الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، أن الخطاب الدينى الواعى المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، مشيرًا إلى أن هدفنا الأساسى هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخري.

وقال، فى كلمته التى ألقاها أمس خلال مشاركته فى الاحتفال بليلة القدر، إننا نأمل في  بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم لقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة.

وأكد الرئيس أهمية أن يراقب المسلمون أفعالهم تجاه انطباعات الغير عن الإسلام ، مشيرا إلى أن كل دين قوى وما يضعفه أهله، موضحًا أن ما يؤثر على الدين ومن يقدمه بشكل طيب أو غير طيب هم المسلمون.

أقرأ أيضًا:

السيسي يُقرّ تعديل قانون تنظيم الرقابة على الأسواق والأدوات المالية

ونوه بأن المنطقة حاليا تمر بأصعب حالاتها وأن الفتن والتحديات كثيرة، لكن مصر بخير بفضل

وأكد الرئيس أن المسلمين هم من يقدمون دينهم للعالم ، مشيرا إلى أن خطاباته على مدى خمس سنوات مضت لم تتضمن أى إساءة أو لفظ خادش لعدو أو حبيب، قائلا: »إن ممارستنا كبشر هى ما تسيء أو لا تسيء لديننا».
وتساءل الرئيس من أعطى الآخرين مفهوم كلمة «الإسلاموفوبيا»، مشيرا إلى أن المسلمين يقتلون فى بلادهم وينفقون على تأمين أنفسهم أرقاما طائلة من الأموال نتيجة هذا الفكر.

وقال الرئيس : «إذا كنا نرغب فى مكافحة الفكر المتطرف ونقف أمام ربنا ، فكيف سنجد تصرفاتنا نحن كبشر هل نقدم ما يليق فى ممارستنا وسلوكياتنا ..وعندما نذهب لأشقائنا المسيحيين للاحتفال معهم ببناء كنيسة فنحن نقدم ديننا الذى أعرفه وأفهمه لأهلى من المسيحيين».

وأضاف الرئيس قائلا : « نحن نقدم ديننا فى عالمنا العربى الإسلامى على أنه منهج ولكن كيف نقدم أنفسنا..هناك انفصام حقيقى بين ممارستنا وبين فهمنا لديننا»، وأشار قائلًا: "حاولت أن أقول دائما ما هو مناسب ومقبول أعمله وغير مقبول ماعملوش وفى أحلك الأوقات لم تخرج إساءة واحدة وكنت أجد إعلامنا يسيء للعدو ومكنتش أتمنى كدة إذا كنا بنحب ديننا".

وتابع الرئيس قائلا : «إننا نحتفل معًا بليلة القدر التى جعلها الله سبحانه وتعالى خيرًا من ألف شهر، فأنزل فيها القرآن الكريم هداية للناس ورحمة للعالمين ومنهاجًا قويما، يحفظ للناس حقوقهم،  دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويبين لهم واجباتهم إزاء أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم،  وفى هذه المناسبة الكريمة أتوجه إلى الله العلى القدير أن ينعم على وطننا الغالى بالخير والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار».

ووجه السيسي التهنئة الى شعب مصر العظيم وشعوب الدول العربية والإسلامية بهذه المناسبة الكريمة، ودعا الرئيس إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معانى الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبى العظيم  (صلى الله عليه وسلم) الذى أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدءوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات.

ورحب السيسى بضيوف مصر الأعزاء مهنئا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التى منّ الله بها عليهم، مؤكدا أن تمامها يتطلب منا جميعاً حسن الفهم لمعانى القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلى بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التى نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، لافتاً الى ان نبينا الكريم ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملى اقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).

كما توجه السيسى بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منارات العلم الوسطى القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدى للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقى الذى يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، فى خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكرى بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه.

واختتم الرئيس كلمته قائلا : «ولنتذكر دائمًا أن أمتنا هى خير أمة أخرجت للناس ما اعتصمت بحبل الله (عز وجل) وتحصنت بالوعى والعمل، كما أؤكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنسانى الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع».

قد يهمك أيضًا:

قرار رئاسي بالعفو عن محكوم عليهم لمناسبة الأعياد في مصر

الرئيس السيسي يقترح حلولاً جذرية لأزمات فلسطين وليبيا واليمن