كييف - مصر اليوم
فيما تواصل روسيا إحكام قبضتها على شرق أوكرانيا، أعلن مسؤول موال لها في منطقة خيرسون، اليوم السبت، أن "المنطقة لن تعود أبدا إلى كييف". وأكد كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة العسكرية والمدنية الإقليمية الموالية لروسيا، في رسالة مصورة على "تلغرام"، أن خيرسون تشهد اندماجاً واضحاً مع روسيا، ولن تعود أبدا إلى أوكرانيا، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك. كما اتهم كييف بسلب جميع حقوق الإنسان من سكان المنطقة، واصفاً الرئيس الأوكراني بالخائن، على حد تعبيره.
أتت تصريحات المسؤول الانفصالي هذه بعد تأكيده سابقا أن استفتاء سيجرى هذا العام حول الانفصال التام للمنطقة.إلا أنه أوضح في حينه أن هذه المسألة ليست أولوية في الوقت الحاضر، بل الأهمية القصوى حالياً لزيادة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.كما أكد أن الإدارة تقوم بكل ما هو ضروري لضمان عدم مواجهة سكان منطقة خيرسون أي صعوبات. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس الجمعة، أنها تمكنت من استعادة السيطرة على أراض جديدة بهجوم مضاد في خيرسون، مستهدفة أكبر مساحة سيطرت عليها روسيا منذ انطلاق العملية العسكرية في 24 فبراير.
لكنها لم تذكر أي تفاصيل، مكتفية بالقول إن القوات الروسية "تكبدت خسائر في الأفراد والعتاد ولغمت مناطق لدى تقهقرها ونصبت حواجز". كما كانت القوات الأوكرانية أعلنت الأسبوع الماضي أيضاً، شن هجوم مضاد آخر في خيرسون، مؤكدة استعادة السيطرة على أراض على الضفة الجنوبية لنهر إنهوليتس الذي يشكل حدا فاصلا في المنطقة. يشار إلى أن روسيا تسعى إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لها جزئيا عام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.
وفي السياق ذاته أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف ستنتصر. وقال في كلمة ألقاها عبر الفيديو خلال اجتماع الأمن الآسيوي المنعقد في سنغافورة، اليوم السبت: "أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد في هذه الحرب التي بدأتها روسيا". كما كرر التحذير من أن العالم سيواجه مجاعة ونقصاً في الغذاء إن لم ترفع القوات الروسية الحصار عن المواني، وفق تعبيره.
وقال: "العالم سيواجه بشكل حاد وشديد أزمة غذاء ومجاعة"، بحسب ما أفادت رويترز. وكان الرئيس الأوكراني دأب خلال الأيام الماضية على التحذير من أزمة كبرى بسبب شلل المواني المطلة على البحر الأسود. وقبل يومين كرر أيضا تلك التحذيرات قائلا "الملايين قد يموتون جوعاً بسبب الحصار الروسي".
يشار إلى أن سيطرة الأسطول الروسي على البحر الأسود، وحصار ميناء مدينة أوديسا (جنوب أوكرانيا) على وجه الخصوص، تسبب في وقف تصدير الحبوب وخصوصًا القمح الذي كانت أوكرانيا ثالث مصدِّر عالمي له قبل اندلاع النزاع بين البلدين.
فيما نبه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء الماضي (8 يونيو 2022) خلال تقديمه التقرير الثاني للأمم المتحدة حول تداعيات النزاع بين البلدين من أن "تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل شامل وخطير ومتسارع". إلا أن روسيا اتهمت في المقابل الغربيين بالمسؤولية عن نقص الإمدادات حول العالم جراء العقوبات.
فيما رفضت كييف تلك الادعاءات، مؤكدة أن العقوبات الغربية التي فرضت عليها لا تشمل القمح والحبوب، مشددة على أنها كانت ضرورية للجم الكرملين.
ومنذ انطلاق عمليتها العسكرية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، فرضت القوات الروسية سيطرتها البحرية على آزوف والبحر الأسود، محاصرة المواني في الجنوب الأوكراني، التي كانت تصدر الحبوب عادة لاسيما القمح وزيت دوار الشمس، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم، وسط مخاوف من تأثر عدة بلدان خصوصا في الشرق الأوسط وإفريقيا.
قـــــــــــــد يهمك أيضأ :
بريطانيا تعلن قلقون بشدة من الحكم الإعدام على اثنين من مواطنينا كانوا يقاتلون في أوكرانيا
ماكرون يؤكد لزيلينسكي استعداد فرنسا "لتلبية احتياجات" أوكرانيا للأسلحة الثقيلة