القاهرة - محمود عبدالحميد
تفصلنا أيام قليلة عن الزيارة التي سيجريها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى مصر، للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لدعم العلاقات الثنائية، وتعزيز العلاقات بين حكومة البلدين في شتى المجالات، وبحث سبُل التعاون في القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن مناقشة تطورات الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ووصل إلى القاهرة، الأربعاء، وفد رفيع المستوى من الرئاسة الفرنسية، يضم 14 فردًا في زيارة للبلاد، للقاء عدد من المسؤولين، للإعداد لزيارة الرئيس الفرنسي، وخط سيره وتحركاته واللقاءات التي سوف يجريها، والاتفاق على جدول أعمال القمة التي ستجمع بين الرئيسين" السيسي-ماكرون".
سياسيون وبرلمانيون أكدوا لـ"مصر اليوم"، على أهمية الزيارة المرتقبة التي سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، خلال الأيام المقبلة، والتي تأتي استجابة للدعوة التي تلقاها من الرئيس السيسي، خلال زيارته الأخيرة إلى باريس
أقرأ أيضاً :ألكسندر بنعالا ضربة موجعة أخرى لشعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
من جانبه، كشف جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، عن أهم الملفات التي يحملها الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته إلى القاهرة قائلا "ملفي الهجرة غير الشرعية والإرهاب من أهم الملفات التي تشغل باريس خلال الفترة الراهنة، فالأولى ظاهرة تؤرق الشعب الفرنسي في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة، والثانية، وهي ظاهرة الإرهاب عانت باريس من ويلاته عبر الحوادث المتطرفة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، وهي من أكبر دول الاتحاد الأوروبي الداعمة لمصر في الحرب التي تخوضها في مواجهة التطرف، وتساند الإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية لتجفيف منابعه ومصادر تمويله.
وتابع: ستحوز الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا وسورية على النصيب الأكبر من اهتمامات البلدين، حيث تتفق باريس مع القاهرة في رؤيتها والتي تدور حول إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية والقائمة على التمسك بوحدة أراضي ليبيا، ودعم مؤسساتها الوطنية واحترام إرادة شعبها".
ويرى النائب طارق الخولي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، أن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى القاهرة، تأتي في توقيت في غاية الأهمية، تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وباريس، تقاربًا كبيرًا، لذا من شأن أن يسفر هذا اللقاء، عن إعطاء دفعة جديدة في العلاقات بين البلدين نحو الأمام، في ظل وجود تطابق كبير في وجهات النظر حول الأزمات التي تعج بها المنطقة.
ويشير الخولي إلى أن الزيارة فرصة جيدة، علينا استثمارها جيدًا، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفوائد التي تعود على الدولة المصرية، على الصعيد الاقتصادي، الذي يعد واحدًا من الملفات التي تشغل عقل وبال الدولة المصرية خلال الفترة الراهنة، وتسعى القاهرة جاهدًة إلى الاستفادة من باريس كواحدة من أبرز الدول في الاتحاد الأوروبي، وهو من شأنه أن يساهم في فتح الباب أمام جذب استثمارات جديدة إلى القاهرة، والتوسع في الأنشطة القائمة بالفعل.
في حين ترى النائبة في البرلمان المصري، والقيادية في لجنة العلاقات الخارجية، غادة عجمي، أن زيارة الرئيس ماكرون إلى القاهرة، تأتي تأكيدًا على أن مصر قد استردت مكانتها الإقليمية والدولية، وأصبحت لاعب بارز ومحرك قوي، لا يُستهان به، في حل الأزمات العالقة في المنطقة العربية
وأكّد اللواء تامر الشهاوي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، أن ملف مواجهة الجماعات المتطرفة، سيكون على رأس المباحثات التي ستجمع الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون، فكلا البلدين تعرضا لهجمات إرهابية، ودفعت فاتورة هذه الهجمات باهظةً، وباريس تؤمن تمامًا برؤية مصر في التعامل مع هذا الخطر اللعين، الذي لم تعد شروره قاصرة على دول المنطقة فقط، وإنما امتدت لتشمل دول أوروبا، وبالتالي تسعى كلا من باريس والقاهرة إلى الوصول نحو إستراتيجية مشتركة، للقضاء على الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، واستئصاله من جذوره، عبر مواجهة شاملة غير قاصرة على التعامل الأمني فقط، بقدر ما تشمل جوانب فكرية واجتماعية ودينية.
وتميزت العلاقات المصرية الفرنسية بخصوصية، حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية وتشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، فقد بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسؤولين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.
ويتخذ التعاون العسكري جانبا مهما من العلاقات بين مصر وفرنسا، حيث يتواصل بين الجانبين حوار رفيع المستوي حول الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح، وهناك تعاون معلوماتي وعلى مستوى التدريب في هذا المجال، وأوضحت بيانات السفارة الفرنسية في القاهرة أن هناك أكثر من 70 نشاط تعاون (تدريب- أجهزة- حوار استراتيجي) في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا.
وقد شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة بداية من 2015 عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية منها حصول مصر علي طائرات "الرافال".
قد يهمك أيضاً :
ماكرون ينتقد القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا ويقول إن "الحليف يجب أن يكون محل ثقة"