الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

انطلقت صباح الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، أعمال مؤتمر دولي يهدف إلى دعم جهود التهدئة في لبنان.وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "ضرورة توقف الحرب في لبنان"، مشدداً على أن الوصول إلى وقف إطلاق النار "أصبح أمراً ملحاً".وأضاف ماكرون أن "بعثة الأمم المتحدة في لبنان يجب أن تتكيف مع الظروف الجديدة، والهجمات عليها غير مبررة". وفي إطار الدعم المقدم، أعلن الرئيس الفرنسي عن تخصيص 100 مليون يورو لمساعدة لبنان في هذه المرحلة.

وقبل الاجتماع، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الخميس أن ألمانيا ستقدم 96 مليون يورو (حوالي 103.57 مليون دولار) إضافية من المساعدات الإنسانية والتنموية للبنان.
من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي في كلمته "إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أخرجت 13 مستشفى عن الخدمة، داعياً إلى توسيع الدعم الدولي للبنان لإعادة الاستقرار والبناء".

وأكد ميقاتي أن "لبنان التزم بزيادة عدد الجنود في الجيش طبقا للقرار 1701، وأن الاستقرار يتحقق بوقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار الأممي ومعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق".

ويهدف المؤتمر، الذي يضم 70 وفداً و15 منظمة دولية، إلى جمع مئات الملايين من الدولارات، وتحقيق تقدم دبلوماسي يهدف إلى وقف النار المستعر جنوب لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول بعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود.

ولكن في غياب اللاعبين الرئيسيين، إيران وإسرائيل، فإن أي انفراج سياسي يبدو بعيد المنال فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحزب الله، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 2574 شخصاً وأدى إلى نزوح 700 ألف شخص.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن حوالي 70 دولة و15 منظمة دولية ستحضر المؤتمر، متعهداً بأن فرنسا "لن تخذل لبنان".

وأضاف "كل من دعوناهم قالوا نعم" من قائمة لم تشمل إيران أو إسرائيل.

وعقد ماكرون وميقاتي أمس خلوة مطوّلة، سبقها اجتماع أكد فيه ماكرون "استمرار جهوده ومساعيه، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لوقف إطلاق النار وبحث السبل الكفيلة الضغط على إسرائيل من أجل ذلك"، بحسب ما نقلت الوكالة اللبنانية.

حذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان الجنوب اللبناني من العودة إلى منازلهم التي قاموا بإخلائها "لأنها مناطق قتال خطيرة"، بحسب ما ذكر.

وقال في تغريدة على حسابه على منصة "إكس" الخميس إن "حزب الله يستخدم سيارات الإسعاف لنقل مخربين وأسلحة"، داعياً الطواقم الطبية إلى "تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم".

وفي سياق ذلك، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن الجيش الإسرائيلي "استهدف سيارة إسعاف ودراجة نارية بغارة إسرائيلية على بلدة مجدل سلم"، كما سقط قتيلان في غارة استهدفت سيارة على طريق الكحالة.

وكان الجيش اللبناني قد أعلن عبر حسابه على منصة "إكس" الخميس مقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط في غارة إسرائيلية أثناء إجلاء جرحى على مشارف قرية ياطر، جنوب لبنان، بعد غارة أوقعت عدداً من القتلى.

وأغار الطيران الإسرائيلي على منطقة الفاقعاني عند أطراف يحمر الشقيف، لجهة مجرى نهر الليطاني، كما تعرضت البلدة لقصف طال منطقتي الشرابيك ورأس العريض، تزامناً مع تحليق للطيران الحربي وغارات وهمية فوق النبطية وإقليم التفاح وبلدات النبطية".

وإسرائيل شنّت سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة من الجنوب شملت؛ حانين والسلطانية وعيتا الشعب.

كما استهدف الطيران الإسرائيلي فجر الخميس، "مقر الهيئة الصحية في بلدة البازورية ما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة"، بحسب الوكالة اللبنانية.

وأضافت أن عناصر من الجيش الإسرائيلي أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة الثقيلة باتجاه أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب.

من جهته، أعلن حزب الله اللبناني "أنه قصف صباح الخميس، قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا، ومدينة

صفد المحتلة، ونهاريا، بصليات صاروخية". كما استهداف في وقت مبكر "تحركات ‏لقوات إسرائيلية على بركة ظهور الهبارية، وأخرى في محيط بلدة عيترون".

كما أعلن الحزب في بيان رسمي عن تدمير دبابة ميركافا بصاروخ موجّه، في اشتباكات مع قوات إسرائيلية في عيتا الشعب، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

وشهدت الليلة الماضية وحتى صباح الخميس تحليقاً مكثفاً للطيران الاستطلاعي والمسّير والحربي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، وإطلاق قنابل ضوئية فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق حتى مشارف مدينة صور والساحل البحري.

أما في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فأظهرت لقطات صباح الخميس تصاعد أعمدة الدخان جراء سلسلة غارات، وصل عددها إلى 17 على الأقل، تعرضت لها الضاحية ليل الأربعاء، ودمرت ستة مبان حول منطقة الليلكي، حسبما قالت وسائل إعلام لبنانية رسمية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال لوسائل إعلام فرنسية، الأربعاء، إنّ "إسرائيل كشفت عن مخطط أعدّه حزب الله لمهاجمتها عبر أنفاق تحت الأرض تتضمن سيارات رباعية وصواريخ".

وأضاف نتنياهو أنه لو نجح هذا المخطط "لكان ضرره أكبر من ذاك الذي ألحقته حماس بإسرائيل"، في هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ماكرون يدعو إسرائيل إلى تجنب أي سلوك تصعيدي خاصة في لبنان‎

ماكرون يتعهد بـ«عام الفخر والأمل» للفرنسيين