القاهرة - محمود حساني
تمكنت أجهزة الأمن في الجيزة، شمال مصر، من كشف ملابسات وفاة طفلة في ظروف غامضة داخل منزلها في منطقة ميت عقبة في العجوزة، حيث تبين أن زوجة والد الطفلة كتمت أنفاسها حتى فارقت الحياة.
وتعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى مدير مباحث الجيزة اللواء إبراهيم الديب، إخطارًا من مستشفى بوصول طفلة 6 أعوام جثة هامدة، ولا توجد بها إصابات ظاهرية. وانتقل النقيب أحمد فاروق، معاون مباحث العجوزة، لإجراء المعاينة اللازمة، وتبين وجود آثار احمرار في وجه الطفلة، ما أثار الشك لديه أن الوفاة ليست طبيعية.
وكشفت تحريّات رجال البحث الجنائي، أن زوجة والد الطفلة التي تبلغ من العمر 21 عامًا، كتمت أنفاس الطفلة بسبب "غيرتها الدائمة"، علاوة على معاملتها السيئة لها باستمرار. وتمكنت مأمورية تحت إشراف المقدم فوزي عامر، رئيس مباحث العجوزة، من توقيف المتهمة التي أقرت بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة للتحقيق.
وابتلى جسد المجتمع المصري، بالعديد من الظواهر السلبية، خلال السنوات الخمسة الأخيرة، والتي لم يكن لها وجود من قبل، ولكن الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، وما صاحبها من إنفلات أمني وأخلاقي وتدهور في الأوضاع الاقتصادية، ساعد على توفير المناخ الملائم لها لكي تنتشر.
وتُعد جرائم القتل، من أبرز الظواهر السلبية التي ابتلى بها المجتمع، فلايكاد يمر يوم بدون أن تطالعنا الصُحُف اليومية، عن خبر بشأن جريمة قتل بشعة، ولأسباب تافهة، وهو مؤشر خطير ويُنذر بالقلق الشديد مالم تتحرك مؤسسات الدولة المعنية من حكومة وبرلمان وأزهر وأوقاف وتعليم، لمواجهة هذه الظاهرة .
ويرجع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أسبابها إلى انتشار الثالوث المرعب: الفقر.. البطالة.. الفراغ ووفقًا لدراسة حديثة به فإن 60 بالمائة من جرائم القتل في مصر تقع في نطاق الأسرة، وهو مؤشر يعتبره الخبراء علامة خطرة تتطلب وقفة لمعرفة المحرك الحقيقي لهذه الظواهر المفزعة.
وكشفت الدراسة التي أجريت على تحليل لصفحات الحوادث في الصحف القومية والحزبية والمستقلة عن ارتفاع معدلات الجريمة خلال العام الماضي 2016 وحتي بداية عام 2017 خاصة التي ارتكبت بدافع الفقر والجوع مشيرة إلى وقوع 254 جريمة في تلك الفترة بمعدل 2.1 جريمة يوميًا فيما بلغ عدد المتهمين في تلك الجرائم 402 متهم.
وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الظاهرة الخبيثة، ألا وهي القتل، لأن القتل جريمة محرّمة في الإسلام، لقول نبي الرحمة عليه السلام: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، رواه مسلم. وأخبرنا عن ظاهرة كثرة القتل في آخر الزمان وحذرنا منها، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج". قالوا: يا رسول الله أيما هو؟ قال: "القتل القتل"، متفق عليه. بل لكثرة من يُقتل فإن القاتل لا يدري لماذا قَتل! ولا يدري المقتول لماذا قُتل؟!؛ كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل"، رواه مسلم.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم "ينقص العلم"، إشارة لارتباط ظاهرة الجهل المجتمعي بالدين والإسلام على استفحال ظاهرة القتل، فنجد الأفراد يَقتل بعضهم بعضًا، ونجد الغلاة الجهلة بالدين يقتلون الناس بغبائهم وجهلهم وبتسخيرهم وتوظيفهم من قِبل آخرين .