دمشق - نور خوام
قتل عنصر من الفصائل جراء إصابته في اشتباكات مع القوات السورية، في محيط بلدة النعيمة في الريف الشرقي لدرعا، بينما سمع دوي انفجار لعبوة ناسفة في مقر لفصيل مقاتل في قرية الجبيلية قرب مدينة نوى، ما تسبب بإصابة قائدهم بجراح، ويسود هدوء حذر مدينة درعا منذ نحو 13 ساعة متواصلة، تخللها سقوط قذائف عدة أطلقتها القوات السورية على مناطق في درعا البلد، في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وشهدت الساعة الأولى من تطبيق الاتفاق "الروسي – الأميركي – الأردني" عند الساعة الـ 12 من ظهر يوم السبت الـ 17 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، قصفًا بعدة قذائف من قبل القوات السورية على مناطق في درعا البلد، وتنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في محيط مخيم درعا ومناطق في المدينة، وجاء الهدوء السائد في هذه الأثناء في مدينة درعا نتيجة الاتفاق، بعد أعنف معارك شهدتها المدينة منذ بدء اتفاق “تخفيف التصعيد”، في الـ 6 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2017، حيث اندلع القتال العنيف بين القوات السورية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية ومقاتلين من هيئة "تحرير الشام" من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، في الثالث من حزيران / يونيو الجاري، واستمرت لظهر السبت الـ 17 من الشهر ذاته، حيث استهدفت القوات السورية والطائرات الحربية والمروحية المدينة بأكثر من 2000 غارة وبرميل متفجر وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، وقذيفة مدفعية وصاروخية، ما تسبب في دمار كبير في البنى التحتية والمباني ومنازل المدنيين، إضافة لسقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين، فيما قتل عشرات المقاتلين من الفصائل والعناصر من القوات السورية في هذه المعارك.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حذرًا من قبل الفصائل من تطبيق هذا الاتفاق في هذا التوقيت، وبخاصة أن الاتفاق محدود لمدة 48 ساعة، كما أنه جاء عقب قصف مكثف طال المدينة، وبعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات السورية للمشاركة في معركة درعا، فيما تعد هذه المعركة التي شهدتها مدينة درعا منذ الـ 3 من حزيران الجاري، ثالث معركة عنيفة تشهدها المدينة منذ مطلع أيار / مايو الفائت، وأعنف معركة منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق “تخفيف التصعيد” الممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، والتي تشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري في الـ 6 من أيار الفائت، حيث جرى قتال في الـ 22 من أيار / مايو الفائت، كما جرى قتال في الـ 17 من الشهر ذاته، واللذين ترافقا مع عشرات الغارات الصاروخية والمدفعية المتبادلة بين الطرفين، كما يعلم أن الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام أطلقت في النصف الأول من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2017، معركة “الموت ولا المذلة” والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا، وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع للقوات السورية، وقتل وأصيب العشرات من مقاتلي الطرفين خلال هذه الاشتباكات والقصف الذي رافقها.
وتعرضت مناطق في بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، لقصف بعدد من القذائف من قبل القوات السورية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كذلك سمع دوي انفجارات في ريف مدينة سلمية، ناجمة عن سقوط قذائف أطلقها تنظيم "داعش" على مناطق في بلدة السعن في الريف الشرقي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين القوات السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في محيط تلة تبارة الديبة في شرق مدينة سلمية، في محاولة من القوات السورية تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، في حين سمع دوي انفجار في مدينة سلمية، ناجم عن انفجار قنبلة في إحدى أحياء المدينة، دون تسببها بخسائر بشرية، كذلك تعرضت أماكن في منطقة عيدون في ريف حماة الجنوبي الشرقي لقصف من القوات السورية، ما تسبب بأضرار مادية، فيما سقطت قذائف على تمركزات للقوات السورية في ريف مدينة سلمية، دون معلومات عن إصابات.
وفي دير الزور قصفت طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في بلدتي القورية والعشارة الواقعتين في الريف الشرقي، ما تسبب بأضرار مادية، ومقتل عنصرين من تنظيم "داعش" في بلدة العشارة، بينما قتل رجل جراء إصابته في قصف للطائرات الحربية على مناطق في حي الحميدية، وتجددت الاشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، ومعلومات أولية عن مقتل عناصر من الطرفين خلال الاستهدافات والاشتباكات، كما دارت اشتباكات بين القوات السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة الطيبة في حي جوبر الدمشقي، عند الأطراف الشرقية للعاصمة، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال
وفي محافظة الرقة، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس منبج العسكري ومقاتلين من قوات سورية الديمقراطية من جهة، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، جنوب مدينة الرقة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المجلس العسكري وسورية الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم على حساب التنظيم، ودخول أطراف قرية كسرة جمعة، في محاولة للسيطرة عليها، بغية استكمال تطويق مدينة الرقة، من الجهة الرابعة، حيث تسعى قوات سورية الديمقراطية والقوات المساندة لها والمشاركة معها في عملية “غضب الفرات” لتحقيق تقدم أكبر نحو جنوب مدينة الرقة، بغية إجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من المدينة قبل الوقوع في الحصار الكامل داخل مدينة الرقة، أو اختيار البقاء في الحصار والقتال حتى النهاية، فيما تترافق الاشتباكات مع عمليات قصف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تتواصل بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات سورية الديمقراطية وقوات النخبة السورية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي البتاني في الأطراف الشرقية لمدينة الرقة، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر التنظيم في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية في القسم الغربي لمدينة الرقة.
