طرابلس - مفتاح السعدي
قال متحدث باسم «الهلال الأحمر الليبي»، اليوم الأربعاء، إن عدد ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت مدينة درنة، شرق البلاد، بلغ 4 آلاف شخص حتى هذه اللحظة. وقال توفيق الشكري، في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي»، إن هناك أيضاً أكثر من 20 ألف نازح من درنة. وأشار إلى تدمير كامل لثلاثة أحياء في المدينة.
وأضاف أن فِرق «الهلال الأحمر الليبي» تُواصل العمل، رغم أن الأزمة «أكبر من إمكانيات الدولة الليبية».
كانت درنة تضم نحو 100 ألف نسمة، وانهار عدد من أبنيتها متعددة الطوابق على ضفاف مجرى النهر، في حين اختفى ناس ومنازلهم ومركباتهم في المياه.
وفي حين يتفاقم القلق الدولي حيال الكارثة، قدّمت دول عدّة مساعدات عاجلة، وأرسلت فِرق إنقاذ لمساعدة الدولة التي تعاني من الحروب وتعصف بها، حتى وصفها مسؤول من «الأمم المتحدة» بـ«نكبة بأبعاد أسطورية».
من جانبه أعلن منسق «الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ»، مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء، تخصيص 10 ملايين دولار من «الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ»؛ من أجل إغاثة الشعب الليبي، الذي يعاني من تبِعات العاصفة «دانيال»، وفقاً لـ« وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف غريفيث: «نحن ندعم الشعب الليبي، في هذا الوقت العصيب».
وعبَّر الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق جرّاء الدمار الذي تسببت فيه العاصفة «دانيال»، في المناطق الشرقية من ليبيا. وجاء في بيان للمتحدث باسم غوتيريش أن الأمين العام يعبر عن تضامنه مع شعب وحكومة ليبيا في هذا الوقت العصيب، ويقدم التعازي لأُسر الضحايا، ويتمنى الشفاء للمصابين.
وأضاف أن «الأمم المتحدة» تعمل مع شركاء محليين ودوليين لإيصال معونات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة.
وبدت أجزاء واسعة من مدينة درنة، أمس (الثلاثاء)، مدمّرة بعدما اجتاحها الإعصار «دانيال»، بينما انشغل الناجون من مواطنيها في جمع الجثث من الشوارع، أو التقاطها عندما تقذفها أمواج البحر المتوسط. وأمام فداحة الكارثة، وتزايد عمليات استخراج عائلات بأكملها من تحت الأنقاض، تتصاعد الأرقام المعلنة والمتوقعة لأعداد القتلى والمفقودين. وقال طارق الخراز، المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أمس، إن عدد القتلى الذين سقطوا في درنة تجاوزوا 6 آلاف، متحدثاً عن أن عدد المفقودين «لا يزال آخذاً في الازدياد، في ظل فقدان عائلات بالكامل جراء الفيضانات».
غير أن طارق رمضان، المسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، قال للإعلام من جنيف، إن «حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف... نؤكد من مصادرنا المستقلة للمعلومات أن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن»، لكنّ هناك تقارير تتحدث عن ارتفاع مطرد في الأعداد.
وفي أول مشاهد الدفن، جمع المواطنون 300 جثة في ساحة عامة بالمدينة ممن تم استخراجهم من تحت الأنقاض، وصلّوا عليهم ودفنوا في كل حفرة عشر جثث، في حين اكتظ مستشفى الوحدة في المدينة بأكثر من 800 جثة تنتظر التعرف على هويتها قبل أن توارى الثرى بنفس الطريقة الجماعية.
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي درنة وشحات والبيضاء «مناطق منكوبة»، مطالباً «الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم لها في جهود الإنقاذ البحري لانتشال الضحايا، والمساعدة في إنقاذ الناجين، وتأمين الإمدادات الضرورية».
وكان المنفي قد اتخذ قرار إعلان المدن الثلاث «منكوبة»، بالنظر لـ«التداعيات الجسيمة للكارثة»، وما سببته السيول من خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، وتضرر للبنية التحتية والمرافق العامة بشكل كبير.
وناشد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة، (الثلاثاء)، الدول الشقيقة والصديقة الإسراع بتقديم المعونة الفنية المتعلقة بالإغاثة وانتشال الضحايا الناجمة عن الإعصار «دانيال» الذي اجتاح شرق ليبيا، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».
وقال تكالة، في تسجيل مصور نشره المكتب الإعلامي للمجلس على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، إن «الكارثة التي تعرضت لها مدن شرق ليبيا تفوق القدرات المحلية للدولة».
وأضاف تكالة: «أدعو أجهزة الحكومة في الشرق والغرب للعمل معاً بتنسيق كامل تحت خلية أزمة».
وشهدت ليبيا، على مدى الأيام الماضية، سيولاً جارفة أغرقت عديداً من المدن في شرق البلاد، لا سيما البيضاء وشحات ودرنة التي أعلنها المجلس الرئاسي (الاثنين) «مناطق منكوبة»، مما أدى إلى مقتل وفقدان الآلاف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إطلاق نداءات استغاثة دولية من أجل ليبيا وشوارع درنة تفيض بالجثث
ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار "دانيال" لأكثر من 6 آلاف قتيل في درنة و العدد مرشح للزيادة