من آثار القصف الإسرائيلي على غزة (الداخلية الفلسطينية)

في تصعيد جديد للصراع في قطاع غزة، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى «الشفاء»، قائلة إنها عملية «دقيقة ومحددة الأهداف» ضد «حماس»، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية توجه وفد رفيع إلى منطقة الشرق الأوسط، لبحث الصراع الدائر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».
وقال الجيش في بيان: «عمليتنا في مستشفى (الشفاء) تأتي بناء على معلومات استخباراتية وضرورة ميدانية».
وأضاف: «ندعو جميع مسلحي (حماس) الموجودين في مستشفى (الشفاء) للاستسلام».

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»: «نؤكد أن عمليتنا في مستشفى (الشفاء) لا تستهدف المرضى والطواقم الطبية والمواطنين المقيمين داخل المستشفى».
وأشار إلى أنه «يتوقع نقل حاضنات لمستشفى (الشفاء) بالإضافة لعتاد طبي وتركيبات حليب الرضع في مرحلة لاحقة من العملية».

جاء ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مساعدة الوزير لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف توجهت إلى منطقة الشرق الأوسط، لبحث الصراع بين إسرائيل و«حماس».
وأضافت في بيان أن ليف ستبحث مع الشركاء زيادة تدفق المساعدات الإنسانية لغزة، وإجلاء الرعايا الأجانب، وضمان العودة الفورية والآمنة للمحتجزين.

ويبدو أن الولايات المتحدة تكثف جهودها الدبلوماسية في المنطقة لتخفيف حدة الأزمة، فقد أعلن البيت الأبيض في بيان (الثلاثاء) أن كبير مستشاري بايدن ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، غادر الولايات المتحدة يوم الاثنين لزيارة كل من بلجيكا وإسرائيل والضفة الغربية والإمارات والسعودية والبحرين وقطر والأردن؛ حيث سيبحث مع مسؤولين بالمنطقة تطورات الصراع وجهود التوصل إلى حل.

وحمَّلت حركة «حماس» إسرائيل والرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية عن اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمع «الشفاء» الطبي.
وأضافت في بيان أن بايدن وإدارته يتحملان المسؤولية عما «يتعرض له الطاقم الطبي وآلاف النازحين، جراء هذه الجريمة الوحشية بحق مرفق صحي محمي بحكم اتفاقية جنيف الرابعة».

وقالت إن تبنِّي البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رواية إسرائيل عن استخدام مسلحين مجمع «الشفاء» لأغراض عسكرية «بمثابة الضوء الأخضر» لإسرائيل «لارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين، لإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب» بهدف تهجيرهم، وفقاً للبيان.

وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، صرحت بأن اقتحام المستشفى «جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الوزيرة قولها في بيان صحافي، إن القوات الإسرائيلية تتحمل «المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في المجمع».

وكانت القوات الإسرائيلية قد أبلغت الطاقم الطبي بمستشفى «الشفاء» فجر الأربعاء، بنيتها اقتحام المجمع الذي تحاصر داخله الآلاف، بين طاقم طبي وجرحى ونازحين، لليوم السـادس على التوالي.

جاء ذلك بعدما سرت توقعات بقرب التوصل إلى هدنة، مع ورود تقارير عديدة عن إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة حول تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» اللتين تخوضان حرباً مستعرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن صفقة تبادل وشيكة ستتم على خطوات «أولاها إطلاق سراح أطفال إسرائيليين محتجزين في غزة، مقابل أطفال فلسطينيين معتقلين في سجون إسرائيلية».

وأوضحت أن المناقشات تدور بشكل أساسي حالياً حول أسماء الفلسطينيين وعدد الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والمراحل والطريقة التي سيجري بها تنفيذ الصفقة، إلى جانب عدد أيام وقف إطلاق النار المتزامن مع تبادل الأسرى.
غير أن حركة «حماس» قالت إن إسرائيل ما زالت تماطل وتعطل التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، لكسب مزيد من الوقت لمواصلة الحرب على غزة، مؤكدة أن إسرائيل «غير جادة» في التوصل لمثل هذا الاتفاق.

وأشارت «حماس» إلى أنها جاهزة في أي وقت «للإفراج عن النساء والأطفال والأجانب، مقابل النساء والأطفال في سجون إسرائيل»؛ لكنها شددت على أن ذلك يكون «من خلال التوصل إلى هدنة إنسانية يتم خلالها إدخال المساعدات إلى جميع مناطق القطاع».

وما لبثت حركة «الجهاد» أن أكدت على أن مسارها لا يختلف عن مسار «حماس» فيما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين، إذ قال نائب الأمين العام لحركة «الجهاد» محمد الهندي، إن المماطلة واستمرار القصف والضغط الإسرائيلي لن يؤديا إلى إطلاق سراح أسير واحد لدى حركته.
وشدد الهندي على أن حركة «الجهاد» تطالب «بإطلاق سراح أسيراتنا وأطفالنا مقابل الأسرى المدنيين».

جاء ذلك تزامناً مع زيارة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار لمصر أمس، والتي قالت هيئة البث إنها جاءت في إطار المباحثات الرامية لصياغة صفقة التبادل.
واعتبرت الهيئة أن هذا «يعني أن هذه ساعات مصيرية، وأن إسرائيل أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذه الخطوة».

