القاهرة - مينا سامي
ينظم الأزهر الشريف، الخميس، المؤتمر العالمي للسلام، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، تحت رعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والذي يُشارك فيه البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، حيث يلقي كلمة في الجلسة الختامية، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر في مشيخة الأزهر الشريف.
ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسية، تتمثل في: معوقات السلام في العالم المعاصر، المخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.
وتتمثل محاور المؤتمر التي سيتم مناقشتها في: "أولًا: المواطنة، وتتضمن 4 نقاط هي: خصائص المواطنة وشروطها في عالم اليوم، والأوضاع الحاضرة لعلاقات المواطنة في العالم العربي، ورابطة المواطنة..أبعادها ومستقبلها، والأزهر وسؤال المواطنة"، وثانيًا: الحرية والتنوع، ويتضمن 4 نقاط هي: حرية الأفراد وهوية الجماعات، والحرية في الممارسة واحترام التنوع، والأديان والحريات، ودور الدولة في صون الحريات وحماية التنوع".
ويتمثل المحور الثالث في التجارب والتحديات، ويتضمن 4 نقاط هي: مبادرات الأزهر، والمبادرات المسيحية، والكلمة السواء، والمبادرات المشتركة، بينما يتمثل المحور الرابع في: "المشاركة والمبادرة ويتضمن 5 نقاط هي: العمل معا لدرء مخاطر التفكك والانقسام، والعمل معا في مواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، والعمل معا في ترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، والعمل معا للحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات، والعمل معًا من أجل مشاركة أوسع في الحياة العامة".
ويوجه المؤتمر، الذي ينعقد على مدار يومين، رسالة مشتركة للعالم كله بأن رموز وممثلي الأديان المجتمعين في رحاب الأزهر الشريف، يُجمعون على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان وكافة المجتمعات الإنسانية، ويؤكدون انطلاقًا من الثقة المتبادلة بينهم، على دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة يدًا واحدةً من أجل نبذ كُل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس.
وقال القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد حسني، إن مؤتمر "السلام العالمي" برعاية الإمام الأكبر بمثابة رسالة من الأزهر لإرساء قيم التسامح والتعايش بين البشر. وأضاف حسني، في تصريحات صحافية، أن الأزهر من خلال منهجه الوسطي الأزهري يعمل على نشر السلام ومحاربة الأفكار المتطرفة في جميع أرجاء العالم. وأشار إلى أن زيارة بابا الفاتيكان في هذا التوقيت تدل على مكانة مصر والأزهر ودورهما في صنع السلام في العالم، ذلك بتنسيق الجهود بين القيادات الدينية والقوى المُحبة للسلام.
وتابع: مؤتمر "السلام العالمي" بحضور بابا الفاتيكان، يعد فرصة كبيرة لوضع أسس فاعلة لتحقيق السلام في العالم. وذكر وكيل الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، أن المؤتمر العالمي للسلام والذي يعقد بين الأزهر الشريف والفاتيكان، يأتي في وقت بالغ التعقيد والأهمية، في ظل التحديات المعاصرة وانتشار موجة الإرهاب حول العالم.
وأضاف شومان- في تصريحات له- أن مؤتمر السلام يؤكد على دور مصر الرائد في إرساء قيم المواطنة والتعايش السلمي بين الشعوب والتواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة. ولفت شومان، إلى أن الأزهر الشريف يقوم بجهود مكثفة ويقود حملة عالمية لإرساء السلام العالمي ومكافحة الأفكار المتطرفة وجماعات العنف والإرهاب، منوهًا إلى أن المؤتمر يترقبه العالم أجمع لأهمية توقيته والأطراف المشاركة فيه، والأرض التي يعقد عليها ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقال مدير البحوث والسياسات في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، دوايت بشير، الخبير في شؤون المنطقة العربية، إن دعوة البابا فرنسيس للتحدث في مؤتمر للسلام تعكس "فتحًا جديدًا" للحوار الرسمي بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر أقدم مركز إسلامي في العالم، بعد أن توقف هذا الحوار عام 2011 بعد أن دعا البابا بنديكتوس السادس عشر القادة الدوليين إلى اتخاذ تدابير للدفاع عن المجتمع القبطي في أعقاب الهجمات التي وقعت في وقت سابق على كنائسهم، حيث يتحدث البابا فرنسيس إلى جانب البطريرك المسكوني الأرثوذكسي بارثولوميو.
ومن أبرز المدعوين لحضور المؤتمر بجانب البابا فرنسيس: البابا تواضروس الثاني وعدد من أساقفة المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية، والدكتور أندريا زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، وقداسة برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية وروما الجديدة، والدكتور جيم وينكلر الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور، وسماحة العلامة علي الأمين رئيس مجلس حكماء المسلمين بلبنان، وغبطة البطريرك مارلويس رافائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، والمطران ماريوستينوس، مطران زحلة والبقاع بسوريا، والأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية.