شركة "أوراسكوم للاتصالات"

بدأت الشركات العالمية الانسحاب تدريجيًا من بيونغ يانغ، بعد أن فرضت الأمم المتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ردًا على إطلاقها صاروخين باليستيين في 3 و28 من يوليو/ تموز الماضي، واعتماد مجلس الأمن لتلك العقوبات، إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أشارت  أن شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة تعد واحدة من عشرات الشركات العالمية التي لم تلتزم بالموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة لها، والذي انقضى الأسبوع الماضي، من أجل أن تنهي أنشطتها في كوريا الشمالية.

وقالت الصحيفة إن تلك الشركات تعمل وفق "هيكلية غامضة تساعد على إخفاء روابطها بكوريا الشمالية، وتزود بيونج يانج بإيرادات ضخمة وتقلل كذلك من تأثيرات العقوبات المالية المفروضة على قادة نظام كيم جونغ أون المنبوذ".

ويتضمن الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة استثناء مشروعات البنية التحتية غير التجارية التي لا تحقق أرباحا.

وفي حين أنه ليس من الواضح ما إذا كانت شركة أوراسكوم تنتهك أية قوانين أو عقوبات، فإن رئيس مجلس إدارة الشركة نجيب ساويرس أخبر الصحيفة أن شركته ملتزمة بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ولا تعتزم التخارج من كوريا الشمالية.

ونشرت "مصر اليوم" في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نقلاً عن تقارير إعلامية كورية، أن شركة أوراسكوم العملاقة للاتصالات المصرية، التي يرأسها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أوقفت خدمتها في كوريا الشمالية في أوائل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وتستعد إلى انسحاب كامل من البلاد، ونقلت وكالة الأنباء المحلية في كوريا الجنوبية "نيوزيس" عن مسؤولي المخابرات اليابانية ومصادر صناعية قولهم إن أوراسكوم قررت سحب شبكتها من الشمال تمامًا وسط ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وأوضحت صحيفة "ذا كوريا تايمز" الكورية الجنوبية، أن هذا التحرك يأتي في إطار سعي المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات أشد على النظام في بيونغ يانغ ردًا على إطلاقه المتكرر للصواريخ البالستية، لافتة إلى أنه في أحدث سلسلة من الاستفزازات العسكرية، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا عابرًا للقارات من طراز هواسونغ - 15 يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مدعية أنه قادر على حمل رأس حربي نووى أكبر وأقوى يمكن أن يضرب أي مكان في الأراضي الأميركية.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قال ساويرس خلال مقابلة أجراها مع "سي إن بي سي" الأميركية، إن استثماراته في كوريا الشمالية تبلغ نحو 250 مليون دولار، لكن "لا علاقة لها بالسياسة"، وأضاف ساويرس " اعتقد أنني قدمت خدمة جيدة إلى أبرياء كوريا الشمالية الذين يحرمون من رؤية والديهم الذين يعيشون على بعد أميال، أو لا يستطيعون الاتصال بأطفالهم عندما يعودون من المدرسة، إذ يسمح لهم بالحصول على أبسط الخدمات التي يتمتع بها الجميع في الغرب، ولا دخل لها بالسياسة ".

والقرار الذي تم اعتماده بالاجماع في مجلس الأمن الدولي في أغسطس / آب الماضي، وقدمت مشروعه الولايات المتحدة الأميركية، يأتي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ويتخذ تدابير بموجب المادة 41 منه، بما فيها منع صادرات المعادن والمأكولات البحرية التي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار.

وتعد هذه التدابير المجموعة السابعة من العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية منذ إجراء أول تجربة نووية في العام 2006.

و يبين المجلس إجرائين تكميليين: أولا، يفرض سلسلة جديدة من العقوبات على كيانات وأفراد يعملون مع كوريا الشمالية وفي برامجها,ثانيا، يفرض حظرا على عدة مجالات رئيسية من النشاطات القادرة على توفير السيولة لتمويل برامج بيونغ يانغ غير القانونية. هذه التدابير، من المحتمل أن تولد عجزا لدى حكومة البلاد يقدر بأكثر من مليار دولار سنويًا.

وتراعي التدابير الجديدة شروط الإعفاء الإنسانية من أجل تقليل التأثير على شعب كوريا الشمالية، غير المستهدف عبر قرار مجلس الأمن الجديد.

ويحظر القرار صادرات كوريا الشمالية من الفحم والحديد وخام الحديد والرصاص وركاز الرصاص والمأكولات البحرية ويحظر على الدول الأعضاء زيادة العدد الحالي من تراخيص العمل التي تمنحها لرعايا جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية, كما يحظر على الدول افتتاح مشاريع جديدة مشتركة مع كيانات أو أفراد تابعين لكوريا الشمالية أو توسيع المشاريع القائمة.
و نفى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وقف أعمال شركته أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في كوريا الشمالية.

وقال في تصريحات صحافية: لقد عززنا وجودنا في كوريا الشمالية رغم أننا لم نقم بضخ استثمارات جديدة، كما أننا لم نوقف أعمالنا في مجال الاتصالات في هذه السوق.

وأضاف: خدماتنا بكوريا الشمالية بقطاع التليفون المحمول تتواجد قبل فرض أي عقوبات على «بيونغ يانغ»، مشيرًا أن هذه الخدمات تعد حيوية للشعب الكوري الشمالي، ولا تندرج تحت عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.

وأكد مصدر موثوق في شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة لـ"مصر اليوم"، عدم صحة ما ذكر عن تخارج الشركة بالكامل من كوريا الشمالية، مضيفا أن أوراسكوم استبعدت نتائج أعمال كوريولينك من قوائمها المجمعة لتصبح شركة شقيقة بدلاً من شركة تابعة، كما قررت عدم ضخ استثمارات جديدة بها.

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن شركة كوريولينك تقدم خدماتها للمواطنين هناك، ولا يعتبر عملها هناك مخالفا لمحاذير الأمم المتحدة بشأن عقوباتها على كوريا الشمالية.