دمشق ـ نور خوام
يواصل تنظيم "داعش" يواصل قطع المياه في منطقة الخفسة، في ريف حلب الشرقي، عن نحو مليون ونصف المليون شخص في مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، حيث ترك مئات آلاف الأطفال والمواطنات والمدنيين يعانون العطش، ولم يسترحمه وجود مئات المدنيين لأشهر طويلة تحت سلطته، وفي أراضي "خلافته" المزعومة، ومع أول محاولة نجاة من غارات الحكومة في حلب، أشهرَ التنظيم حرابه وبنادقه في وجه المدنيين، حيث قال أحد المدنيين: "يفعلها تنظيم داعش ويمنعنا من الخروج من مناطق سيطرته، كيف لا يفعلها وهو من أعدم أشخاصًا عدة بتهمة تهريب المواطنين إلى خارج أراضيه".
ومع وصول عشرات آلاف المواطنين إلى مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، في مدينة منبج وريفها، في ريف حلب الشمالي، قادمين من القرى التي تسيطر عليها القوات الحكومية، والتي لا تزال تنوي التقدم إليها، بغطاء من ضربات المدفعية الروسية المساندة لها، وغارات طائراتها الحربية والمروحية، تستمر معاناة المدنيين في منطقة الخفسة، والمناطق الممتدة في ريف حلب الشرقي، والتي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش"، حيث أكدت مصادر أن مئات العائلات تجمعت على خطوط التماس بين مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة تنظيم "داعش"، في محاولة من أرباب العوائل النجاة بعوائلهم من القصف العنيف والغارات المكثفة، التي تنفذها الطائرات الحربية بشكل يومي على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم، في الخفسة ومحيطها، وبالقرب من محطة المياه في المنطقة. وأكدت المصادر أن التنظيم منع العائلات من البقاء على خطوط التماس، وهددهم بحرق سياراتهم واستهدافهم، في حال لم يغادروا المنطقة.
وبدأت حركة نزوح واسعة نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث نزح عشرات آلاف المواطنين، بينهم آلاف الأطفال والمواطنات، نحو مناطق سيطرة المجلس في مدينة منبج وريفها، وسط ضعف في إمكانيات تقديم المساعدات الكاملة للمدنيين النازحين، بالتزامن مع نزوح آلاف المواطنين الآخرين نحو مناطق سيطرة قوات "درع الفرات"، في منطقة أعزاز وريفها، في ريف حلب الشمالي، وهرب أغلب النازحين من مناطق سيطرت عليها القوات الحكومية أخيرًا في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، والتي لا تزال تسعى للتقدم إليها، ضمن العملية العسكرية التي بدأتها، بقيادة "مجموعات النمر"، وبدعم من قوات النخبة في حزب الله اللبناني، وبإسناد من المدفعية الروسية، في 17 كانون الثاني / يناير 2017، وسيطرت خلالها على عشرات القرى، وصولاً إلى بلدة تادف، وانحرفت العملية نحو منطقة الخفسة وبلدة دير حافر، الواقعتين في ريف حلب الشرقي. ونجحت الحكومية، خلال الـ 72 ساعة الماضية، من السيطرة على قرى القيطة الشرقية وأبو جدحة صغير والعطاوية والفاتحية وقصر الهدلة وأبوجرين منبج ورسم الكبار وتل الماعز والروضة والرؤوفية ومناطق قرب زعرايا وأم الطلاطل وأم العمد وبرلين وغلصة وأبو كهف والمنفوخة وأبو طويل والسفري وأم ميال ميري وزعرايا وتلتها، في ريف دير حافر الشمالي الشرقي.
وقصف الطيران المروحي، بعد منتصف ليل السبت، مناطق في بلدة مغر المير، في ريف دمشق الغربي، دون أنباء عن وقوع إصابات. وواصلت القوات الحكومية قصفها الصاروخي على مناطق في حيي اليرموك والتضامن، جنوب العاصمة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية، في حين استمرت الاشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، والقوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في بساتين حي برزة الدمشقي، عند الأطراف الشرقية للعاصمة، في ظل معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وسُمع دوي انفجار في بلدة حضر، في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة، ناجم عن انفجار في المحور الجنوبي الشرقي من البلدة، دون معلومات عن سبب وطبيعة الانفجار، حتى الآن. وانفجر لغم في سيارة على الطريق الواصل بين تل أبيض وعين العرب (كوباني)، في ريف الرقة الشمالي، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى.
