الخرطوم - مصر اليوم
قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن سد النهضة الإثيوبي ينطوي على فوائد عديدة للسودان ومصر وإثيوبيا لكنه يحمل مخاطر حقيقية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأنه. وأوضح حمدوك في حديث أدلى به للتلفزيون القومي أن السودان ظل يعمل مع كافة الأطراف من أجل الوصول إلى اتفاق يجنب المخاطر التي يتعرض لها السودان بشكل أكبر من مصر التي تبعد آلاف الاميال عن موقع السد. وأكد حمدوك أن السودان ظل منذ البداية يعمل من أجل التوافق على اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات والبيانات بشكل مستمر وبما يضمن التخطيط المستقبلي وتعظيم الفوائد. ورأى حمدوك أن المقلق في مشروع السد هو إدخاله في تعقيدات السياسة الداخلية.
وخلال الساعات الماضية، تبادلت إثيوبيا والسودان ومصر الاتهامات بشأن الفشل في التوصل إلى صيغة توافقية بعد فشل أحدث جولة من الاجتماعات التي اختتمت الثلاثاء برعاية الاتحاد الأفريقي في العاصمة الكونغولية كنشاسا. ونشبت في الفترة الماضية خلافات كبيرة بين دولتي المصب مصر والسودان وإثيوبيا التي تبني السد على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية وتعتبره مشروعا قوميا تنمويا وبدأت تنفيذه في عام 2012 بكلفة تبلغ 5 مليارات دولار وبطاقة إنتاجية تبلغ 6 آلاف ميغاوات سنويا.
خلافات منهجية
منذ توقيع اتفاق المبادئ بين البلدان الثلاثة في العام 2015 تعثرت المفاوضات عدة مرات. وأعلن السودان في أغسطس عدم رغبته في الاستمرار في المفاوضات بصيغتها الحالية معتبرا أن آلية الوساطة الإفريقية لم تقدم حلولا مرضية مما دفعه للدعوة مطلع العام الجاري لتوسيع آلية التفاوض إلى مظلة رباعية لتضم بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهو ما أيدته مصر ورفضته إثيوبيا التي تطالب ببقاء الملف تحت المظلة الأفريقية مع عدم الممانعة من المشاركة الدولية بصفة مراقب.
وبدا أن الهاجس الأكبر بالنسبة للسودان بات يتركز أكثر في غياب آلية تنسيق البيانات التي تعتبر مسألة جوهرية بالنسبة للسودان في ظل وقوع سد الروصيرص أحد أهم مصادر الري والتوليد الكهربائي في السودان على بعد أقل من 100 كيلومتر فقط من موقع السد الأثيوبي الذي تبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب أي 10 اضعاف سعة سد الروصيرص السوداني.
خيارات مفتوحة
وكان وزير الري والموارد السوداني ياسر عباس قد أشار خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في الخرطوم إلى أن كل الخيارات تبقى مفتوحة أمام السودان بشأن مسألة السد بما فيها اللجوء لمجلس الأمن. وأضاف أن عملية ملء السد دون اتفاق؛ تهدد السودان بشكل مباشر، وتعرض حياة 20 مليون مواطن يعيشون أسفل السد للخطر، مشيرا إلى أن هذا القول ليس من قبيل الدعاية والتهويل الإعلامي ولكن توصيف للحقائق، إذ تبلغ السعة التخزينية لخزان الروصيرص سبعة مليار متر مكعب، ويبعد 15 كلم فقط من سد النهضة في حين أن سعة التخزين بسد النهضة تبلغ 74 مليار متر مكعب. وشدد عباس على موقف السودان الثابت الذي يدعو إلى ضرورة تعديل منهجية التفاوض التي ينبغي أن تفضي لاتفاق قانوني وملزم لكافة الأطراف وعدم التسويف بغية كسب الوقت على غرار ما تفعل وتنتهج إثيوبيا.
وأوضح أن السودان دعا إلى إشراك جنوب أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي في إطار مجموعة وساطة رباعية برئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك من أجل توسعة قاعدة مشاركة الدول الصديقة من أجل تبيان خطورة الموقف الذي يتعرض له السودان بسبب عمليات ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق. ونفى أن تكون إثيوبيا قد عرضت على السودان إجراء اتفاق ثنائي بأي شكل.
قد يهمك أيضًا:
حمدوك يشيد بالجهود المصرية الساعية نحو المساهمة في تثبيت الاستقرار بالسودان
مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسى بالخرطوم فى مستهل زيارته للسودان