القاهرة-أحمد عبدالله
أجرى رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال، استعدادات واسعة لاستقبال وفد بروندي رفيع المستوى، جاء على رأسه باسكال نيابندا رئيس الجمعية الوطنية في بوروندي، مع ممثلين رسميين مرافقين له، بهدف التباحث حول العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وجاء ذلك في أعقاب تحركات مصرية سعت لرأب الصدع مع السودان، حيث زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الخرطوم ووجه عدة رسائل إيجابية مع الرئيس عمر البشير، كما انفتحت مصر على إثيوبيا بعدما زار القاهرة رئيس الوزراء آبي أحمد، والذي تعهد بعدم المساس بامن مصر المائي، في ظل تقارب تاريخي بين إثيوبيا وإيرتريا.
وكشفت الأمانة العامة لمجلس النواب المصري عن مدى احتفاءها بالزيارة، وأصدرت تقريرا خاصا بها، جاء فيه أن اللقاء تناول ضرورة دفع العلاقات التاريخية بالأساس بين مصر وبروندي، وأن عبدالعال نقل شديد حرصه لنيابندا على توطيد العمل المشترك بين البلدين، وأشار إلى الرابط التارخي المتمثل في نهر النيل الذي وصفه بانه "شريان للحياة"، بالنسبة للشعوب الأفريقية.
وأوضح عبد العال أن مصر لها دور داعم دائما لبوروندي، سواء على صعيد دعم عدد من المشروعات التنموية في مجالات مختلفة، أو من خلال دعم بوروندي في المحافل الدولية والأفريقية المختلفة، كما تطرق عبد العال إلى دور بوروندي الداعم لمصر في ملف حوض نهر النيل، وكذلك إلى حرص مصر على دعم علاقات التعاون مع بوروندي على المستوى البرلماني من خلال النظر في تشكيل جمعية صداقة برلمانية بين البلدين، وكذلك استفادة البرلمان البوروندي من الخبرات المصرية من خلال دورات تدريبية؛ لتأهيل وتنمية قدرات الكوادر البرلمانية البوروندية.
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية البوروندية إلى دور مصر الداعم لبوروندي في كل المجالات، مؤكدًا أن هذا الدور محل تقدير من جانب فئات الشعب البوروندي، وأعرب عن تطلع بلاده إلى استكمال هذا الدور الداعم في عدد من المشروعات التنموية خلال الفترة المقبلة. وفي ملف حوض النيل، أكد حرص بوروندي على حصول مصر على حصتها العادلة من مياه النيل، مشددًا على ضرورة التنسيق المسبق بين دول حوض النيل تجاه أي مشروعات تعتمد على مياه النيل؛ لضمان عدم الإضرار بأي دولة من دولة وبأي شكل من الأشكال.
وأكد اتفاقه مع الدكتور عبد العال بشأن أهمية تشكيل جمعية للصداقة البرلمانية بين البلدين، وفي نهاية اللقاء، وجَّه الدعوة إلى الدكتور على عبدالعال لزيارة بلاده على رأس وفد برلماني؛ لاستكمال بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن جانبه أشار النائب ماجد أبو الخير وكيل لجنة العلاقات الأفريقية بالبرلمان إلى وجود اتجاه قوي للتهدئة بين دول القرن الأفريقي، بهدف خفض وتيرة السجال الذي تصاعد مؤخرا بين أكثر من عاصمة أفريقية، وأن الدول البارزة حول النيل فطنت إلى ضرورة التفاوض كوسيلة لحل أية خلافات في وجهات النظر.
وكشف أبو الخير في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" عن وجود خريطة لتصحيح العلاقات مع دول أفريقيا تباعا، والخروج بمزيد من بنود الإتفاق وأوجه التقارب، وتحديدا حول مشكلات المشروعات المتعلقة بنهر النيل، بالإضافة للمشروعات الخاصة بالكهرباء والطاقة والسكك الحديدية المشتركة، والتي لم تعد محض تعهدات إنشائية، ولكن وضعها رؤساء الدول نصب أعينهم مؤخرا، وبينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.