر الشرطة والقضاء والجيش، والانضمام إلى جماعة إرهابية.
وجددت نيابة أمن الدولة العليا في مصر، حبس 12 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«داعش الواحات»، لمدة 15 يوماً. ووجهت النيابة إلى المتهمين عدة جرائم في مقدمتها الانضمام إلى جماعة أُنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واعتناق أفكار تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها.
في غضون ذلك، أجّلت محكمة جنايات القاهرة أمس، جلسات محاكمة مرشد الإخوان و738 آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«فض اعتصام رابعة» إلى 30 يناير (كانون الثاني) الجاري.
كانت قوات الأمن المصرية بالتعاون مع الجيش قد فضت اعتصامين لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان» في ميداني «رابعة العدوية» بالقاهرة، و«نهضة مصر» بالجيزة، منتصف أغسطس (آب) 2013، بعد أن استمرا لمدة 47 يوماً، اعتراضاً على عزل مرسي عن الحكم.
وتضم قائمة المتهمين كبار قيادات جماعة «الإخوان» من بينهم عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، إلى جانب عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وطارق الزمر، ووجدي غنيم، وآخرين.
وقالت الشاهدة الحقوقية داليا إبراهيم زيادة، المدير التنفيذي لمركز «ابن خلدون» سابقاً، في شهادتها أمس خلال جلسة المحاكمة، إنه «تم إحراق 83 كنيسة في أثناء الاعتصام بهدف إحداث فتنة طائفية طبقاً لتعليمات قيادات الاعتصام من الإخوان... وذهبنا للتأكد من سلمية الاعتصام فقاموا بمنعنا، واكتشفنا أن الاعتصام كان مسلحاً»، مضيفة: «في بداية فض الاعتصام قام الضباط بتوفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين، وبعد ما يقرب من ربع ساعة من الفض السلمي، توقف صوت الميكروفونات، وبدأ صوت إطلاق النار وأُصيب أحد الضباط، ووجدنا المعتصمين (من الإخوان) اعتلوا كوبري أكتوبر لتخريبه».
وأوضحت زيادة في شهادتها أمام المحكمة، أن «الإخوان» أعلنوا أن هذا الاعتصام انتصار للدين الإسلامي؛ لكن الطلقة الأولى خرجت من المعتصمين تجاه قوات الشرطة، وكان أغلب الاعتصام من البسطاء المؤمنين بهذا الفكر، وكانوا يأتون من محافظات أخرى اعتماداً على المشاعر الدينية... وقالت قيادات الإخوان حينها «إنها كانت مسألة سياسية بحتة وتم تصويرها على أنها حرب ما بين الدين والدولة».
مضيفة: «كان هناك مكان خلف المنصة، حسب الشهود، يتم فيه التعذيب إذا شكّوا في أي شخص أنه جاسوس عليهم، وجاءت إلى المركز شكاوى من سكان منطقة رابعة بانبعاث رائحة كريهة، اعتقدوا أنها رائحة لجثث».
كانت النيابة العامة في مصر قد أسندت إلى المتهمين تهم: تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة، وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل، وإرهاب جموع الشعب المصري، وحيازة وإحراز المفرقعات والأسلحة النارية والذخائر التي لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، والأسلحة البيضاء والأدوات التي تستعمل في الاعتداء على الأشخاص.
وفي سياق منفصل، قال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة في مصر، إنه «تم إبطال عبوة ناسفة وتدمير 10 أوكار بها كمية كبيرة من الوقود والاحتياجات الإدارية التي تستخدمها العناصر التكفيرية، وتم ضبط عربة بداخلها كمية كبيرة من قطع غيار الدراجات النارية كانت في طريقها للعناصر التكفيرية».
وينشط في سيناء بقوة تنظيم «أنصار بيت المقدس»، أو «ولاية سيناء» الذي بايع أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «داعش» الفرع المصري.