القاهرة - إسلام محمد
أكد الخبير البيئي المصري، حسين عبدالعال، على أن هناك خطورة كبيرة في فقد التنوع البيولوجي على كوكب الأرض بسبب التطورات التي نشهدها في الصناعات الثقيلة في الدول الصناعية الكبرى، إذ لا يزال الاستخدام غير المستدام للنظم الإيكولوجية والاستغلال المفرط للتنوع البيولوجي يمثلان تهديدات رئيسية.
وأضاف عبدالعال، خلال تصريح له إلى "مصر اليوم"، أن التغير المُناخي بصورة تدريجية يمثل تهديدًا كبيرًا للتنوع البيولوجي خلال الأعوام المقبلة، كما أن الاستخدامات غير السليمة للأراضي وحرق الغابات وقلة الأراضي الزراعية التي تقل بمعدل كبير خلال الفترة الماضية، كل ذلك يمثل تهديدا كبيرا للتنوع البيولوجي، موضحا أن البشر يستخدمون الكثير من الأنواع لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتعاني الكثير من الأنواع من التدهور نظرا لاستخدامها على مستويات غير مستدامة أو لحصادها بصور تهدد النظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها، وينتشر هذا التدهور على نطاق واسع.
وبيّن الخبير البيئي المصري أن هناك خطرا كبيرا يواجه التنوع البيولوجي في العالم ككل، وأن كل الدول ستتعرض لارتفاع في درجات الحرارة والتغيرات المناخية، مطالبا أنه يجب الاهتمام بالموارد الموجودة والعمل على المحافظة عليها، علاوة على توعية المواطنين في كل دول العالم بأهمية الطبيعة والحفاظ عليها.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للأمم المتحدة وكبير علماء "ناشيونال جيوجرافيك"، جوناتين بيل، إن 20% من التنوع البيولوجي في العالم مهدد بالانقراض، والتنوع البيولوجي في الأغلب يتم تقسيمه إلى 4% من الثديات البرية كالأسود والنمور، والبشر 36%، و4% للموائل، وذلك في كل أنحاء العالم في الـ50 عاما الماضيين، إلا أن ذلك تغير كثيرا.
وأضاف "جوناتين"، خلال كلمته في اجتماع الشق رفيع المستوى على هامش مؤتمر التنوع البيولوجي المنعقد في مدينة شرم الشيخ، الأربعاء، أن البشر غيروا العالم بشكل كبير مما أثر على الأنواع والنظام الإحيائي، بالإضافة إلى تغير المناخ، لذا فإننا وضعنا هدف المحافظة على 15% من الأراضي، و7% من المحيطات، وعلينا أن نلحق تطبيق ذلك قبل 2020، وبخاصة أننا خسرنا 60% من الفقاريات في العالم، مشيرا إلى ضرورة استغلال الموارد بشكل أفضل، وبخاصة أنه لكل الأنواع الحق في الوجود، لافتا إلى أنهم يخصصون 52 مليار دولار سنويا للبيئة، لكن هناك حاجة إلى زيادتها إلى 400 مليار دولار، من خلال الاستثمار في التنوع البيولوجي.
ووجه وزير البيئة والطاقة في كوستريكا، كارولس مانويل، الشكر إلى مصر على استضافة مؤتمر الأطراف الـ14 للتنوع البيولوجي، موكدًا أن هناك تحديات كبيرة تواجه دول العالم، حيث نصفها أصبح يعاني أزمات مالية، في حين أن أزمة التنوع البيولوجي أكبر أزمة يواجهها الكوكب بسبب الإنسان، وبخاصة أن تدهورها سيسهم في تفاقم الأزمات في العالم، ولا يمكن إنكار أهمية التنوع لرفاهية الإنسان، ولا يزال هناك تدهور في كل أرجاء العالم ونحتاج إلى جهود إضافية للحفاظ عليه.
وأكد "كارلوس" على ضرورة أن يتم التوصل لإطار متين طموح للعالم ما بعد 2020، خلال فعاليات مؤتمر التنوع البيولوجي للحفاظ على البيئة.
قالت الأمين التنفيذي للأمم المتحدة، كريستينا بالمر، إن هناك منظومة متكاملة دولية للتعامل مع كل التحديات التي تواجه موضوعات البيئة ونزيف الثروات الطبيعية، موضحة أنه يجب أن نعلم أننا لسنا وحدنا على هذه الأرض؛ لذلك واجب على الإنسان أن يقوم بالحفاظ على البيئة من أجل الحيوات الأخرى الموجودة أيضًا والحفاظ على التوازن البيئي.
وأضافت بالمر، في تصريحات صحافية، أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الحياة أن يكون هناك تنوع بيولوجي على هذا الكوكب، وتشير كل الإحصائيات التي لدى الأمم المتحدة إلى أن الأعوام الماضية شهدت معدلات كبيرة في عمليات حرق الغابات، لذلك يجب أن نوقف نزيف الثروات الطبيعية وهذه التحديات لن تحل بوجود من في هذا المؤتمر فقط، بل يجب أن تتعاون كل القطاعات الأخرى التي تعمل في مجالات أخرى.
وتابعت أنه يقع على عاتقنا أن نجد حلولا لتدهور الأراضي والتغيرات المناخية، حيث يوجد ممثلو 196 دولة في هذا المؤتمر، وشعوبنا تنتظر منا أن نناصر مسألة البيئة في اجتماعتنا ونحرز تقدمًا طيبًا في مؤتمر الأطراف الـ14، وعلينا أن نقرر كيفية تطوير التنوع البيولوجي بعد عام 2020 ونضع خطة، وكيف نتصدى للتحديات، وأشارت إلى أننا يجب أن نوعي المواطنين في كل دول العالم بأهمية الطبيعة والحفاظ عليها؛ لأنها جزء لا يتجزأ منا، ويجب أن نجعلهم يعرفون أن هناك مكاسب عديدة من وجود التنوع البيولوجي في حياة كل مواطن.