طرابلس - مصر اليوم
ظهرت بشكل أوضح، اليوم (الثلاثاء)، آثار الدمار الهائل الذي خلفته العاصفة المتوسطية (دانيال) في مدن الشرق الليبي، وبالأخص درنة التي دفعت الثمن الأعظم. ويتوقّع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات بشكل هائل في ظل تقارير عن آلاف المفقودين، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.وقال المسؤول في المنظمة طارق رمضان للصحافيين اليوم: «حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف.. نؤكد من مصادرنا المستقلة للمعلومات بأن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن».
وقدّر جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا وفاة نحو 2300 في درنة وفقدان أكثر من 5 آلاف جراء العاصفة. وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم، عبر منصة «إكس» إنه تم إرسال طائرة تحمل 14 طنا من المستلزمات والأدوية وأكياس حفظ الجثث، وتقل 87 من أفراد الأطقم الطبية والمسعفين إلى مدينة بنغازي في شرق ليبيا للمساعدة في جهود الإغاثة من السيول.
في السياق، أشار وزير في حكومة شرق ليبيا، اليوم، إلى أنه تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة التي اجتاحتها السيول وأنه من غير الممكن إحصاء العدد الكلي للقتلى في الوقت الراهن لكن العدد كبير للغاية.
وأضاف هشام شكيوات وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ للوكالة عبر الهاتف: «عُدت من هناك (درنة)... الأمر كارثي للغاية... الجثث ملقاة في كل مكان في البحر، في الأودية، تحت المباني».
وتابع: «ليس لدي عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدا... عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف... لا أبالغ عندما أقول إن 25 بالمائة من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت».
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة «إكس» إن «الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، وهو في حالة استعداد لتقديم المساعدة».
وأضاف: «شعرت بالصدمة لرؤية الصور التي تظهر الدمار الذي لحق بليبيا، التي تعرضت لطقس صعب، مما تسبب في فقدان الكثير من الأرواح».
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم، إنه من المتوقع أن تكون حصيلة قتلى ومصابي السيول التي اجتاحت ليبيا كبيرة.وأضاف عبر منصة «إكس»: «من المتوقع سقوط الكثير من القتلى والمصابين، خاصة في الشرق. قلوبنا مع جميع المتضررين وعائلاتهم».ولفت إلى أن ألمانيا تقف جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة وبقية الشركاء لتقديم المساعدات الممكنة إلى ليبيا.
واجتاحت سيول العاصفة كامل منطقة الجبل الأخضر وكبرى مدنه، مثل درنة والبيضاء والمرج وشحات وسوسة، بالإضافة لقرى وبلدات بالمنطقة.وقال عميد بلدية شحات حسين بودرويشة، لـ «وكالة الأنباء الألمانية»(د. ب. أ) إن «السيول غمرت زهاء 20 ألف كيلومتر مربع في المنطقة»، معتبرا ما حدث أكبر كارثة طبيعية تشهدها لببيا منذ زلزال المرج سنة 1963. وتمثلت مصيبة مدن الشرق في السيول التي جرفت كل ما كان أمامها من بشر وسيارات، والرياح القوية التي أسقطت أعمدة الكهرباء والإنارة، وكان الأمر كذلك بالنسبة لدرنة قبل أن ينهار سدان يفصلان جزء المدينة الساحلي عن الجبل.ووفق شهود عيان من المدينة، انفجر السد الأول عند الساعة الثانية من صباح أمس ، وسرعان ما لحق به السد الثاني، لتتدفق كميات ضخمة من المياه وتجرف معها سكان المدينة وكل معالمها المحاذية للوادي من ضفتيه الشرقية والغربية إلى البحر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :