دمشق ـ نور خوام
هرب العقل المدبر لهجمات تنظيم "داعش" في أوروبا، أبو سليمان من سورية وذلك بعد انشقاقه عن التنظيم, حيث قاد الفرنسي الجنسية أبو سليمان، موجة من الهجمات الإرهابية في أوروبا وخطط لهجمات باريس وبروكسل قد فر من سورية إلى تركيا بصحبة العديد من مقاتلي التنظيم, وتم الكشف عن هذه الادعاءات بواسطة المتمرد السوري الأسبق، أبو خالد والذي لا يزال يحافظ على علاقاته داخل التنظيم.
وقال أبو خالد أن أبو سليمان هرب من مدينة غرابلس التي يسيطر عليها التنظيم وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية إلى مدينة كركميش على الجانب الآخر, وأضاف, "لابد أنه قام بترتيب الأمر مع السلطات التركية، لقد هرب بصحبة أربعة عشر فرنسياً".
وأوضح أبو خالد أنه بسبب علاقاته المستمرة داخل التنظيم استطاع معرفة معلومة انشقاق وهروب أبو سليمان في حزيران/يونيو الماضي، مشيراً أن هذه المعلومة اذا كانت صحيحة ستكون ضربة قاصمة للتنظيم.
ووصل أبو سليمان إلى التنظيم مباشرة من باريس، حيث كان يدير سابقاً صالة ألعاب رياضية ويمارس رياضة المصارعةُ, ويعتقد أن يكون لأبو سليمان أصول مغربية أو تونسية، وتقول المخابرات الفرنسية إنه معروف باسم "رئيس العمليات الشاملة في أوروبا".
وخطط لهجمات باريس الارهابية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وبعد ذلك أصبح المصارع السابق العقل المدبر لهجمات التنظيم في أوروبا, في حين أنه ليس من الواضح لماذا انشق أبو سليمان عن “داعش”، تشير المعلومات أن أبو سليمان وزملائه المتطرفين قد عقدوا اتفاق مع السلطات التركية في مقابل سلامتهم.
وأكدت مصادر في كركميش وغرابلس على أن الشرطة التركية قد ألقت القبض على مجموعة من المتطرفين الفرنسيين الذين تركوا داعش خلال الشهر الماضي, ولمدة عام تقريباً، كانت مهمة أبو خالد هي تدريب المقاتلين للقيام بعمليات خارجية واستخباراتية كجزءًا من مجموعة تسمى "الأمن الخارجي" والتي غالباً ترسل مقاتليها مرة أخرى إلى أوروبا لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية, ولكن مع وصوله إلى التنظيم، ازدادت قدرة داعش على تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية في أوروبا, فيما يؤكد ادعاءات أبو خالد حول الدور القيادي لأبو سليمان بعض الأدلة التي خلفها الانتحاريين الذين هاجموا مسرح الباتاكلان في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وقال أحد رهائن الباتاكلان وهو يتذكر سؤال أحد مهاجمين داعش "هل نكلم سليمان؟"، حيث جاء الرد من مهاجم آخر، "سنتعامل مع هذا بطريقتنا الخاصة"، ثم بعد ذلك قاموا بقتل تسعين رهينة.
ويعتقد كبير المحللين في معهد البحوث الأميركي، لودوفيكو كارلينو أن أبو سليمان تمت ترقيته ليكون العقل المدبر لهجمات التنظيم في أوروبا بعد مقتل عبد الحميد عبود المهاجم الرئيسي لهجمات باريس، والذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الفرنسية.
وزعم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية في كانون الأول/ديسمبر 2015،أن طائرات التحالف قد قتلت جهادي فرنسي المولد له صلة بهجمات باريس ومعروف باسم "سليمان، ولكن يصر أبو خالد على أن الشخص الفرنسي المسؤول عن العمليات الخارجية لا يزال على قيد الحياة.