ونفذت طائرات حربية، قبيل منتصف ليل السبت وبعده، ما لا يقل عن ثماني غارات على مناطق في بلدة كفرنبل وأطرافها، في ريف مدينة معرة النعمان، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم خمسة من عائلة واحدة، ومن ضمنهم طفل ومواطنة، إضافة إلى سقوط ما لا يقل عن 21 جريحًا، كما أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود بعض الجرحى في حالات خطرة، ووجود أشخاص عالقين تحت الأنقاض، في حين نفذت طائرات حربية غارات مكثفة على مناطق أخرى في ريف إدلب، حيث استهدفت مناطق في بلدة كفرجالس، شمال إدلب، وبلدة سراقب، في ريف إدلب الشرقي، ومناطق أخرى في قرية اشتبرق، وأطراف قرية الشغر، في ريف مدينة جسر الشغور.
وتجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، في حي المنشية، في درعا البلد، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال. ودارت اشتباكات، قبيل منتصف ليل السبت، في محور بلدة حيط، في ريف درعا الغربي، بين جيش خالد بن الوليد من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، في حين سمع دوي انفجار في بلدة الشجرة، الخاضعة لسيطرة جيش خالد بن الوليد، في الريف الغربي، دون معلومات عن سبب وطبيعة الانفجار حتى الآن، بينما قُتل رجل من بلدة ناحتة تحت التعذيب، داخل المعتقلات الأمنية التابعة للحكومة السورية، عقب اعتقاله منذ نحو عامين ونصف. وقصفت طائرات حربية، فجر الأحد، مناطق في محور كبانة، في جبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي. ولم ترد معلومات عن إصابات حتى اللحظة.
ولم تهدأ الطائرات الحربية والمروحية ومدفعية ودبابات القوات الروسية والقوات الحكومية السورية عن استهداف الريف الشرقي لحلب، في إطار استمرار العملية المنطلقة بقيادة "مجموعات النمر"، وبإسناد من المسلحين الموالين للحكومة، وقوات النخبة في حزب الله، والقوات الروسية، حيث صعدت الأخيرة من استهدافها للقرى التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش"، لتسرِّع من عملية تقدمها في الريف الشرقي لحلب، نحو منطقة الخفسة. وتمكنت القوات الحكومية من السيطرة على أكثر من 22 قرية وتلة ومنطقة في ريفي الباب الجنوبي الشرقي، وريف دير حافر الشمالي الشرقي، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ونفذّت الطائرات الحربية الروسية والسورية غارات على القرى التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش"، بنحو 400 غارة جوية وقذيفة صاروخية ومدفعية، من ضمنها ما لا يقل عن 150 غارة خلال الـ48 ساعة الماضية، متبعة سياسة الأرض المحروقة، في محاولة لإجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من المزيد من القرى، لتتمكن من التقدم وتوسعة نطاق سيطرتها في ريف حلب الشرقي، للوصول إلى منطقة الخفسة ومحطة المياه الموجودة فيها، والتي قطع التنظيم المياه منها عن مئات آلاف المواطنين في مدينة حلب، حيث باتت القوات الحكومية على مسافة من 14 كيلومترًا من منطقة الخفسة.
وعاد الهدوء ليسود خطوط التماس بين قوات مجلس منبج العسكري، في ريف منبج الغربي، في ريف حلب الشمالي الشرقي، السبت، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين قوات مجلس منبج العسكري من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على خطوط التماس بين الطرفين، ترافقت مع قصف متبادل، قُتل خلاله مقاتل من مجلس منبج، فيما وردت معلومات عن أن عدد من مقاتلي "درع الفرات" قتلوا وأصيبوا في هذه الاشتباكات.
