القاهرة - محمود حساني
تحتفل مختلف دول العالم، باليوم العالمي للمرأة، والذي يوافق 8 آذار/ مارس من كل عام، اعترافًا بدورها ومكانتها في إعداد الأجيال وبناء المجتمعات. غير أن بعض المجتمعات ولا سيما في دول العالم الثالث، لا وجود لهذا اليوم. وفي مصر، تحرص القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بالمرأة، منذ مجيئه إلى سُدة الحكم، بالاحتفال بهذا اليوم، وإبراز المكانة التي تتمتع بها المرأة المصرية.
ويحرص الرئيس على الاجتماع بقيادات وأعضاء المجلس القومي للمرأة، للاستماع إلى أفكارهن ومقترحاتهن ومشاكلهن ومتطلباتهن، وتم ترجمة اهتمام الرئيس السيسي، بالمرأة، في حصولهن لأول مرة في تاريخ الدولة المصرية على أكثر من 80 مقعدًا في مجلس النواب، وأكثر من خمسة مناصب وزارية في الحكومة.
وأكّد الرئيس المصري على أن المرأة هي أساس بناء المجتمع، ولها دور كبير في النهوض بمصر ودفعها نحو الأمام، خلاف سلفه الرئيس المعزول محمد مرسي، المنبثق عن جماعة "الإخوان" المحظورة، الذي لم يول اهتمامًا بأحد من فئات المجتمع، فالمرأة بالنسبة لهم، ما هي إلا " ربة منزل " ، أسيرة لزوجها، ليس لها أي حقوق وإنما عليها واجبات تنفذّها في صمت، وهي رؤية ليست بغريبة عنهم، فهي نابعة من فكر مؤسس الجماعة الأول، حسن البنا، الذي قام في إحدى خطاباته الشهيرة،:" المرأة مكانها المنزل وليس لها أي حق خارجه".
وعلى الرغم من الاهتمام الواسع من جانب الحكومة، بالمرأة في صعيد مصر، والتأكيد على حقوقها، إلا أنّ هذه الحقوق تصطدم بواقع أليم تعيشه المرأة الصعيدية، بسبب العادات والتقاليد المُجحفة، التي لا تستند إلى أي أدلة شرعية، بقدر ما تستند إلى غياب الثقافة والتوعية، فالمرأة في صعيد مصر، مازالت محرومة من أبسط حقوقها الشرعية، كالحق في التعليم، وإن كان ذلك راجعًا إلى عدم قدرة الأسر الصعيدية على تعليم الفتيات، تعذرًا بالظروف المعيشية وضيق الحال، إلا أن هناك حقوق لا مجال للأعذار أمامها، كحق المرأة في اختيار الزوج المناسب لها، وحقها في الحصول على نصيبها من الميراث.
واستمعت " مصر اليوم" إلى بعض السيدات اللائي حرمن من حقهن الشرعي في الميراث واختيار الزوج المناسب لها . منها السيدة شوقية أحمد، 41 عامًا، من محافظة قنا، تقول :" بعد وفاة والدي منذ 3 أعوام، اجتمع أشقائي في منزل العائلة بدون أن يدعونا أنا وشقيقاتي، واتفقوا على تقسيم الميراث بينهم بدون أن يكون لنا نصيبًا فيه. وتضيف :" على الرغم من المعاناة التي أعيشها في سبيل تربية أبنائي بعد وفاة زوجي منذ 7 أعوام، ومحاولاتي الحثيثة للحصول على نصيبي في الميراث، إلا أن كل هذه المحاولات انتهت بالفشل، وقالوا لي العادات والتقاليد لا تسمح بتوريث الفتيات".
ولا تختلف معاناة السيدة " شوقية " ، كثيرًا عن مشكلة " هويدا فتحي "، صاحبة الـ 37 عامًا ، والتي وقفت العادات والتقاليد في الصعيد أمام حقها في اختيار الزوج المُناسب لها ، تقول :" بعد انتهائي من المرحلة الجامعية وحصولي على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، تقدّم ابن عمي، لخطبتي، وهو ما وافق عليه أهلي، إلا أني رفضت ذلك، وأبلغتهم برغبتي في اختيار زوج مُناسب لي، حيث أن ابن عمي، لم يستكمل تعليمه، وأنهى صلته بالتعليم منذ أن كان طالبًا في المرحلة الإبتدائية، إلا أن أمام إصرار أهلي، وافقت في نهاية الأمر، ومنذ زواجي جبرًا، وأنا أعيش حياة زوجية صعبة، فليس هناك توافق أو قبول بيني وبين ابن عمي، وهو ما أثر على علاقتنا الزوجية بالسلب وكثيرًا ما ندخل في صدامات ومشاكل تنتهي بتدخل الأقارب للصلح بيننا".