من أثار أعمال العنف في وسط العاصمة الفرنسية باريس

أصدر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعليماته لرئيس وزرائه، إدوارد فيليب، بإجراء محادثات مع جماعات الإحتجاج المعروف باسم "السترات الصفراء"، بعد أن أدت المظاهرات المناهضة للحكومة، إلى حدوث أسوأ أعمال عنف في وسط العاصمة الفرنسية باريس منذ 10 سنوات، إذ أصيب أكثر من 100 شخص، وأشعلت النيران في السيارات والمباني.

ويواجه ماكرون أكبر أزمة له منذ توليه منصبه قبل 18 شهرا، بعد اندلاع أعمال العنف يوم السبت، بعد أسابيع من احتجاجات الشوارع التي بدأت بشكل سلمي لرفض زيادة الضرائب على الوقود، ومن ثم تحولت إلى حركة مناهضة للحكومة.

ويبدو أن "الإليزيه" والوزراء الرئيسيين يستبعدون فرض أي نوع من حالات الطوارئ في البلاد، رغم تحول سلمية الاحتجاجات التي تقودها حركة "السترات الصفراء" الى فوضى عارمة، بعد الأشتباك مع شرطة مكافحة الشغب، وإشعال النار في السيارات والمصارف والمنازل، والحواجز المؤقتة في الشوارع.

وقال ماكرون إنه لن يقبل بالعنف، وأصدر التوجيهات لفيليب، بلقاء الجماعات المنظمة للاحتجاجات، هذا الأسبوع؛ في محاولة لتهدئة التوترات، ومنع مثيري الشغب من الدخول والمشاركة في الاحتجاجات.

من جانبه، قال المدعي العام الفرنسي، ريمي هيتز، إن 378 شخصاً تم إحتجازهم، بينهم 33 دون سن الـ18 عاماً. وأكد أن معظم المعتقلين دخلوا في معارك مع رجال الشرطة، وتتراوح أعمارهم من 30 إلى 40 عاما، كما أن الغالبية أتت من مناطق بعيدة عن باريس.

وستستجوب لجنة الشؤون الداخلية في مجلس الشيوخ، وزير الداخلية الفرنسي، كريستوفر كاستانز، ومعاونه، يوم غد الثلاثاء، بشأن كيف تمكن بعض المتظاهرين من مراوغة الشرطة.

وكان ماكرون عاد أمس الأحد من في الأرجنتين فور اختتام قمة "مجموعة العشرين" ، وتوجه مباشرة الى منطقة "الشانزليزية" وسط باريس لتفقد الأضرار التي لحقت بـ "قوس النصر"، والذي كتب عليه المتظاهرون "لنطح بالبرجوازية"، و"إرحل يا ماكرون". كما كانت هناك بقايا زجاجات قنابل الغاز المسيل للدموع، التي استخدمتها الشرطة ضد المتظاهرين. وقد دعا زعيما "اليمين المتطرف"، مارين لوبان، وجان لوك ميلينشون، والزعيم اليساري لافرانس إنسوميس، الرئيس ماكرون إلى حل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة.

وبدأت الاحتجاجات في فرنسا منذ أسبوعين، نظرا لأرتفاع أسعار الوقود، ولكن أعمال العنف تصاعدت يوم السبت الماضي. ويبدو أن قوات الشرطة تخشى وقف أعمال الشغب، بعد ظهور الجماعات الملثمة التي تحرق السيارات، وتكسر أضواء الشوارع.

وقال المتحدث باسم الإليزيه إن ماكرون أراد مراجعة إجراءات الشرطة، من أجل الحفاظ على النظام في الأيام المقبلة. ولم يتم تحديد موعد للقاء رئيس الوزراء بممثلي جماعة "السترات الصفراء"، وذلك لإحياء محادثات الأسبوع الماضي والتي لم تسفر عن نتائج.

وواصل المتظاهرون وضع حواجز الطرق الصغيرة في المدن المحيطة يوم الأحد، وشهدت مدن أخرى اشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة، يوم السبت، لا سيما مدينة "تولوز"، حيث أصيب 48 من ضباط الشرطة. وفي بلدة "بوي إن فيلاي" يوم السبت، اشتعلت النيران في مكتب المحافظ لفترة قصيرة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تظاهر أكثر من 130 ألف شخص عبر فرنسا من حركة السترات الصفراء، وكان هناك أكثر من 580 حاجزا في جميع أنحاء البلاد.