وتعرضت مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري لقصف متجدد من القوات التركية وفصائل عملية "درع الفرات"، العاملة في ريف الباب، السبت، ترافقت مع تجدد الاشتباكات بين الطرفين، لليوم الثالث على التوالي، على محاور التماس بين منطقة الباب وريف منبج الغربي. وزادت معارك الكر والفر في نقاط التماس بين مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري، في ريفي منبج الغربي والجنوبي، من جهة، ومناطق سيطرة الفصائل العاملة ضمن عملية "درع الفرات"، من جهة أخرى، منذ اندلاع أول جولة قتال بينهما، في الثاني من آذار / مارس، حيث تمكن مقاتلو مجلس منبج العسكري من فرض سيطرتهم على قرية جب الحميرا، الواقعة بين خط السيطرة الذي تقدمت إليه القوات الحكومية قرب حدود سيطرة المجلس العسكري لمنبج، وبين أوتوستراد "حلب – الحسكة"، المار من منطقة الباب، عند الحدود المتحاذية بين مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" والمجلس العسكري.
وقصفت القوات الحكومية، السبت، مناطق في قريتي المنطار والفارس، في ريف حلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين تعرضت مناطق في قرية قره بابا، الواقعة في ريف عفرين، في ريف حلب الشمالي الغربي، لاستهداف بقذيفة على الأقل، وبالرشاشات الثقيلة، دون ورود معلومات عن إصابات.
وتعرضت مناطق في قرية عز الدين، وأماكن أخرى في منطقة الظاهرية، في ريف حمص الشمالي الشرقي، لقصف تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين تعرضت مناطق في مدينة الرستن، في ريف حمص الشمالي، لقصف من القوات الحكومية، دون ورود معلومات عن الإصابات حتى الآن.
وسقطت قذائف عدة على أماكن في منطقة جرمانا، في ضواحي دمشق، ما تسبب في أضرار مادية، دون التسبب في سقوط خسائر بشرية. وأصيب شاب بجراح، إثر استهداف الفصائل مناطق في بلدة الفوعة، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، في ريف إدلب الشمالي الشرقي، كما قُتل شاب جراء إصابته برصاص حرس الحدود التركي، إثر إطلاق الأخير النار عليه، في منطقة خربة الجوز، أثناء محاولته العبور من الشريط الحدودي.
وعلى صعيد متصل، يسود توتر في مدينة إدلب بين حركة أحرار الشام الإسلامية من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى. وجاء التوتر على خلفية انضمام قيادي في أحرار الشام إلى الهيئة، ومن ثم قيامه بالاستيلاء على معمل للحركة في منطقة الصناعة، في مدينة إدلب.
وأكدت مصادر موثوقة، في مناطق مختلفة في ريفي إدلب الشمالي والشرقي، وريف حلب الغربي، عودة التوتر للتصاعد بين هيئة تحرير الشام، والتي تشكل جبهة فتح الشام من جانب، والفصائل الإسلامية وفصائل أخرى من جانب آخر، في أعقاب مشادات وخلافات جرت بين الطرفين، في سلقين وسراقب وريف حلب الغربي، تطور بعضها إلى اشتباكات، ويزال التوتر قائمًا. وأكدت مصادر موثوقة أن القتال جرى على خلفية استيلاء هيئة تحرير الشام على ورشات تصنيع أسلحة تابعة لحركة إسلامية في ريف إدلب، كما وردت معلومات عن إعادتها إلى الأخيرة بعد مفاوضات جرت بين طرفي القتال، عبر وسطاء.