وازدادت خلال الأيام الماضية مؤشرات قرب التوصل لاتفاق حول هدنة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الفلسطينيين وإسرائيل. فقد ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» يوم الاثنين، أن اتصالات مصرية قطرية جارية لدفع جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في وقت متأخر الثلاثاء، إن الاتحاد يدعو إلى إعلان هدن إنسانية في غزة فوراً. وأضاف عبر منصة «إكس»: «أشعر بالأسى إزاء الوضع المروع والخسائر الفادحة في الأرواح بكثير من مستشفيات غزة».
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا في وقت سابق إلى إعلان وقف إطلاق نار إنساني في غزة على الفور.

ودعا رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إسرائيل إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» لحماية أرواح المدنيين بقطاع غزة؛ لكن نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذه التصريحات، قائلاً إن «حماس» هي التي تتعمد استهداف المدنيين وليس إسرائيل.

ونقلت هيئة الإذاعة الكندية عن ترودو قوله: «لا يمكن أن يكون ثمن العدالة استمرار معاناة المدنيين الفلسطينيين». وأضاف: «أدعو حكومة إسرائيل إلى ممارسة ضبط النفس».
وتابع قائلاً: «يجب أن يتوقف العنف على وجه السرعة، حتى يتسنى حصول الفلسطينيين على الخدمات الطبية والغذاء والوقود والمياه التي يحتاجونها بشدة، بحيث يمكن الإفراج عن المحتجزين».

ورد نتنياهو على ترودو عبر منصة «إكس» قائلاً: «ليست إسرائيل هي التي استهدفت المدنيين عمداً وإنما (حماس) التي قتلت المدنيين في أبشع الفظائع التي ارتكبت ضد اليهود منذ محارق النازي».
وأضاف: «إسرائيل تقيم للمدنيين في غزة ممرات إنسانية ومناطق آمنة. (حماس) تمنعهم من المغادرة تحت تهديد السلاح».
وقال: «(حماس) وليست إسرائيل هي التي ينبغي أن تحاسب على ارتكاب جريمة حرب مزدوجة: استهداف المدنيين والاختباء وراء المدنيين».


وفي إطار الاتصالات المستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث هاتفياً مع نتنياهو أحدث التطورات في إسرائيل وغزة، وجهود تأمين إطلاق سراح المحتجزين.
واصلت إسرائيل اليوم قصف غزة، وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن قتلى وجرحى وصلوا إلى مستشفى «المعمداني» في غزة جراء غارات على منازل في الزيتون والدرج وأحياء أخرى من المدينة.

وذكر تلفزيون الأقصى أن 5 أشخاص قتلوا إثر استهداف إسرائيل منزلاً في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وما زالت رائحة الموت تخيم على كل مكان تقريباً في قطاع غزة الذي يواجه واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية.
وقبل الاقتحام الإسرائيلي، جرى دفن عشرات الجثث المتحللة في مقبرة جماعية بساحة مستشفى «الشفاء» المحاصر بالدبابات الإسرائيلية منذ أيام.
ووصف التلفزيون الفلسطيني المشهد المروع بقوله: «يجري الآن دفن 170 شهيداً تحللت أجسادهم في ساحة المستشفى التي تحولت لمقبرة جماعية».

وفي ظل استمرار الدبابات الإسرائيلية في محاصرة المستشفيات التي تفتقر إلى الماء والكهرباء والمعدات الطبية والعقاقير في قطاع غزة، استمرت المناشدات الدولية لإسرائيل من أجل تخفيف حصارها للمنشآت الطبية، وهجومها المتواصل براً وجواً وبحراً على القطاع الذي سلب حياة أكثر من 11300 فلسطيني، وشرد أكثر من نصف سكانه، فضلاً عن نحو 30 ألف مصاب.

وتقول حركة «حماس» إن إسرائيل تتعمد قتل المدنيين المتحصنين بمستشفيات القطاع؛ لكن إسرائيل لم تتوقف عن الإشارة إلى يقينها من أن أسفل كل مستشفى مركز قيادة للحركة التي باغتتها بهجوم على مدن ومستوطنات ومعسكرات في السابع من أكتوبر انتهى بمقتل 1200 إسرائيلي، قبل أن يعود المهاجمون بنحو 250 أسيراً.

وقال وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، إن هناك عشرات القتلى والمصابين لا يزالون تحت الأنقاض، بعد دفن بعض الجثامين الموجودة في ساحة مجمع الشفاء الطبي.
وأبلغ أبو الريش «وكالة أنباء العالم العربي» بأن طواقم «الهلال الأحمر» والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، بسبب القصف وتدمير الطرق وانقطاع الاتصالات.
وأضاف: «حاولنا بكل الطرق إخراج الجثامين عبر (الصليب الأحمر)؛ لكن الجيش الإسرائيلي لم يعطِ الموافقة. اليوم تمت المخاطرة بخروج الطواقم الطبية وعمل مقبرة جماعية، رغم أن الجيش الإسرائيلي يستهدف كل ما يتحرك في محيط المستشفى».

وتحدث وكيل وزارة الصحة في غزة عن وضع المستشفيات في ظل القصف المتواصل وشح المستلزمات الطبية، قائلاً: «في ظل نفاد الوقود، توقفت المستشفيات عن تقديم الخدمات الصحية، ولو بذلت الطواقم الطبية كل جهدها فلن تكون بديلاً عن أجهزة غسيل الكلى والتنفس الاصطناعي وتنقية الدم، فهذه الخدمات تعطلت ولا يمكن تعويضها من خلال الطواقم الطبية».
 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

قصف إسرائيلي على مواقع سورية رداً على استهداف للجولان

قصف إسرائيلي مكثف واشتباكات عنيفة في مدينة غزة وتزايد مخاوف الحلفاء الغربيين بشأن الحرب