مبادرة "عزومة الرئيس"

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، وبدعوة شخصية منه بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية، عددًا من المواطنين من مختلف المحافظات، حيث استقبلهم على مائدة إفطاره في مقر إقامته، وضمت المائدة 28 مواطنًا بينهم اثنان من الأقباط وقاطني حي الأسمرات وعدد من المشاركين في مبادرة "عزومة الرئيس".

وقابلت "مصر اليوم" عددًا من المواطنين الذين شاركوا على مائدة إفطار الرئيس، إذ أكدوا أن الرئيس السيسي اهتم بالاستماع لهم ولمشاكلهم ومطالبهم أكثر من التحدث، حيث ترك الطعام واهتم بسماع قضاياهم.

وقال حسن فؤاد، عمدة قرية منقريش التابعة لمركز بني سويف، في محافظة بني سويف، إن الرئيس السيسي استقبلهم أفضل استقبال على الإفطار، وطالبهم خلاله بأن يسمع لهم أكثر مما يتكلم، وأن يعرض كل من المتواجدين مشاكله ومقترحاته للنهوض بالدولة.

وأضاف فؤاد لـ"مصر اليوم": "تحدثت مع الرئيس عن نهب أملاك الدولة وتشغيل المصانع المتعطلة لتوفير فرص عمل للشباب، وتقنين أوضاع المواطنين الذين قاموا بالبناء على أراضي مساحتها 200 و300 متر، باعتبارها أملاك للدولة.

وتابع: "أكدت للرئيس أن هذه الأراضي التي تم البناء عليها، من الممكن أن يتم تنفيذ مشروعات لدعم وتشغيل الشباب بها، بدلاً من وضع اليد عليها بهذه الطريقة، ووضع الدولة أمام الأمر الواقع".

ولفت إلى أنه تحدث مع الرئيس أيضًا عن أوضاع المواطنين الذين تركوا أراضيهم ومنازلهم لتنفيذ محور عدلي منصور، ولم يحصلوا على تعويضات حتى الآن، موضحًا أنه ذكر للرئيس أن المنطقة التي تم فيها تنفيذ المشروع تبلغ مساحتها 60 فداناً على الأقل، ولم يتم تعويض أصحابها حتى الآن، كاشفا عن أن الرئيس وعد بحل تلك الأزمات وطلب منا ترك هذه القضايا للبت فيها.

وأوضح مصطفى بدر، أحد ممثلي حي الأسمرات، أنه تم اختياره هو وابنته يمنى مصطفى كممثلين عن الحي لحضور الإفطار في مقر إقامة الرئيس، مشيرًا إلى أنهم تحركوا في أتوبيس تابع للرئاسة في الثالثة والنصف عصرًا، ووصلوا لمقر إقامة الرئيس، وقبل الإفطار بدقائق حضر الرئيس السيسي وسلم عليهم يدًا بيد.

وقال بدر لـ"مصر اليوم"، إن الرئيس ناقش معهم خلال اللقاء كافة القضايا الدائرة على الساحة في الفترة الحالية، والمتمثلة في قضايا المحليات والفساد والتعليم، لافتاً إلى أنهم شكروا الرئيس على الجهود المبذولة في تنفيذ حي الأسمرات، كما أن ابنته وقفت وشكرت الرئيس باللغة العربية الفصحى.

وكشف أن الإفطار الذي أعده لهم الرئيس تضمن "كفتة ودجاج مشوي وأرز وسلطة وتمر هندي وحلويات".

وأردف صلاح عبد الرازق جمعة، مؤذن مسجد، 65 عامًا من محافظة الشرقية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكرم من الشراقوة أنفسهم، وذلك بعدما دعاه للإفطار فى شهر رمضان، واستقبلهم بنفسه في استراحته الشخصية.

وأضاف الحاج صلاح، أنه التقى بإحدى الصحف المصرية أوائل شهر رمضان، وتحدث معها بأنه يريد أن يعزم الرئيس على الإفطار، ويأكل معه فراخ وبط، ومرت الأيام في شهر رمضان، وفوجئ صباح أمس الأحد، بأن رئاسة الجمهورية، تطلب منه الحضور، للإفطار مع الرئيس.

وأوضح أنه ظن أن المكالمة هزار، وظل يتحدث مع المتصل، إلى أن تأكد بأنه من رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أنه ذهب إلى الاستراحة، ووجد كرم الاستقبال أكثر من الأخ نفسه، بل كان الرئيس حريصًا وودودًا للغاية، قائلا:" تحيا مصر ألف مرة".

وقالت الطفلة يمنى مصطفى بدر من منطقة الأسمرات، إحدى المدعوين لحفل إفطار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنها ذهبت مع والديها لحضور حفل الإفطار، وكان في استقبالهم الرئيس، مضيفا: "سلم علينا وقعدنا نفطر وبعدين سمع لأسئلة المدعوين للإفطار". وأضافت يمنى: "الرئيس سألني عن المدارس في منطقة الأسمرات فرددت عليه وقلت له كويسة، بس عاوزين مدرسين كويسين وقالي حاضر".

وقالت ماريان ثروت نجيب، إحدى المشاركات في حفل إفطار الرئيس السيسى، إنها تلقت الدعوة من رئاسة الجمهورية صباح الأحد بعد نشر قصتها في إحدى الصحف. وأضافت ماريان، التي تعمل موظفة في قسم الموارد البشرية بإحدى شركات القطاع الخاص، وتقطن بشارع خمارويه بمنطقة شبرا مصر، أن اللقاء مع الرئيس تناول مشاكل المحليات وأزمة حي الأسمرات ونقل العشوائيات، موضحة أن اللقاء استغرق نحو ساعة وربع ساعة، وأنها لم تتوقع أن تتلقى دعوة من الرئاسة لمشاركة الرئيس في الإفطار.

وعبّر محمد خاطر، يعمل نقاشاً، وأحد المشاركين في "عزومة الرئيس"، عن سعادته بالمشاركة في إفطار الرئيس ودعوته إياه قائلاً: "شعرت أنه يوم ليلة القدر"، لافتا إلى أنه تمت دعوته من قبل الرئاسة في العاشرة صباحا، وكانت مفاجأة سارة بالنسبة له.

وأضاف: "وصلت إلى مقر استراحة الرئيس السيسي في تمام الخامسة مساءً، حسب الموعد المحدد لنا، وبعد إتمام المراسم الخاصة بالاستقبال، كان الرئيس في استقبالنا في السابعة إلا ربع وجلس وتحدث معنا".

وكشف أن مائدة الرئيس كانت تضم: "كفتة وربع فرخة وأرز وكنافة وبسبوسة وقطايف، مشيرًا إلى أن الرئيس طلب منهم التحدث أثناء تناول الإفطار.

وذكر أنه كلّم الرئيس عن الصنايعية وأحوالهم المعيشية وعدم وجود تأمينات أو معاشات لهم حينما يصلوا لسن الستين، موضحا أن الرئيس أثناء حديثه أمسك بالشوكة والسكينة وحركهما في اتجاه معاكس في إشارة إلى أن هناك شخصيات تريد للبلد الخير وأخرى لا تريد تقدمه.

أما سناء محمد، أكدت أنها طلبت الرئيس بضرورة التصدي لفساد المحليات، فكان رد الرئيس بأهمية المشاركة في انتخابات المحليات لحل الأمور الخاصة بهذا الملف