الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط

اعتبر دبلوماسيون وخبراء أن السياسات الإيرانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أصبحت تشكل خطرًا على المنطقة، ولا سيما منطقة الخليج، من خلال التدخلات في شؤونها وتأجيج الصراعات الطائفية، وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير كمال عبدالمتعال، إن إيران أنتجت الكثير من الصواريخ البالستية خلال الفترة الماضية والتي كان لها تأثيرًا مباشرًا على أمن الخليج واستخدامها في الحرب في اليمن بمد الحوثيين بتلك الصواريخ التي أطلقتها على المملكة العربية السعودية.

وأوضح السفير كمال عبدالمتعال في تصريح خاص لـ"مصر اليوم"، أن إيران يجب أن ترضخ لتعديل الاتفاق النووي ولابد أن يشمل فكرة الصواريخ البالستية، وذلك بعد أن أصبحت تشكل خطرًا على دول المنطقة والسعي لإعادة حكم الإمبراطورية الفارسية للمنطقة.

​ومن جانبه، أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه يعتقد أن "هناك حاجة لمراجعة اتفاق خطة العمل المشتركة التي أبرمتها قوى دولية مع إيران لمراقبة أدائها النووي"، وأوضح في بيان له الأربعاء، تعليقًا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران أن " الاتفاق الذي أبرم في 2015 كان يتناول بشكل حصري الشق النووي في الأداء الإيراني... ولطالما قلنا أن هذا العنصر على أهميته ليس العنصر الوحيد الذي يجب متابعته مع إيران لأنها تنفذ سياسات في المنطقة تفضي إلى عدم الاستقرار... وهي حتى بدون البعد النووي تتبع سياسات نعترض عليها لأنها تستند إلى الإمساك بأوراق عربية في مواجهتها مع الغرب".

ومن ناحيته، أشار أستاذ العلوم السياسية، محمد سالمان، إلى أن السبب الرئيسي وراء انسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي مع إيران هو وجود ضغوط إسرائيلية على الإدارة الأميركية، للانسحاب من هذا الاتفاق في أسرع وقت ممكن، مبينًا أن إسرائيل لم تكن راضية من البداية في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عن الاتفاق النووي مع إيران وحاولت بكل جهودها الضغط على إدارة ترامب سواء من خلال الكونغرس للضغط على الإدارة الأميركية لتعديل الاتفاق.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن انسحاب أميركا من الاتفاق الإيراني سيصعد من المواجهات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران خلال الفترة المقبلة، وسيؤدي إلى فرض الولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات على النظام الإيراني.

فيما قال الأمين العام أحمد أبو الغيط "موقفي لم يتغير، وبطبيعة الحال فإن قرارات القمم العربية الأخيرة في الأردن والسعودية واضح منها أن هناك ضيقًا عربيًا شديدًا إزاء الأسلوب الإيراني في المنطقة العربية ورغبة في تغييره... وقلنا مرارًا إن إيران تحتاج لإعادة نظر جادة في هذا النهج إذا كانت بالفعل ترغب في إقامة علاقات حسن جوار حقيقية مع الدول العربية".

وأكدت مصر في بيان، الثلاثاء، على أهمية مشاركة الأطراف العربية المعنية في أي حوار بشأن مستقبل الأوضاع في المنطقة، وبصفة خاصة المرتبط باحتمالات تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وتطالب في هذا الصدد كافة القوى الإقليمية، بما فيها إيران، بالتوقف عن تبني سياسات أو اتخاذ إجراءات تستهدف المساس بأمن المنطقة العربية.