من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة

دعا الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، المدنيين في غزّة، إلى التوجّه نحو الجنوب، قائلاً إنّ الجهود الإنسانية في تلك المنطقة من القطاع المحاصر «ستتوسّع».وذكر الجيش عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «يجب على المدنيين في شمال غزة وفي مدينة غزة أن ينتقلوا مؤقتاً إلى جنوب وادي غزة، نحو منطقة أكثر أماناً، حيث سيكون بإمكانهم الحصول على مياه وغذاء ودواء. و (الأحد)، ستتوسع الجهود الإنسانية... بقيادة مصر والولايات المتحدة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده يواصلون توغلاتهم البرية في شمال قطاع غزة، في تحدٍ للإرادة الأممية التي عبرت عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت بالغالبية لصالح قرار يدعو إلى «هدنة إنسانية فورية» في غزة، ويرفض «بشكل قاطع أي محاولات ترمي إلى نقل السكان المدنيين الفلسطينيين قسراً»، في ظل مخاوف من «كارثة هائلة» إذا قررت إسرائيل المضي في غزوها البري للقطاع، حيث يعيش نحو 2.2 مليون فلسطيني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن قوة خاصة دخلت شمال قطاع غزة، وهذه مجرد البداية، وإن الحرب داخل القطاع ستكون صعبة وطويلة، داعياً السكان إلى الإخلاء. وأضاف أنه لا يمكن القول إن إيران شاركت في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تموّل «حماس».
من جانبه، قال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في خطاب: «تنفذ قواتنا عمليات برية في قطاع غزة بغطاء مدفعي قوي ودقيق»، فيما يمثل أطول وجود للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الحرب «دخلت مرحلة جديدة»، بعد حملة القصف المكثف في الليلة السابقة. وقال غالانت: «الليلة الماضية اهتزت الأرض في غزة. هاجمنا فوق الأرض وتحت الأرض»، في إشارة إلى شبكة الأنفاق التي بنتها حركة «حماس» تحت غزة. وأضاف أن «التعليمات للقوات واضحة: العمل سيستمر حتى إشعار آخر».

وأدانت السعودية العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وقالت إنها تتابع بقلقٍ بالغ التصعيد الإسرائيلي العسكري، مشددة على أن هذه العمليات «تهدد حياة المدنيين الفلسطينيين وتعرضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية». وحذرت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أمس، من خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات التي وصفتها بـ«الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي» بحق الشعب الفلسطيني، كما حذرت مما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
ودعت الرياض المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر الحالي، وحقناً لدماء الأبرياء، وحفاظاً على البنى التحتية والمصالح الحيوية واحتراماً للقانون الدولي والإنساني، ولتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات العاجلة والضرورية إلى المدنيين في قطاع غزة من دون عوائق.
في غضون ذلك، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أمس، من أن عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تؤدي إلى «مقتل آلاف المدنيين الإضافيين». وقال في بيان صدر بجنيف «في ضوء الطريقة التي جرت بها العمليات العسكرية حتى الآن، وفي سياق احتلال يعود إلى 56 عاماً، أطلق تحذيراً من عواقب قد تكون كارثية لعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة واحتمال مقتل آلاف المدنيين الإضافيين».

ويقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة دونما هوادة منذ هجوم حركة «حماس» غير المسبوق في أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
في التاسع من أكتوبر أحكمت إسرائيل حصارها على غزة قاطعة عنها المياه والكهرباء والمواد الغذائية، في حين أن القطاع، حيث يقيم 2.4 مليون فلسطيني، يخضع أصلاً لحصار بري وجوي وبحري منذ تولي حركة «حماس» السلطة فيه في عام 2007.
منذ 21 أكتوبر، دخلت 84 شاحنة محملة مساعدات إنسانية من مصر إلى غزة، حسب الأمم المتحدة، في حين أن هناك حاجة إلى مائة شاحنة على الأقل يومياً، وفق المنظمة الأممية.
ويدعو الجيش الإسرائيلي سكان شمال القطاع، حيث تتركز عمليات القصف الكثيفة، إلى الانتقال جنوباً منذ 15 أكتوبر، إلا أن الضربات تستمر باستهداف الجنوب أيضاً إلى حيث انتقل مئات آلاف السكان المدنيين قرب الحدود المقفلة مع مصر. وقد عاد آلاف من الفلسطينيين باتجاه الشمال لعدم توافر مساكن ومساعدات في الجنوب على ما أفادت الأمم المتحدة.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الجيش الإسرائيلي يهدد وسائل الإعلام الدولية في غزة

تجدد الهجمات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله