بابا الفاتيكان فرنسيس الأول والرئيس عبد الفتاح السيسي

استقبل المهندس شريف إسماعيل، رئيس وزراء مصر، البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، عقب وصوله مطار القاهرة آتيًا من روما، في زيارة رسمية تاريخية تستغرق يومين، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كما يحضر مؤتمر السلام العالمي في مشيخة الأزهر.

ومن المقرر أن يتوجه البابا فرنسيس مباشرة إلى قصر الاتحادية للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعقد مباحثات مشتركة حول عملية السلام والعلاقات الثنائية بين الدولتين، ويزور بعدها مشيخة الأزهر لإلقاء كلمة خلال فعاليات مؤتمر السلام، المنعقد تحت رعاية شيخ الأزهر، ويلتقي بعدها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وعقب ذلك، يتوجه البابا فرنسيس إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للقاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في لقاءٍ مغلق، ويُعقد لقاء مشترك بين وفدي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في المقر البابوي في الكاتدرائية. ويعقد البابا فرنسيس قداسًا في "استاد الدفاع الجوي" في التجمع الخامس الذي يسع لنحو 28 ألف مواطن، ثم يتوجه بعدها الى سفارة الفاتيكان لتناول الغداء مع الآباء المطارنة، موضحا أنه يتوجه بعدها للقاء مع الآباء المطارنة والأساقفة والمكرسين قبل أن يغادر مصر.

وقد أعدت الكنيسة الكاثوليكية في مصر عددًا من الفيديوهات المسجلة للترحيب بالبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الأولى لمصر خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين. ونُشرت مقاطع الفيديو للأطفال يرددون: أهلا وسهلا بابا فرنسيس، وآخرون يحملون سعف النخيل، وجانب آخر يردد كلمات الترحاب بعدة لغات منها الإنجليزية والإيطالية والفرنسية.

وتخلل الفيديو كلمات للبابا فرنسيس بصوته يتحدث فيه عن السلام والاستقرار والمحبة، كما أعدَّ الآباء الفرنسيسكان في أسيوط مقطع فيديو يحتفي بقدوم بابا روما لمصر يحمل عددا من الصور له. وقد تزينت الكاتدرائية المرقسية في العباسية وشوارع القاهرة بصور البابا فرنسيس وشعار الزيارة الذي يحمل عبارة "بابا السلام في مصر السلام"، فيما انتشر رجال المرور في كل شوارع القاهرة، منذ صباح اليوم الجمعة، لتكثيف تأمين الزيارة وتيسير حركة المرور بالعاصمة.

ونشرت وزارة الداخلية، قواتها فى كافة أنحاء البلاد، خاصة على الطرق والمحاور الرئيسية، وتم تفعيل غرف العمليات والنجدة لتلقي الشكاوى والبلاغات، وتعزيز التواجد الأمني في محيط مطار القاهرة، والدفع بعدد من سيارات التشويش على المواد المتفجرة. ووضعت أجهزة الأمن خطة تأمين محكمة لمسارات وتحركات بابا الفاتيكان أثناء وجوده بالقاهرة وتـأمين مقر إقامته، من خلال فرق أمنية مدربة على أعلى مستوى، لمرافقة بابا الفاتيكان لدى تحركاته.

وعززت وزارة الداخلية، من حجم عملية التأمين بمحيط كافة كنائس مصر على مستوى الجمهورية، البالغ عددها نحو 2626 كنيسة في مصر بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية و1100 بروتستانتية و200 كاثوليكية، ويتم تأمين نحو 125 كنيسة أرثوذكسية في القاهرة و82 بالجيزة و67 بالغربية و60 بالمنيا و35 بالإسكندرية .

وتحظى الكاتدرائية بكم كبير من عملية التأمين، عن طريق زيادة عدد البوابات الالكترونية، وتُرك حرم آمن بالقرب من أسوار الكاتدرائية ومنع تواجد السيارات به، مع التفتيش الدقيق لرواد الكاتدرائية، وإظهار وشم الصليب قبل الدخول، والسماح للمدعوين فقط بالمرور، مع الاستعانة بأجهزة حديثة وتقنيات متطورة والكلاب البوليسية فى الكشف عن المواد المتفجرة والأجسام الغريبة. وأعلنت وزارة الداخلية عن رفع حالة الطوارىء في القاهرة الكبرى وإلغاء إجازات الضباط ورفع درجة الاستعداد للحالة "ج"، وسط حالة من التأهب لزيارة بابا الفاتيكان لمصر.

بدوره، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر تستعد لاستقبال البابا فرنسيس، وسبق أن قمت بزيارته بعد تجليسي بـ3 أشهر، موضحًا أنها زيارة مكثفة تأتي تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام" كما أن البابا فرنسيس أصدر مؤخرًا رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيها معاني طيبة نحو مصر وأهلها، مشيرًا إلى أن البابا فرنسيس له مكانة رفيعة دوليًا، ويتكلم دائمًا عن السلام وزرع السلام.

وأضاف البابا أن حرص البابا فرنسيس وتأكيده على زيارة مصر، عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة هو شهادة لمصر وشعبها، فالحوادث التي وقعت لا يقصد بها الأقباط فى مصر، وإنما قلب مصر وضرب وحدتها، فتلك الأحداث المتطرفة تستهدف الوطن، مؤكدًا أن ذلك لن يكون له أي تأثير.