القاهرة – أكرم علي
استنكر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الاعتداءات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على دور العبادة، والمحاولات المتكررة لطمس التاريخ الإسلامي وصبغ المنطقة بالطابع اليهودي.
وقال مفتي القدس في حوار مع "الأهرام"، إن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس عربية الهوية إسلامية الملامح، رافضا ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فرض السيادة الإسرائيلية على القدس التي هي احتلال قائم بالقوة، ومحاولات شرعنته بكل الوسائل ولا أساس له في القوانين الدولية كافة.
وأوضح أن التقارب وتحقيق المصالحة واجب على كل أفراد الشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال لم يقم بإجراءات مباشرة لإغلاق الكنيسة لكنه قام بفرض ضرائب على أملاك الكنيسة، وبالتالي هو أمر مرهق لأتباعها لأن أماكن العبادة سواء الكنيسة أو أوقافها لا تخضع للضرائب وفقا للعرف القائم، وبالتالي الإغلاق جاء من أتباع الكنيسة احتجاجا على هذا الإجراء التعسفي والممارسة غير المقبولة من قبل سلطات الاحتلال، وأطالب المجتمع الدولي بزيادة الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي حتى تتوقف عن هذه الممارسات العدوانية، والتي كان آخرها قيام بلدية سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس بحجز الحسابات البنكية الخاصة بالأديرة والكنائس في القدس، بحجة جباية ضريبة الأملاك على مباني الأمم المتحدة والكنائس وما تملكه من أراضٍ وقفية.
وبشأن قرار ترامب أكد مفتي القدس أن ترامب اعتدى على القدس في 6 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2017 حينما أعلنها عاصمة لإسرائيل، وبطبيعة الحال ستبدأ الإدارة الأميركية في تنفيذ هذا القرار بنقلها في 15 مايو/ أيَّار 2018 المقبل، وهي ذكرى النكبة الفلسطينية، كأنه يقدّم لها هدية أخرى بنقل سفارته إلى القدس، إمعانا في الظلم والعدوان، وإمعانا في العدوان على القرارات والشرائع الدولية.
وعن موقف الجامعة العربية، قال المفتي إن الجامعة أعلنت على لسان أمينها العام أحمد أبوالغيط رفضها واستنكارها لنقل السفارة، واعتبرت ذلك استفزازا وأمرا غير مقبول وهو أمر لن يفيد ولن ينشئ التزاما، كما أنه خرق للقانون الدولي، ولكننا نريد مواقف عربية متقدمة، فليتذكر كل القادة العرب قراراتهم في القمم العربية السابقة أعوام 1980 و1991 وغيرها، وأعتبر هذا الإجراء عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني في القدس بمسيحييه ومسلميه، ويأتي بالتزامن مع دعوات متطرفة أخرى لاستباحة المسجد الأقصى، بالتزامن مع الاستهداف المتواصل للمسجد المبارك.
وقال إن موقف منظمة التعاون الإسلامي كموقف الجامعة العربية، هي ترفض ذلك لكن يجب على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التحرك أكثر خصوصا في هذا الاتجاه الذي يتعلق بالقدس، وذلك لأهمية القدس الدينية والتاريخية والحضارية بالنسبة إلى الأمة العربية والإسلامية والمسيحيين ولكل العالم الحر.
وعن التقارب بين الفصائل الفلسطينية قال "دعني أقل إن "التقارب" واجب على كل أفراد الشعب الفلسطيني، فيجب أن يتحدوا، ويجب أن تسير المصالحة بخطى سريعة لأن حجر الزاوية في كل ما يمكن أن يتعلق بالقضية الفلسطينية مبني على الشعب الفلسطيني".