القاهرة – أكرم علي
أكدت دراسة للمجلس الأميركي للعلاقات الخارجية، أن حالة الفوضى والاضطرابات التي أعقبت موجة "الربيع العربي" العاصفة بداية من العام ٢٠١١، ساعدت تنظيم القاعدة الإرهابي على إعادة بناء وتنظيم صفوفه، لتعود إلى الحياة من جديد بعد فترة من التفكك والانهيار، وليصبح التنظيم المستفيد الأول من هذا "الربيع".
ووجهت الدراسة اتهامًا صريحًا للرئيس المعزول محمد مرسى وتنظيم الإخوان المتطرف، بمسؤوليته عن الإفراج عن الآلاف من إرهابيي القاعدة خلال فترة رئاسته لمصر بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣، الذين أسهم خروجهم من السجون في تعزيز مصالح القاعدة أو زيادة نفوذها.
وأوضح بروس هوفمان، الخبير فى شؤون مكافحة الإرهاب والصراعات،أنه فى الوقت الذث كان يسود فيه وهم جامح بين النشطاء الحقوقيين المحليين والإقليميين والحكومات الغربية، بأن الاحتجاجات الشعبية والعصيان المدني ووسائل التواصل الاجتماعي ستسهم في القضاء على الإرهاب، فإن هذه الأوهام سرعان ما تبددت على صخرة الواقع، حيث اكتشف تنظيم "القاعدة" فرصًا جديدة ومغرية أعادته إلى الحياة بعد هذه الفوضى.
وأوضحت الدراسة أنه في الوقت الذى هيمنت فيه وحشية "داعش" وإرهابها على عناوين الأخبار، واستحوذت على اهتمام مسؤولي الأمن الوطني على مدى السنوات الأربع الماضية، فإن تنظيم القاعدة كان يعيد بناء نفسه بهدوء، ليعود إلى الحياة تدريجيًا في أفغانستان، ويؤكد نفوذه في سورية واليمن والصومال، ولو بمسميات مختلفة.
و أشارت الدراسة أيضًا إلى أن عمليات القتل المتتالية بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢ لأسامة بن لادن زعيم التنظيم وأبو يحيى الليبى الرجل الثاني في القيادة، وأيضًا أنور العولقي، وغيرهم، و غذت حالة التفاؤل الوهمية بالتخلص من القاعدة، إلا أن التنظيم كان من بين القوى الإرهابية الإقليمية التي استفادت أكثر من غضب وفوضى وانهيارات الربيع العربي، فبعد سبع سنوات، ظهر أيمن الظواهري كزعيم قوي برؤية إستراتيجية نفذها بشكل منهجي.
وأكد هوفمان أن حجم القوات الموالية لتنظيم القاعدة وفروعه الآن يبلغ عشرات الآلاف، ولديهم القدرة على تدمير الاستقرار المحلي والإقليمي، وشن اعتداءات ضد أعدائهم فى الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا وروسيا.
ونجحت القاعدة - بحسب الدراسة - في تكوين شبكة عالمية تمتد من شمال غرب أفريقيا إلى جنوب شرقي آسيا وضمت نحو ٢٤ فرعا أو جماعة موالية لها، حيث أصبح في سورية وحدها الآن ما يزيد على عشرين ألف إرهابي مسلح، ونحو أربعة آلاف آخرين في اليمن، وقرابة سبعة آلاف في الصومال