غزّة - كمال اليازجي
مع بدء سريان الهدنة التي وقعتها حركة حماس وإسرائيل اليوم الجمعة، عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة توقيت غرينتش) لمدة 4 أيام للسماح بالافراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين. وأتت هذه " الهدنة الإنسانية" التي توسّطت في إطارها قطر ومصر والولايات المتحدة، في اليوم التاسع والأربعين للحرب بين إسرائيل وحماس.
بدأت الإستعدادات فوراً من أجل الإفراج عن الدفعة الأولى من الرهائن (13 امرأة وطفلا) قرابة الساعة 16:00 (14:00 توقيت غرينتش).
و يتم بموجب الإتفاق الإفراج عن 50 رهينة في مقابل 150 معتقلا فلسطينيا على دفعات خلال مدة الهدنة.
كما ستتزايد المساعدات التي تتدفق على قطاع غزة المحاصر للمرّة الأولىبشكل لم تشهد له مثيل منذ بداية الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 7 أسابيع.
و سبق الهدنة تصعيد الجيش الإسرائيلي من استهدافه لأنحاء القطاع قبل ساعات قليلة من بدء سريان هدنة مؤقتة في قطاع غزة.
إذ شهد مخيم جباليا شمالي القطاع، والنصيرات في الوسط، وخان يونس ورفح في الجنوب قصفا مكثفا أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، بالإضافة إلى استهداف مستشفيات عدة.
ووفقا للتفاصيل سيتم مع سريان الهدنة تم وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين.
سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي.
وقلت أوساط منظمات الإغاثة الدولية في القطاع إنه سيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي "لكافة مناطق قطاع غزة" خلال الهدنة.
كما سيتوقّف الطيران الإسرائيلي عن تحليقه فوق غزة لـ6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحا.
و قد شنّت إسرائيل قصفها المدمّر على غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حماس السياج الحدودي في 7 أكتوبر، مما أسفر، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 14 ألفا من سكان غزة بينهم نحو 6000 طفل، حسبما أفاد المسؤولون بالقطاع.
بدأت معالم الهدنة التي انتظرها العالم أجمع ودخلت حيز التنفيذ صباح الجمعة، تظهر على مناطق جنوب قطاع غزة، حيث كان الزحام سيد الموقف، فيما سمع إطلاق الرصاص شمالا. فقد شهدت مدينة رفح جنوباً حركة نشطة في الشوارع، خرج فيها السكان دون خوف من القصف أو الغارات متوجهين إلى الأسواق لشراء ما يحتاجونه وسط ترقب لما قد يحدث بعد انتهاء أيام الهدنة الأربعة.
أما الشمال، فأعلن فيه الجيش الإسرائيلي منع التجول معتبراً أنه "منطقة حرب".
وأكد أن الحرب في قطاع غزة لم تنتهِ بعد، وأن تعليق النيران لأغراض إنسانية يأتي بشكل مؤقت.
وبينما حاول آلاف النازحين العودة إلى بيوتهم شمالاً، أطلقت عليهم القناصة الإسرائيلية النار، ما أدى إلى إصابة أحدهم وصل إلى مستشفى الأقصى للعلاج.
ومن شأن الهدنة اليوم الإتاحة بشكل معقول للمساعدات بما فيها الوقود من خلال السماح بدخول 200 شاحنة تقريبا كل يوم، وهو معدل يقترب من نصف ما كان يدخل القطاع قبل السابع من أكتوبر/تشرين الثاني والذي تقدره الأمم المتحدة بنحو 500 شاحنة.
وً يأتي ذلك بعدما ابتعد الطيران الحربي الإسرائيلي عن سماء غزة تدريجيا منذ بدء وقف النار صباح اليوم.
وأكدت تقارير إعلامية دخول مئات الشاحنات إلى غزة عبر معبر رفح، وخروج سيارات الإسعاف ناقلة الجرحى إلى المستشفيات المصرية.
غزة بعد الهدنة.
و أكد متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش استكمل انتشاره على خطوط الهدنة المؤقتة مع بدء تطبيق الاتفاق الساعة السابعة بالتوقيت المحلي.
وبدأت الهدنة صباح الجمعة على أن يليها إفراج عن دفعة أولى من الأسرى المدنيّين لدى حركة حماس بعد الظهر، على ما أعلنت قطر الخميس، بينما أكّدت حماس مبادلة أسرى إسرائيليّين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المستشار الألماني يصل إلى إسرائيل لإظهار التضامن عقب هجمات حماس