وبدأ هذا التوتر في الثلث الأخير من شهر كانون الثاني / يناير 2017، على خلفية اتهامات من قبل جبهة فتح الشام سابقًا، وهيئة تحرير الشام حاليًا، لجيش المجاهدين وفصائل أخرى، بتزويد التحالف الدولي بمعلومات عن قيادات فتح الشام وعناصرها ومعسكراتها، ليقوم التحالف الدولي بتوجيه ضربات متلاحقة، استهدفت قياديين ومقاتلين ومعسكرات لجبهة فتح الشام، قُتل خلالها العشرات منهم، كان آخرهم قيادي بارز في تنظيم "القاعدة"، والذي كان أحد القياديين الأبرز في هيئة تحرير الشام، إضافة إلى المجزرة الكبيرة التي وقعت في معسكر الشيخ سليمان، في الفوج "111"، في ريف حلب الغربي، في النصف الثاني من كانون الثاني، والتي قُتل فيها نحو 80 من مقاتلي وقيادات جبهة فتح الشام، وتم تدمير أجزاء واسعة من المعسكر، في حين أن جاء زاد التوتر، السبت، بعد عمليات القتال التي جرت بين كبرى الفصائل العاملة في ريفي حلب وإدلب، والتي رافقها انقسام بين الفصائل واصطفاف حول طرفين رئيسين، هما حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام، في ظل رفض شعبي واسع واستياء بين الأهالي من هذا الاقتتال، حيث خرجت عشرات المظاهرات التي نددت بالقتال بين الطرفين، مع قيام مجموعات من الأهالي بقطع الطرق أمام أرتال المؤازرات التي كانت تستقدمها أطراف القتال في ريفي حلب وإدلب.
ونفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في بلدة هجين، الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، ما تسبب في مقتل طفلة على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، ما قد يرشح عدد القتلى للارتفاع.
وتعرضت مناطق في قرية سوحا، في ريف حماة الشرقي، لقصف مكثف، ما أسفر عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما ارتفع إلى 12، على الأقل، عدد قتلى المجزرة التي نفذتها طائرات حربية، يرجح أنها روسية، في ناحية عقيربات، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في الريف الشرقي لحماة، ولا يزال عدد القتلى مرشحًا للارتفاع، لوجود أكثر من 45 جريحًا، بعضهم في حالات خطرة، بينما تعرض بعضهم لإصابات بليغة، أدت إلى بتر أطرافه، كما يشار إلى أن محاور التماس بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، في ريف حماة الشرقي، شهدت، في الأيام القليلة الماضية، معارك عنيفة بين الطرفين، تمكنت القوات الحكومية من التقدم خلالها والسيطرة على قريتين، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومتبادل وقصف للطيران الحربي على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه.
وأكدت مصادر أهلية أن مدرستين في حي غويران، جنوب شرقي مدينة الحسكة، أُغلقتا من قبل هيئة التعليم، التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية. وأضافت المصادر أن قوة أمنية تابعة للأمن الداخلي الكردي "الآسايش" عمدت إلى إغلاق المدرستين، بدعوى رفض تدريس مناهج هيئة التعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وسط استياء يسود الحي وأهالي الطلاب في المدرستين.
ونفذت الطائرات الحربية، السبت، أربع غارات، مستهدفة مناطق في حي القابون الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة، وسط استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، والقوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في بساتين حي برزة الدمشقي. وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، في حين تعرضت مناطق في جنوب العاصمة لقصف من القوات الحكومية، ما تسبب في أضرار مادية، كما قُتل شخصان على الأقل، وأصيب نحو 10 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، جراء سقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات الحكومية، شرق العاصمة.
وجددت القوات الحكومية قصفها مستهدفة مناطق في أحياء درعا البلد، في مدينة درعا، ما تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات، كما استهدف جيش خالد بن الوليد، المبايع لتنظيم "داعش"، مناطق في بلدة حيط، الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، ما تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية.
