القاهرة- أكرم علي
تنتظر مصر انعقاد الجولة الثانية من الاجتماع التساعي في القاهرة لبحث مسار مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعد انعقاد الجولة الأولى في الخرطوم بداية الشهر الجاري والتي لم تخرج بنتائج حاسمة في هذا الملف، حيث وجهت مصر الدعوة لكل من إثيوبيا والسودان عبر وزير خارجيتها سامح شكري، الأربعاء الماضي، إلى يدعو فيه إلى عقد جولة ثانية من المفاوضات التُساعية في القاهرة، حول سد النهضة، حسبما كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد.
ويُعد طلب "القاهرة " لتلك الجولة حرصًا على التوصل إلى اتفاق يضمن استئناف المسار الفني واستكمال الدراسات المطلوبة، بينما تداولت بعض وسائل الإعلام تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية ولوزير خارجية السودان، تُحمّل مصر مسؤولية فشل جولة المفاوضات الأخيرة حول سد النهضة في الخرطوم.
وقال المستشار أحمدأبوزيد، إن مصر شاركت في الاجتماع التساعي بروح إيجابية ورغبة جادة في التوصل إلى اتفاق ينفذ التوجيهات الصادرة عن قيادات الدول الثلاث بضرورة التوصل إلى حلول تكسر الجمود الحالي في المسار الفني للسد، فيما أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية، الجمعة الماضي، أن الاجتماع عقد بناء على الاتفاق الذي توصل إليه قادة البلدان الثلاث في أديس أبابا قبل بضعة أشهر، والذي جرى الاتفاق فيه على تنفيذ إنشاء صندوق تنمية البنية التحتية وفقًا لتوصيات قادة البلدان الثلاث.
وأوضح مصدر مطلع، أن الحديث عن عودة مصر لاتفاقية 1952 خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في السودان عار تمامًا من الصحة، مؤكدًا عدم تداول هذا الأمر من جانب مصر أو أي دولة أخرى خلال المفاوضات، مضيفًا أن المفاوضات لم تفشل حتى الآن، وتجري مع كل الأطراف من خلال توافق كلي أو جزئي، بجانب إرجاء الأمور المعلقة لاجتماعات أخرى، وقال إن "الاجتماع الماضي شهد مناقشات بين اللجان الفنية، وعملية الملء والتخزين مرحلة واحدة ضمن مراحل عديدة".
وأضاف المصدر المطلع، أن مصر تسعى للموافقة على التقرير الاستهلالي الذي رفضه الجانب الإثيوبي، بالرغم من اختياره للمكتب الذي ينفذ العديد من المشاريع في أديس بابا، وتابع، أن مصر ملتزمة باتفاق إعلان المبادئ، وتتطلع لحل الخلاف الخاص بالدراسات الاستهلالية.
ومن جانبه، صرح سفير مصر الأسبق لدى السودان، صلاح حليمة، أنه يجب استغلال عودة العلاقات الإيجابية بين القاهرة وأديس أبابا لتعزيز التعاون المشترك في الحل الخلافات بين البلدين والوصول إلى نقاط تفاهم بشأن مفاوضات سد النهضة، موضحًا أن مصر تأمل الخروج بنتائج إيجابية من الاجتماع التساعي المرتقب عقده في القاهرة خلال الأيام المقبلة حتى يتم الوصول إلى التوافق بشأن إدارة سد النهضة دون التأثير على مصر.
وشدد السفير صلاح حليمة لـ"مصر اليوم"، على ضرورة الابتعاد عن إثارة الخلافات بين البلدين وأن يكون هناك مجالات للتوافق لأن العملية معقدة ولا تحتاج إلى خلاف يؤدي إلى نتائج سلبية في النهاية، حيث استضافت السودان الاجتماع التساعي للدول الثلاثة بالعاصمة السودانية الخرطوم، والتي أقيمت على مدار يومين، وشهدت مباحثات تتعدى الـ16 ساعة دون الخروج بموقف توافقي يرضي كافة الأطراف.