وتتوخى قوات عملية “غضب الفرات” الحذر في عملية تقدمها، نتيجة لكثافة الألغام التي زرعها تنظيم "داعش" في نقاط التماس، بالإضافة لنشر التنظيم لقناصته واعتماده على الهجمات المعاكسة وتفجير مقاتلين لأنفسهم بأحزمة ناسفة، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح الأحد أنه ارتفع إلى 117 على الأقل عدد المدنيين السوريين الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم في مدينة الرقة، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017 وحتى الـ 17 من الشهر ذاته، ومن ضمن المجموع العام للشهداء ما لا يقل عن 25 طفلًا دون سن الثامنة عشر، و21 مواطنة فوق سن الـ 18، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.
وتسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سورية الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصرًا من تنظيم "داعش" بينهم قادة محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات، في حين تأتي هذه الزيادة في أعداد الخسائر البشرية في مدينة الرقة، مع تمكن قوات عملية “غضب الفرات” من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة والسيطرة على معمل السكر، إضافة لدخولها لأطراف حي البتاني شرق المدينة وحيي حطين والبريد غرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية “غضب الفرات” في عمليتها الذي تهدف من خلالها للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة تنظيم "داعش" والتقدم شمالًا وجنوبًا لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم كذلك من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.
وتجددت عمليات قصف مدينة الميادين الواقعة في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، والتي تعد عاصمة “ولاية الخير”، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي 4 غارات طالت مناطق في مدينة الميادين، واستهدفت الغارة الاولى مدرسة عبد الجبار التي تقطنها عوائل نازحة من مدينة دير الزور، ما أسفر عن مقتل عائلة مؤلفة من رجل وزوجته واثنين من أطفاله، بالإضافة لإصابة 12 شخصًا بجراح، فيما استهدفت الغارة الثانية مقر الزكاة في مبنى البريج وقسم تسديد الفواتير سابقًا، فيما استهدفت الثالث مخفر الشرطة سابقًا، والذي قام تنظيم "داعش" بتأجيره لاحقًا لتجار يعملون في تجارة الألبسة المستعملة، في حين استهدفت الغارة الرابعة، قسم العيادات في مشفى نوري السعيد المعروف باسم مشفى الأندلس حاليًا والتي صادرها التنظيم، وبدأ هذا التصعيد في الـ 22 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2017، حيث استهدفت طائرات التحالف في مرات متتالية مناطق سكنية ومبانٍ يقطنها عوائل مقاتلين وعناصر من تنظيم "داعش"، وقتلت هذه الضربات منذ الـ 22 من أيار الفائت وحتى الـ 17 من حزيران / يونيو الجاري، 188 شخصًا على الأقل إضافة لنحو 20 من عناصر تنظيم "داعش"، إثر القصف على مدينة الميادين وأطرافها ومحيطها، ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 34 مواطنًا مدنيًا بينهم 16 طفلًا و10 مواطنات استشهدوا في مدينة الميادين خلال ضربات متفرقة، بالإضافة لـ 154 شخصًا من عوائل عناصر ومقاتلي تنظيم "داعش" من جنسيات سورية وغير سورية بينهم 68 طفلًا دون سن السادسة عشر و57 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، قضوا في استهداف مبنى البلدية ومبنى الدهموش في مدينة الميادين في الـ 25 والـ 26 من أيار / مايو الجاري من العام 2017 الجاري.
وتستمر حركة نزوح لمئات العوائل من مدينة الميادين ومدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، مع استمرار تصعيد القصف، حيث يتجه النازحون نحو قرى في ريفها، تخوفًا من قصف جديد للتحالف الدولي أو لجهات أخرى قد يوقع مجازر بحقهم، وبخاصة أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الفائتة آلاف العوائل النازحة من مناطق سورية خاضعة لسيطرة التنظيم ومن الأراضي العراقية بينهم عوائل من التنظيم، كما تجدر الإشارة إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر يوم السبت الـ 10 من حزيران الجاري أن طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي نفذت 13 غارة على مناطق في مدينة الميادين ومحيطها في ريف دير الزور الشرقي، حيث قصفت الطائرات وبشكل متتالٍ المدينة والريف، واستهدفت أول غارتين مركز إنعاش الريف ما تسبب في دمار المبنى، دون تسببها بوقوع خسائر بشرية، تبعها استهداف مشفى التوليد “مشفى فاطمة الزهراء”، ما تسبب بأضرار مادية في المشفى، تلاها قصف لمبنى قرب مركز الإنعاش حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن المبنى جرى إفراغه خلال استهداف مركز الإنعاش إلا أن عنصراً من تنظيم "داعش" قتل مع عائلته المؤلفة من زوجته وطفليه الذين قضوا في سقوط ردم المبنى عليهم خلال محاولتهم ركوب سيارتهم للابتعاد عن موقع القصف، فيما استهدفت الغارة الخامسة والسادسة على التوالي مفرق مسجد أبو النور والطابق العلوي من أبراج الكورنيش ما تسبب بأضرار مادية، وفي ريف المدينة استهدفت الطائرات الحربية بـ 4 غارات حراقات في بادية بقرص بينما استهدفت بثلاث غارات مناطق تتواجد فيها حراقات نفطية في بادية الميادين، ما أدى لدمار في الحراقات وأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.