وأكدت مصادر موثوقة أن القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، من جنسيات سورية وغير سورية، مدعمة بفرق ألغام، تمكنت من إنهاء تمشيط مدينة تدمر، الواقعة في ريف حمص الشرقي، ومطارها العسكري، بعد أن انسحب عناصر تنظيم "داعش" من المدينة، في الثاني من آذار، بشكل كامل، عقب معارك عنيفة بين طرفي القتال، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى من الجانبين، حيث استمرت عمليات تفكيك الألغام من قبل فرق الألغام وعناصر القوات الحكومية، في مدينة تدمر، ثلاثة أيام، بعد انسحاب تنظيم "داعش" من المدينة، متزامنة مع أصوات انفجارات تهز المدينة، تفاوتت أسبابها بين تفجير ألغام أو عبوات ناسفة، انفجرت بعد تعذر تفكيكيها، وبين ضربات الطائرات الحربية والمروحية، والضربات الصاروخية التي تستهدف منطقة الصوامع في شرق مدينة تدمر، ومنطقة جبل المزار، شمال المدينة، في محاولة من القوات الحكومية لتأمين مدينة تدمر، التي خسرتها مرتين متعاقبتين، وإبعاد تنظيم "داعش" عنها، وتوسعة نطاق سيطرتها في باديتها وفي محيط المدينة.
وتهدف القوات الحكومية إلى توسيع نطاق سيطرتها، من خلال استمرار عمليتها العسكرية في محيط مدينة تدمر، مع استمرار تنظيم "داعش" في فرض سيطرته على مناطق استراتيجية ومهمة، ومواصلة تمركزه وبقائه في حقول النفط والغاز، مثل جزل وجحار وشاعر والمهر، الواقعة على طول خط تقدم القوات الحكومية إلى مدينة تدمر، عبر عملية عسكرية بدأتها القوات الحكومية في 14 كانون الثاني 2017، منطلقة من مطار “T4” العسكري، في الريف الشرقي لحمص، متقدمة نحو منطقة البيارات الشرقية والغربية وشركة حيان، مع تقدمها في منطقة قصر الحير الغربي، وصولاً إلى مثلث تدمر وجبل الهيال ومزارع تدمر وقلعتها ومدينتها الأثرية، لحين سيطرتها على مدينة تدمر، التي تستمر الفرق العسكرية بإزالة الألغام وتفكيكها وتفجيرها فيها، كما قتل وأصيب المئات من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وعناصر تنظيم "داعش"، نتيجة الاشتباكات بين الطرفين والقصف المكثف والعنيف والغارات الجوية والاستهدافات المتبادلة، وتفجير المفخخات وانفجار الألغام، حيث لقي ما لا يقل عن 115 من عناصر وضباط القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، من جنسيات سورية وغير سورية، حتفهم، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 283 عنصرًا من تنظيم "داعش"، بينهم قادة ميدانيين، وأكثر من 60 مقاتلاً منهم من جنسيات مغاربية، في حين اعترفت روسيا بمقتل أربعة من مستشاريها في بادية تدمر الغربية، كما أصيب مئات المقاتلين من الطرفين هذه المعارك .
وجدير بالذكر أن تنظيم "داعش" نفذ، في الثامن من كانون الأول / ديسمبر 2016، هجومًا عنيفًا وواسعًا، وتمكن من تحقيق تقدم واسع على حساب القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، مسيطرًا على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية، ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، عقب وصول تعزيزات إليه من العراق، مؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم "داعش" بعد اجتماع ضم قائد "جيش الشام" مع أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد جيوش الشام أن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعدًا.
وفجر تنظيم "داعش" عربة مفخخة، مستهدفة القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الشرقي، قرب قرية السامية، في ريف دير حافر الشمالي الشرقي، حيث أسفر التفجير عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، كما قصفت القوات الحكومية، صباح السبت، مناطق في بلدة بيانون، في ريف حلب الشمالي، فيما نفذت طائرات حربية، قبيل منتصف ليل الجمعة، غارات مكثفة على مناطق في بلدتي خان طومان وأم الكراميل، في ريف حلب الجنوبي، والراشدين، وبلدة خان العسل، ومناطق أخرى في ريف حلب الغربي، كما استمرت الاشتباك في محور خلصة، في ريف حلب الجنوبي، ومحاور أخرى في ضواحي حلب الغربية، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، ترافقت مع قصف جوي وصاروخي، في ظل معلومات عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وسقطت قذيفة صاروخية على منطقة في حي حلب الجديدة، الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، غرب حلب، كما استهدفت الفصائل، بعدد من القذائف، تمركزات لقوات "سورية الديمقراطية"، في قرية الشيخ عيسى، في ريف حلب الشمالي.