قوات الجيش الليبي

تقدَّمت قوات الجيش الليبي ليل الجمعة في منطقة "قنفودة" غرب بنغازي، وسيطرت على مواقع جديدة في المنطقة حسب ما أعلن مصدر عسكري صباح اليوم السبت. وقال إن الاشتباكات تجدَّدت بين قوات الجيش والجماعات الإرهابية قرب الحظيرة الجمركية في منطقة "قنفودة"، فيما تدور اشتباكات أخرى في منطقة "قاريونس"، مؤكدا وقوع خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين.

وأوضح المصدر أن سلاح الجو العمودي دمر الليلة الماضية مخزنا للذخيرة ومصنعًا للمفخخات تابعًا للجماعات الإرهابية في منطقة قنفودة، كما استهدف أيضا جرافة حاولت الاقتراب من شواطئ بنغازي.

وأكدت مصادر محلية وطبية من مدينة درنة وصول أربعة جثامين إلى مجمع الهريش الصّحّي وسط المدينة يُرجح أنها تعود لعناصر من الجيش الليبي جرى نقلها من منطقة الظهر الحمر التي شهدت الجمعه مواجهات عنيفة بين قوات الجيش ومسلّحي ما يعرف بـ"شورى مجاهدي درنة وضواحيها".

وقالت المصادر ، اليوم السبت، إن الجثامين الأربعة لا تعود لمقاتلي ما يعرف بـ"شورى المجاهدين"، وأن عناصر من هؤلاء هم الذين سلّموا الجثامين الى مجمع الهريش الطبي بعد انتهاء المواجهات فجراً قبل أن تعود الإشتباكات إليها من جديد بعد قصف مكثف من قبل سلاح الجو الليبي تزامناً مع تقدم عناصره برّا.

وأوضحت المصادر، أن المنطقة تشهد هدوءًا حذراً هذه الأثناء بعد مواجهات عنيفة دامت لساعات بدأت فجر الجمعه بكافة انواع الأسلحة، بعد أن مقاتلي مايعرف بـ"شورى مجاهدي درنة وضواحيها" بهجوم مباغت على أحد مواقع تمركز قوات الجيش الليبي في منطقة الظهر الحمر.

وسبق لآمر مجموعة عمليات "عمر المختار"، العميد كمال الجبالي الإعلان عن مقتل 7 عناصر من الجيش في اشتباكات مسلحة مع ما يُعرف "مجلس شورى المجاهدين" في منطقة الظهر الحمر جنوبي غرب درنة، امس الجمعة.

وأوضح الجبالي، أن العناصر تتبع "كتيبة 279 مشاة" المتمركزة بالمنطقة، وهُم، ناصف حامد محمد الغيثي (من القيقب)، ومحمود علي الميار الحاسي (شحات)، ومنعم محمد نجيب القطعاني (أم الرزم)، وارحيم حامد محمد الغيثي (القيقب)، ونور الدين محمد محمود الشوبكي (أم الرزم)، وعبد الرازق عقيلة الطيب الغيثي (العزيات)، والافي عبد العليم سعيد المنصوري (بيت ثامر)، مشيرًا إلى إصابة عدد العناصر وهم يتلقون العلاج.

ونفى الناطق الرسمي باسم مجموعة عمليات "عمر المختار" لتحرير درنة علي بوستة ما تتداوله الجماعات الإرهابية بشأن ترجع القوات المسلحة وسيطرتهم على محور الظهر الحمر.

وأشار إلى أن عناصر مجموعة عمليات عمر المختار يسيطرون على المواقع التابعة للكتيبة 276 في المحور الغربي للمدينة "ساحل كرسة" بعد محاولة من مليشيا مايعرف بمجلس شورى درنة وتنظيم أنصار الشريعة القريبة من تنظيم “القاعدة” الإرهابي التقدم والسيطرة على مقر الكتيبة.

وأفاد الناطق الرسمي باسم المجموعة أن مقاتلات سلاح الجو الليبي شنت العديد من الغارات الجوية على تمركزات المجموعات الإرهابية الجمعة في مدينة درنة وضواحيها عن طريق الطائرة العمودية “نهر.

وقال إن مقاتلات سلاح الجو استهدفت خلال غارات دقيقة ومباشرة مواقع جديدة في كلا من محور الظهر الحمر ومصيف “دليس” العائلي الذي كان به تجمع كبير للعناصر والآليات التابع للجماعات الإرهابية . وكشف بوستة أن الغارات الجوية كانت ردا على ما أقدمت عليه الجماعات الإرهابية ليلة الخميس، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية شنت هجومًا مباغتًا ضد تمركزات القوات المسلحة بمحور الظهر الحمر في محاولة منها لتخفيف الضغط عليها .

ومساء أمس خرج مئات المتظاهرين في مدينتي طبرق وبنغازي في تظاهرة كبيرة أسموها "جمعة إنقاذ الوطن"، رافعين شعارات تدعو لإسقاط المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

كما طالب المتظاهرون برحيل المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر وألغاء اتفاق الصخيرات، مجددين دعمهم لقوات الجيش والأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب.

وفي طبرق، شنّ رئيس مجلس النوّاب عقيلة صالح هجومًا حادا على المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق والمبعوث الأممي مارتن كوبلر، واعتبر أنهم فشلوا، وقال إنّ "من مثّل الليبيين في التوقيع على اتّفاق الصخيرات لا يُمثلون الشعب الليبي، واصفا الجامعة العربية بأنّها "ضعيفة".

 

واستهل عقلية في حوار صحافي حديثه بالقول: "إنّ كوبلر لديه رؤية وبرنامج مصمم لتمرير هذه الحكومة ونحن نؤكد أنه لا يوجد وفاق وطني حقيقي كامل حتى الآن، ومن مثّل الليبيين في التوقيع على الاتفاق في مدينة الصخيرات المغربية لا يُمثلون الشعب الليبي، وهم مجموعة أسماء اختارها المبعوث الأممي الحالي والمبعوث ليون".

وفي طرابلس، قال رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر إن "الحرب على تنظيم داعش في ليبيا هي حرب الأوروبيين أيضاً وليس الليبين فقط". وأعرب على حسابه في تدوينه قصيرة عبر "توتير" ليل الجمعة عن قلقه جداً من العدد الكبير للجرحى في الحرب على "داعش"، وقال "القادة على حق: هذه حرب لاوروبا أيضاً".

وحث كوبلر الدول الأوروبية على استقبال الحالات المستعصية من جرحى الحرب حيث قال: "العديد من الجرحى يتلقون العلاج في الدول المجاورة. وأنا أحث الدول الأوروبية أيضاً على معالجة الحالات المستعصية في بلدانهم".

كما قال مارتن كوبلر إن "الليبيين عليهم محاربة الإرهاب معًا بجيش موحد تحت قيادة المجلس الرئاسي"، معربًا عن استيائه من الهجوم الإرهابي في بنغازي، مبلغًا تعازيه لأهالي الضحايا والتمني بالشفاء للمصابين.