القاهرة - محمد التوني
يعد التطور النوعي للعمليات المتطرفة في مصر، والتي كان أخرها عملية اغتيال الركع السجود في مسجد الروضة شمال سيناء، وأودت بحياة عددًا غير مسبوق من الضحايا والمصابين، وهذا الاختلاف في العمليات المتطرفة ينذر باستهداف مدنيين جدد في الفترة المقبلة.
وطالب الخبراء بتوخي الحذر واتخاذ ترتيبات أمنية ، مشددة على الأصعدة كافة ، والتنسيق بين الجهات المعنية بما في ذلك القبائل في سيناء للقضاء على التطرف.
وقال اللواء يحيى كدواني ، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب ، حيث أن العملية المتطرفة الأخيرة التي استهدفت المصلين في بيت من بيوت الله ، تعتبر تغيرًا نوعيًا ، قد يتتبعها عمليات أخرى في أماكن لا نتوقعها ، موضحًا أن الجماعات المتطرفة تهدر دم من يخالف رأيها.
وأكد كدواني تصريح خاص لـ"مصر اليوم" أنه ما حدث بأن نوع من الاستبداد الفكري المنحرف ، الذي يرفع شعار "أن لم تكن معي تتفق مع أفكاري وآرائي فأنت مهدر دمك ومالك وكل ما تملك" ، منوهًا إلى أن الكرة الآن أصبحت في أيدي أهالي سيناء ، وعليهم أن يتكاتفوا مع قوات الأمن من الجيش والشرطة في تعقب التطرفيين والإبلاغ عنهم.
وأضاف كدواني "لا تستبعد على هذه الجماعات أي شيء فهي لم تراع حرمة بيوت الله وقتلوا المصلين في المساجد فلا نستبعد استهداف المدارس والجامعات وحتى أماكن تجمع المصريين في أي مكان، لذلك فنحن في مرحلة حرب يجب على الجميع أن يقوم بدوره على أكمل وجه، وبدون التنسيق لن تنجح مصر في القضاء على هذا التطرف.
من جهته أكد الباحث في الإسلام السياسي، أحمد بان، أن العملية الأخيرة تعكس إفلاس التكفيريين في سيناء.
وقال: هذه التنظيمات حينما تفتقر إلى مواجهة العناصر الأكثر قوة، تلجأ إلى الأهداف الرخوة التي تضمن أن من فيها سيكونون عزلا، ولن يتمكنوا من مواجهتهم، مشيرا إلى أن جماعة ولاية سيناء أصبحت تسير على منهج "أبو مصعب الزرقاوي" الذي استهدف مساجد شيعة العراق في 2003 بحجة أنهم مخالفون لهم أيديولوجيًا.
وأشار الباحث إلى أن التنظيم يسعى إلى تصدير الرعب، وإثارة فزع السكان، متوقعًا أن القوات المسلحة ستطارد فلول التنظيم حتى القضاء عليه بشكل كامل.