الانتحاري سلمان عابدي

 ذكر تقرير رسمي تابع لوزارة الخارجية الأميركية أنها خططت لبحث التهديد الذي يمثله الحادث الانتحاري الذي وقع في مانشستر بعد تسعة أيام فقط من شن الهجوم, ووجدت المراجعة التي قام بها عضو المجلس، ديفيد أندرسون، أن التفجير الذي أسفر عن مقتل 22 شخصًا كان يمكن تجنبه، وقد تم تسليط الضوء على سلمان عابدي، لمناقشته في اجتماع المخابرات الذي سيعقد في 31 مايو/أيار المقبل، لكنه قام بالتفجير في ساحة مانشستر قبل تسعة أيام.

وأفادت تقارير داخلية للشرطة والمخابرات الحربية عن الهجمات الأربعة التي تعرضت لها بريطانيا هذا العام، أن جهاز الأمن تلقي في حادثين منفصلتين معلومات استخباراتي حول عابدي، ولم تكن لها أهمية ولم تكن محل تقدير في ذلك الوقت، وأضاف تقرير ديفيد اندرسون، وهو مراجع سابق في قانون الإرهاب أنه قدم طلب لوزير الداخلية لمراجعة التقارير الداخلية للشرطة والاستخبارات، حيث قال "يمكن اعتبار المخابرات ذات صلة وثيقة بالهجوم المزمع القيام به مؤخرًا".

وفي الفترة بين مارس/آذار ويونيو/حزيران شهدت لندن و"مانشستر" أربع هجمات أسفرت عن مقتل 36 شخصا وجرح 200 آخرين. ووجدت أن الرجل البالغ من العمر 22 عامًا والذي ولد في "مانشستر" لآباء فروا من ليبيا قد أصبح أولي اهتمامات الاستخبارات البريطانية في عام 2014، لكنه تبين أنهم كانوا مخطئون في شخص آخر، وتم إغلاق قضيته. وأعيد فتحها في العام التالي بناء على معلومات مخابراتية مفادها أنه تواصل مع شخصية في تنظيم "داعش" في ليبيا.

وعلى الرغم من أن قضيته ظلت مغلقة من تلك الناحية، لكن الإشارة إلى سلمان عابدي في من وقت لآخر استمرت وفي حالتين منفصلتين في الفترة التي سبقت الهجوم، وقد وردت معلومات استخباراتية تم تقييمها في ذلك الوقت بأنها لا تتعلق بالإرهاب بل بنشاط غير إجرامي، وتم العثور على بيانات آلية للمشتبه بهم تهدف إلى اكتشاف الملفات المغلقة التي قد تحتاج إلى إعادة فحص كـملف"سلمان عابدي"، وكان من المقرر عقد اجتماع قبل الهجوم في 31  أيار, للنظر في قضية سلمان عابدي مع الآخرين، وحدث الهجوم في 22 أيار.

وخلص التحقيق الداخلي للاستخبارات إلى أن قرار عدم فتح تحقيق في ملف "عابدي" في أوائل عام 2017 . " واستعراض " أندرسون" ثلاثة من المهاجمين الستة الذين أجروا العمليات في ملفات الاستخبارات وبالإضافة إلى "عابدي"، كان "خورام بوت"، أحد مهاجمي جسر لندن، موضوع تحقيق فعال، في حين كان "خالد مسعود"، مهاجم جسر "ويستمينستر"، ملفات مفتوحة ومحل اهتمام.

وكان "بوت" هو الموضوع الرئيسي لتحقيق الاستخبارات وتم ادراجة في منتصف عام 2015 بعد معلومات تشير إلى أنه كان يتطلع إلى شن هجوم على المملكة المتحدة، وأعطي له أولوية ترتيب مما يدل على النشاط المتطرف له، وكان يخضع لمراقبة واسعة النطاق، ولكن بمرور الوقت، كان يبتعد عن مهاجمة المملكة المتحدة ويتجه إلى السفر إلى الخارج للقتال من أجل تنظيم الدولة الإسلامية. وكشفت أيضا أن "خالد مسعود" وهو مهاجم "وستمنستر" قد شوهد له أشرطة فيديو هجومية على موقع "يوتيوب" في الأيام التي سبقت قيادته وطعن شرطي حتى الموت خلال 82 ثانية من الغضب .

وقال " أندرسون" ان الاستخبارات والشرطة تقوم بدور هام في الدفاع عن المملكة المتحدة من الهجمات الإرهابية التي وصلت إلى نهاية وحشية هذا العام"، فيما أكد قال "اندروباركر" رئيس جهاز المخابرات العسكرية في مجلس الوزراء صباح الثلاثاء، أن الجواسيس البريطانيين أحبطوا 9 هجمات إرهابية خلال الـ 12 شهرا الماضية، وكشف عن هذه الأرقام كجزء من إحاطة حول التهديد الإرهابي الحالي الذي يواجه المملكة المتحدة.