القاهرة - محمود حساني
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين بلاده وفرنسا من أجل مواجهة التحديات المشتركة القائمة، وفي مقدمتها خطر التطرف الذي تمتد تداعيات إلى العالم بأسره.
جاء ذالك خلال استقبال الرئيس السيسي ، الثلاثاء ، وزير الدفاع الفرنسي ؤ الأولى ، تقديراً لجهوده ومساهماته في تحقيق طفرة غير مسبوقة في التعاون العسكري بين البلدين .وقد حضر وزير الدفاع والإنتاج الحربي، اللقاء الفريق أول صدقي صبحي ، بالإضافة إلى سفير فرنسا في القاهرة.
وأوضح المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية ، السفير علاء يوسف ، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء على تميز العلاقات المصرية-الفرنسية، خاصة في المجال العسكري، مرحباً بما يشهده التعاون بين البلدين من تطور ونمو. وأشاد الرئيس في هذا السياق بمواقف الوزير الفرنسي وحرصه على الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين حتى وصلت إلى مستوي شراكة إستراتيجية على كافة الأصعدة، ولاسيما في المجال العسكري.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن وزير الدفاع الفرنسي ، غان إيف لودريان، نقل تحيات الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" إلى الرئيس، مثمناً ما شهدته الفترة الماضية من تعاون وثيق وثقة متبادلة بين الجانبين ساهمت في وصول العلاقات الثنائية إلى مستويات غير مسبوقة وجعلت مصر أحد أهم شركاء فرنسا في الشرق الأوسط.
كما أعرب وزير الدفاع الفرنسي عن تقديره العميق لقيام الرئيس بمنحه وسام الجمهورية ، وأكد أن بلاده ستواصل دعم دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وسعيها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وأشار الوزير الفرنسي إلى حرص بلاده على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع مصر في المجالين العسكري والأمني بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين.
وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في العمل على تعزيز التعاون القائم في هذا المجال.
كما تطرق اللقاء إلى آخر تطورات الوضع الإقليمي المتأزم، بالإضافة إلى الجهود الدولية لمكافحة التطرف، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود للتصدي للتطرف واتخاذ مواقف حازمة وصارمة لوقف تمويل التنظيمات المتطرفة ومدها بالسلاح والمقاتلين.
وتتميز العلاقات المصرية الفرنسية بتعدد الركائز والمقومات علي مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والصناعية والثقافية والسياحية والعسكرية والأمنية، التي تتيح للبلدين إقامة علاقات بناءة مثمرة تقوم علي التعاون المشترك، تمثل نموذجاً متفرداً لعلاقات مصر بدولة رئيسية في الاتحاد الأوروبي.
ولعل ما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطرة تؤثر علي استقرار وأمن المنطقة، وتلقي بانعكاساتها السلبية علي القارة الأوروبية، يمثل دافعاً هاماً وحيوياً لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر، ودولة هامة ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولية، فضلاً عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد، لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا، تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.
ولا شك أن مصر تدرك مدي ولع الشعب الفرنسي بالحضارة المصرية القديمة، وبثقافة الشعب المصري العريقة. وتدرك أيضاً مدي أهمية فرنسا المتقدمة القوية لمصر. ولهذه الأسباب، فقد شهدت الفترة السابقة تميزاً في تفعيل التشاور علي جميع المستويات، والاستمرار في بناء علاقات التعاون المشترك، تأكيداً علي الأساس المتين الذي بنيت عليه هذه العلاقات عبر عشرات السنين مضت، وتعبيراً عن إدراك متبادل بين قيادتي وحكومتي البلدين بأهمية إعطاء زخم متزايد لتقوية العلاقات، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.