المجلس القومي للمرأة

حشدت الهيئات والجهات الأمنية المصرية، للتصدي للمتحرشين خلال أيام العيد، وذلك بعد تفشي الظاهرة في مصر منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، حيث دفعت الشرطة المصرية بعناصر نسائية للتصدي للمتحرشين، فيما خصص المجلس القومي للمرأة غرفة عمليات، الى جانب عدد من المبادرات غير الرسمية التي تنتشر في الشوارع والميادين.
وأعلن المجلس القومي للمرأة ، أنه سعيا من المجلس لحماية المرأة من كل أشكال العنف وخاصة ظاهرة التحرش الجنسي في الأعياد والمناسبات المختلفة، أنشأ مكتب شكاوى المرأة ومتابعتها بالمجلس غرفة عمليات خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، تعمل على مدار الأربعة أيام، لتلقي شكاوى التحرش التي قد تتعرض لها النساء والفتيات، وذلك عبر الخط المختصر 15115 وعبر الارقام 01007525600، 01121997477، وعبر البريد الإلكتروني omb.office@yahoo.com<mailto:omb.office@yahoo.com>.
وقال المجلس القومي للمرأة في بيان له، أن مكتب شكاوى المرأة خلال يوم العيد الأول لم يستقبل أي شكوى عن أي حالة تحرش في محافظة القاهرة. وأشار المجلس إلى أنه من خلال الرصد الميداني على أرض الواقع في مناطق شبرا ووسط البلد ومدينة نصر لحالات التحرش خلال يوم وقفة عرفة واليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، لوحظ وجود حالة من الهدوء وعدم رصد أي حالات تحرش جسدى داخل "المولات" المجمعات التجارية أو خارجها أو بالشوارع الرئيسية خلال أول أيام العيد، إنما فقط تواجد بعض حالات التحرش اللفظي لأطفال أعمارهم أقل من 16 سنة.
وتابع المجلس أنه لوحظ أيضا التواجد الأمني المكثف وانتشار وحدات مكافحة العنف ضد المرأة التابعة لوزارة الداخلية بالشوارع الرئيسية ومناطق الازدحام وأمام دور السينما بمنطقة وسط القاهرة .في سياق متصل، ظهرت عدة مبادرات لمناهضة التحرش في مصر خلال أيام العيد، وقال أحمد رمضان، مؤسس حملة "مبروك أنت متحرش ومشهور"، أن الحملة مستمرة في عملها خلال أيام العيد عن طريق أولًا الجزء التوعوي الخاص بالمواطنين وتوعيتهم بضرورة الإبلاغ عن أي واقعة تحدث، بالإضافة إلى توزيع " بانرات" بها الأرقام العاجلة في حالة الإبلاغ عن التحرش والخطوط الساخنة.
وأضاف رمضان، في تصريحات صحافية، أن هذه هي السنة الثانية لعمل الحملة، مؤكدًا أنه من خلال خبرته السابقة يرى أن هناك تحسنا في استجابة المواطنين، موضحًا أن الهدف من الجروب الإلكتروني هو فضح المتحرش من خلال تشجيع الفتيات على نشر صور له. وأوضح أن الهدف من الغروب أيضًا هو مساعدة الفتاة المتعرضة للتحرش في حالة تقديمها الى محضر أن نوفر لها المحامي لرفع القضية ضد المتحرش والحصول على حقها.
وفي ذات السياق، قالت فاطمة الشريف، عضو حملة "فؤادة وتش"، إن الحركة كانت تصب أنشطتها في العيد على التوعية والنزول بالمناطق التي تتكدس بها المواطنين كالحدائق والأماكن العامة، موضحة أن الاستجابة كانت واضحة على الفتيات فقط على عكس الشباب.
وطالبت كل فتاة سواء كانت أيام العيد أو غيرها بألا تتنازل عن حقها وعليها أن تقول "لا للتحرش" بكل السبل سواء كان التحرش لفظيا أو جسديا. ونشرت مبادرة "نفسي ضد التحرش"، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، صورًا لنماذج من الشباب المتحرشين، وكلمات تشجع الفتيات على نشر ما تعرضن له من تحرش، وفيديوهات خاصة بضرورة معرفة الفتاة بعد الحركات التي تستعين بها في حالة تعرضها لمثل هذه المواقف، وكذلك تستعين بها في حالة مواسم المعروفة بزيادة التحرش بها مثل الأعياد.
ويقول الخبير القانوني خالد المصري، إن التحرش سلوك قبيح ما زال يمارسه بعض الشباب خاصة فى الأعياد، متمنيا اختفاء هذه السلوكيات من الشارع المصري بشكل نهائي. وأضاف المصري أن التعديلات التى أُدخلت على قانون العقوبات في عهد الرئيس الأسبق عدلى منصور بشأن التحرش بالقانون رقم 58 لسنة 1937، نصت على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة ثلاثة آلاف جنيه بحق كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص، كما قرر القانون الحبس سنة إذا تكرر الفعل من الجاني وغرامة خمسة آلاف جنيه.
ولفت الخبير القانوني إلى أن المتحرش يعاقب بالإعدام أو المؤبد إذا كانت المجني عليها لم تبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، أو كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها، مشيرًا إلى أن التعديلات التى أدخلت تعطي القاضى الحق في الاختيار ما بين الحبس أو الغرامة، ما يفسره آخرون على أنه انتقاد وجه لتلك التعديلات.