جدة - مصر اليوم
أكد الدكتور عبد الفتاح مشاط نائب وزير الحج والعمرة في السعودية استحداث مشروع يخفض درجة الحرارة في المشاعر، ويقيسها كل 10 ثوانٍ، مشددًا على أن بلاده ترحب بجميع المسلمين باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وانتماءاتهم ومن جميع دول العالم، للقدوم للأراضي السعودية بهدف أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتأديتهم مناسكهم وسط منظومة من الخدمات المتقدمة بما يحقق الراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام لتمكنهم من أداء شعائرهم على أكمل وجه.
ورجح نائب وزير الحج والعمرة، ارتفاع عدد المعتمرين خلال العام المقبل ليصل إلى 15 مليونا، مشيرًا إلى استحداث وزارة الحج والعمرة العديد من البرامج واللجان لضمان جودة الخدمات المقدمة للحجاج، مشيرًا إلى أن خدمة الحجاج شرف للجميع.
ودعا الدكتور مشاط الحجاج للالتزام بالسلم والتفرغ لأداء النسك والابتعاد عن الرفث والفسوق، والنأي عن كل ما يعكر صفوف حجاج بيت الله الحرام، إيمانًا بعظم الشعيرة، منوهًا أن بلاده ترحب دائمًا انطلاقا من مبادئها الراسخة في تمكين جميع المسلمين باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وانتماءاتهم ومن جميع بلدان العالم من الوصول إلى المملكة العربية السعودية لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتأديتهم مناسكهم وسط منظومة من الخدمات المتقدمة بما يحقق الراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام لتمكنهم من أداء شعائرهم على أكمل وجه.
استعدادات ومشاريع
تستعد وزارة الحج والعمرة لموسم الحج كل عام بعد نهاية الموسم الذي سبقه، حيث بدأت الاستعدادات المبكرة لحج العام الحالي قبل مغادرة الحجاج موسم الحج الماضي، من خلال دراسة تقارير الأداء ومطابقة مؤشرات الأداء مع أهداف الخطط التشغيلية، ودعم المبادرات الإيجابية وتلافي جوانب القصور أيًا كانت.
وتقدم الوزارة كل عام حزما من البرامج والمبادرات الجديدة التي يتم إعدادها بعناية بالتعاون مع الاستشاريين وبيوت الخبرة، ومن تلك المبادرات التي تم تفعيلها هذا العام الاستعداد لاستقبال ومغادرة الحجاج عبر مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز في ينبع لأول مرة، لينضم لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، وفي الحقيقة هذا الإجراء سيسهم في تقليل مدد الانتظار وإنهاء إجراءات الوصول بشكل سريع لراحة ضيوف الرحمن.
وكشف مشاط عن استحداث وزارة الحج والعمرة لجنة لمراقبة جاهزية مساكن الحجاج قبل السماح لهم بالتعاقد، وهذه اللجنة تشكل ضمانة لجاهزية المساكن بالمعايير التي وضعتها الوزارة في إطار استراتيجيتها لتعزيز صناعة الضيافة لضيوف الرحمن.
كما أشار إلى إنشاء الوزارة وحدة للمسؤولية المجتمعية لتعزيز الشراكة مع المجتمع بما يخدم ضيوف الرحمن، حيث انطلقت الأعمال التطوعية في منافذ الوصول والحرمين الشريفين والمواقيت يشارك بها أبناء وبنات الوطن لتقديم العون لضيوف الرحمن عبر برنامج كن عونًا الذي أطلقته الوزارة هذا العام بالتعاون مع مسك الخيرية، إضافة إلى تطبيق إلكتروني للتعامل مع شكاوى ممثلي شؤون الحجاج، ضمن الجهود الحثيثة للوزارة لتقديم الدعم للمستفيدين، واستخدام التقنية في معالجة الشكاوى والبلاغات بشكل آمن وسريع، مع استحداث نظام إلكتروني للمفقودات وتتبعها.
وأوضح نائب وزير الحج والعمرة أن الوزارة تنفذ العديد من المشاريع الإنشائية ومشاريع الطرق والرصف في المشاعر المقدسة بمنى ومزدلفة وعرفات وتعديل مدخل "التبة" المصطبة العلوية بمشعر عرفات لتيسير عملية دخول الحافلات، فضلا عن أتمتة الإجراءات والتكامل مع وزارة الصحة "فتح المقرات الطبية وتصريح الكوادر الطبية وإغلاق المقرات"، مبادرة نوعية لنقل أمتعة الحجاج من منافذ القدوم إلى مقرات سكنهم، كما جرى تطوير مراكز الإرشاد والخدمات وتزويدها بالتجهيزات والتقنيات التي تساعد في تقديم خدمة راقية لضيف الرحمن، إضافة إلى تركيب الشاشات الإرشادية بمجمع صالات الحج والعمرة بمطار جدة على طول مسار القدوم والمغادرة حتى الحافلات.
