مصر تشهد سيناريو متكرر لحوادث قطارات السكك الحديدية خلال السنوات الأخيرة

أرجع خبراء نقل وأكاديميون، وقوع حادث تصادم قطار محطة مصر اليوم الأربعاء، والذي أسقط عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب، إلى "الإهمال" والإسراف في الاعتماد على العنصر البشري وغياب التطوير الحقيقي، مشددين في توصياتهم لموقع "مصر اليوم" على حتمية التحديث الفوري الإلكتروني للمنظومة.

قال عماد نبيل استشاري النقل واستاذ الطرق بكلية الهندسة، إن الحادث جاء نتيجة أخطاء متراكمة في منظومة السكك الحديدية، فهناك مشكلات جسيمة في القضبان، وأخطاء في التحويلة، مشيرًا إلى أن القطار كان يسير بسرعة فائقة في مناطق تحتاج لتهدئة السرعة، وتلك الأسباب تحديدًا هي ملخص أغلب حوادث نقل القطارات في مصر طوال العقود الماضية.

واستغرب نبيل تكرار الحوادث بتلك الكيفية في كل مرة، مطالبًا الجهات التنفيذية بكشف ما لديها وما في جعبتها من تصور لتطوير سريع وغير مسبوق في الأمور الفنية، والبنية التحتية، وتطوير شامل للمزلقانات، وإعمال الربط الإلكتروني واستخدام عوامل الأمان العالمية، مؤكدًا أن كلمة السر في ذلك هو "المخصصات المالية" التي تفتقدها بشدة تلك المنظومة.

اقرأ أيضًا:

نقل الوفيات إلى مستشفي القبطي والسكة الحديد في حريق محطة مصر

ومن جهته، أكد استاذ هندسة النقل بكلية الهندسة جامعة عين شمس، مصطفى صبري، أن تحليل الحادث من وجهة نظره متعلق بسبب متكرر هو "الإهمال البشري، وغياب نظم الأمان العالية"، مستنكرا مواصلة الاعتماد على النظام اليدوي في أغلب العمليات المتعلقة بالسكك الحديدية.

وقال صبري إن التصرف الأنسب الآن، هو التحقيق فيما جرى وإعلان المسؤول والأسباب التي ستمكننا من تحديد موضع الخطأ، ولحين حدوث ذلك، يجب الاعتراف بانهيار منظومة النقل، والشروع الفوري في اعتماد صيانات إلكترونية متطورة، استخدام وحدات تحكم تقنية عن بعد، تطوير شامل للقضبان، مع استبعاد للعنصر البشري من المنظومة قدر الإمكان.

وسقط عشرات القتلى والجرحى في اندلاع حريق هائل في محطة القطارات الرئيسية وسط العاصمة المصرية القاهرة، نجم عن اصطدام قطار بأحد الأرصفة، الأربعاء، بحسب معلومات أولية، ونشب حريق هائل جراء اصطدام القطار بـ "صدادة حديدية" في محطة رمسيس، وهي المحطة المركزية للقطارات بالقاهرة، لينفجر خزان الوقود في القاطرة الرئيسية.

وأمرت هيئة السكة الحديدية بإخلاء مباني محطة مصر بالكامل، بعدما أوقفت حركة القطارات مؤقتا، وقد وصل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى موقع الحادث، وتعهد في تصريحات للصحفيين بالتحقيق ومحاسبة المتسببين في أي تقصير أو إهمال.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة دخان تتصاعد من مبنى المحطة الواقعة في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، كما ظهرت في لقطات أخرى جثث متفحمة على السكة الحديدية.

ومن جانبه أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، أن حادث حريق محطة مصر لن يمر دون محاسبة المتسببن فيه موضحا أننا لن نصمت أمام أي أخطاء تودي بحياة المصريين .

وأضاف مدبولي، خلال كلمته من موقع الحادث بمحطة حريق مصر، أنه انتهى عهد الصمت أمام أي تقاعس والحساب سيكون عسيرا لأي مسئول مقصر موضحا أن هناك لجنة فنية بجانب النيابة العامة لتحديد للوقوف على المتسببين في الحادث ومحاسبتهم.

وشهدت مصر العديد من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة، سقط فيها مئات القتلى وأرجعها مسؤولون ومراقبون إلى قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها

قد يهمك أيضًا:

24 قتيلا و50 مصابا في حادث قطار محطة مصر

رئيس الوزراء يتابع مع وزير النقل تداعيات حريق محطة مص