القاهرة – عصام محمد
رفضت مصادر أمنية في وزارة الداخلية، التعليق على بيان، صدر الجمعة، عن جماعة تسمي نفسها "أنصار الإسلام"، ادعت فيه تبنيها لهجوم منطقة الواحات (غرب الجيزة)، 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 16 شرطيا، وإصابة 10 آخرين، فضلا عن اختفاء الرائد محمد الحايس، والذي جرى تحريره في عملية أمنية للقوات المسلحة، الثلاثاء الماضي.
وقالت المصادر – التي طلبت عدم ذكر أسماءها – إن الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية، تتابع كل ما يُصدر من بيانات متعلقة بأي هجوم متطرّف، وتجري بشأنها تحقيقات موسعة للوقوف على مدى صحتها، لافتة إلى أن تلك البيانات الصادرة من حسابات (مجهولة) على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تكون «مفبركة» تهدف إلى تشتيت الأجهزة القائمة على التحقيقات، وكانت جماعة مسلحة غير معروفة تدعى «أنصار الإسلام»، قد ادعت أمس مسؤوليتها عن هجوم الواحات دون أن تقدم دليلاً، تنفيذها للهجوم، من خلال صور أو مقاطع فيديو، زاعمة أن عملية الواحات هي الهجوم الأول لها.
وأكّد البيان المزعوم، أن قوات الأمن مدعمة بالطيران، عاودت الهجوم على عناصر المجموعة التي شاركت في هجوم الواحات، وقتلت عددا منهم - وهو ما يتفق مع البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات الأمنية - ناعيين في بيانهم ما سموه أبو حاتم عماد الدين عبد الحميد، قائد المجموعة، الذي أعلنوا مقتله خلال مأمورية الثلاثاء الماضي، وقالت مصادر أمنية، أن هناك إجراءات متبعة في التحقيقات، للتعرف على هوية القتلى، من بينها المعاينة الظاهرية للجثة ومضاهاتها بالصور المتوفرة عن القتيل إن وجدت، وإن تعذر التعرف عليه من خلال المعاينة الظاهرة، يتم إجراء تحليل الـD.N.A وتقرير الطب الشرعي، بجانب التحريات، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم تثبت التحقيقات هوية القتلى وهل من بينهم المدعو أبو حاتم عماد الدين عبد الحميد، أم لا.
ورجحت المصادر أن يكون المقصود بـ« أب حاتم عماد الدين عبد الحميد »، هو عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد، وهو ضابط فُصل من القوات المسلحة، لاعتناقه أفكارا تكفيرية، وهو المتهم العاشر في قضية أنصار بيت المقدس، وتم اتهامه مع المتطرّف هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، المتهم في ذات القضية، بتشكيل خلايا نوعية إرهابية في مدن الدلتا عام 2011، ما يعرف بـ"خلايا الوادي"، وهي الخلايا التي كان يسعى لتنظيم بيت المقدس، لتأسيسها في محافظات الدلتا للخروج من سيناء، ووجهت له اتهامات في محالوة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، في منطقة مدينة نصر في القاهرة، ولفتت المصادر إلى أن «عماد» يعتبر الرجل الثاني في تنظيم المرابطون الذي يقوده عشماوي، مؤكدة أنه لإثبات مقتله في مأمورية الثلاثاء الماضي، يلزم إجراء تحقيقات متبعة.
وأفاد مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين، بأن التعرف على هوية جثامين القتلى، يأتي بطرق عدة أهمها التصوير وعرض الصور على المصادر السرية في قطاع الأمن الوطني للتعرف عليها ومضاهاتها بصور المطلوبين، وصحيفة الحالة الجنائية، والبصمة، والـD.N.A، مشيرًا إلى أن خلية عشماوي تعمل تحت غطاء تنظيم القاعدة المتطرف، وأن عدد كبير من عناصرها المتمركزة في ليبيا، محددون، وتعمل الأجهزة الأمنية بجد لملاحقتهم.