«طريق مكة»
وأكد الدكتور مشاط أن مبادرة طريق مكة هي «إحدى المبادرات التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتضيف انطباعًا متميزًا في رقي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن حيث تسمح بإنهاء إجراءات وصول الحجاج المستفيدين من المبادرة من مطارات خمس دول وهي: تونس، وباكستان، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا إلى السعودية وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والتي تعكس حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على الارتقاء بجودة الخدمات التي يتم تقديمها لضيوف الرحمن»، مشيرًا إلى أن شمولية المبادرة على كافة الحجاج وبلدانهم مستقبلا متاحة، وعلى الجهات المعنية في الدول الراغبة بالاستفادة من خدمات طريق مكة، من خلال التقدم لوزارة الحج والعمرة أو عبر ممثليات المملكة في الخارج، لدراسة الطلب.
حجاج قطر
ودعت وزارة الحج والعمرة في السعودية، السلطات المعنيّة في دولة قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها حكومة قطر لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة العظيمة، كما وجهت وزارة الحج والعمرة الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام ١٤٤٠هـ كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين.
وأضاف، "عُقد الاجتماع مع القطريين بتاريخ 13 فبراير /شباط الماضي، وبُحثت كافة الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة".
واستطرد مشاط "في ظل تعنت السلطات القطرية وعدم استجابتها لدعوة المملكة الجهات المعنية بالحجاج القطريين بدولة قطر إلى تسهيل قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، قامت وزارة الحج والعمرة انطلاقا من مبادئ المملكة الراسخة بتسهيل وصول المسلمين من جميع أنحاء العالم، باختلاف انتماءاتهم وثقافاتهم ولغاتهم، بتخصيص رابط لتمكين الراغبين بأداء فريضة الحج من الأشقاء القطريين من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم حيث أنهت وزارة الحج والعمرة كافة الترتيبات اللازمة لخدمتهم".
تقنيات الحرارة
وكشف الدكتور مشاط عن قيام وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة بمبادرة للتخفيف من وطأة الحرارة المرتفعة بالمشاعر المقدسة، وذلك بتنفيذ مشروع طلاء الأسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة حيث يساهم ذلك في تخفيض درجة الحرارة من ١٥ إلى ٢٠ درجة مئوية، وجرى تغطية ٣٥٠٠ متر مربع، منوهًا أنه سيتم تغطية مواقع أخرى خلال العام المقبل، وتابع بأن المشروع يتضمن قياس درجة الحرارة كل ١٠ ثوان من خلال حساسات تم وضعها تحت الأسفلت، كما ذكّر بوجود عدد من المستشفيات بالمشاعر المقدسة إضافة إلى العيادات المتنقلة الجاهزة والفرق الطبية الميدانية على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن ومعالجة أعراض الإعياء والإجهاد الحراري بالإضافة إلى توزيع مظلات واقية من الشمس وتوفير المياه الباردة، وغيرها من الوسائل التي من شأنها التقليل من التعرض لارتفاع بدرجات الحرارة.
كما أكد عدم صدور أي قرار رسمي بإنشاء مخيمات ذات دورين وما أنشئ كان لأغراض خاصة بإحدى مؤسسات أرباب الطوائف كمبنى مخصص لأغراض إدارية، وموضوع المخيمات بطابقين هو تحت الدراسة من الجهات المعنية ولم يتخذ أي قرار بشأنه.
الحجاج المخالفون
وتخلف بعض الحجاج لم يعد ظاهرة، وفق النائب، الذي قال، "إن الحجاج القادمين إلى المملكة على وعي بأنظمة وتعليمات الحج، وهذا بفضل الله ثم التنسيق المبكر مع بعثات مكاتب شؤون الحج، وتعمل الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على ضبط تخلف أعداد الحجاج من خلال فرض غرامات على مؤسسات الطوافة والتشديد بالتزامها بعودة حجاجها في الوقت المحدد حسب جدول الرحلات".
وتوقع أن تتضاعف أعداد المعتمرين خلال السنوات المقبلة قياسًا بالمعطيات الموجودة على الأرض وما يجري توفيره من خدمات، متوقعًا أن تستقبل السعودية 15 مليون معتمر خلال العام المقبل 2020.
قد يهمك أيضًا:
ترامب يقود "حرب ألقاب" للإطاحة بخصومه في الانتخابات الرئاسية المُقبلة
رئيس الوزراء المصري يُوجّه المحافظين بالإعداد لبدء تطبيق المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"