وزارة الآثار المصرية

لجأت وزارة الآثار المصرية، خلال الفترة الماضية، إلى إقامة العديد من المعارض الخارجية في عدد من الدول لتوفير الدعم المادي للوزارة وجذب وعودة السياحة من جهة أخرى، حيث اعتبر وزير الآثار خالد العناني، أن إقامة المعارض بالخارج سيساعد بشكل كبير على انعاش حركة السياحة وجذب العملة الصعبة لمصر من خلال إقامة أكثر من معرض في الخارج.

وتوقع خبراء أثريين تحدثوا في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم" أن إقامة هذه المعارض سيجلب لمصر الكثير من المكاسب منها التعريف بالحضارة المصرية العريقة، وتوافد العديد من السائحين من مختلف الدول، وعودة حركة البيع والشراء بالمناطق الأثرية التي توقفت بعد ثورة يناير وهروب أغلب السائحين من مصر.

وقال الخبير الأثري الدكتور علي أبو دشيش "إن معرض مدينة موناكو يبرز استخدام الذهب في مصر القديمة وكيف حول المصري القديم هذا المعدن الثمين إلى أشياء ومصنوعات قد تتحدث عنها من شدة اتقانها وأبداعها لسنوات كثيرة، وهذا يدل على براعة الفنان المصري القديم في تحويل المعدن إلى آثار تعيش لمئات السنين".

وأضاف في تصريحات لـ "مصر اليوم"، أن المتاحف في الخارج تحافظ على قطع الآثار المصرية كقطع الماس ومصر تحظى بمكانه عالمية بآثارها التي تعد شاهدًا فريدًا على عظمة الفراعنة وأبداعهم في كل المجالات من علوم وفنون وطب وهندسة، فضلًا عن استخدام الذهب ونحته إلى تماثيل.

وأوضح الخبير الأثري، أن معارض الآثار المصرية بالخارج ستحقق نجاحًا كبيرًا وستشهد مصر خلال العام المقبل، زيادة كبيرة في أعداد السائحين وخاصة في الدول التي أقيمت بها هذه المعارض، موكدًا أن المعرض سيضم العديد من القطع الأثرية المرصعة بالذهب، وسيكون هناك بعض المحاضرات خلال المعرض عن الحضارة المصرية ستشرح بعض الطقوس الجنائزية والمعتقدات قديمًا.

وأشار أبو دشيش، إلى أن الآثار المصرية هي قوة مصر الناعمة أمام العالم، للترويج لأسم مصر خارجيًا، قائلًا عندما تسأل أي سائح أجنبي عن مصر سيرد هي "الأهرامات وأبو الهول وكنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، هي آثار الأقصر"، لذلك تعرف مصر خارجيًا بآثارها ومقابرها التاريخية، ووزير الآثار خالد العناني استطاع أن يقيم أكثير من معرض خلال فترة تولية لإمكانية عودة السياحة مرة أخرة لمصر، وإنعاش حركة السياحة لمصر من جميع الدول.

وأكد أن مصر ستستفيد كثيرًا وفي أكثر من شق من خلال إقامة المعارض الخارجية، وهي أن المعارض ستكون بمثابة دعاية سياسية وثقافية لمصر، بالإضافة إلى أن تلك المعارض ستجلب لمصر ملايين الدولارات والعملة الصعبة لمصر بعد كل معرض وهذه الأموال سنستفيد بها من خلال عمل ترميمات للقطع الموجودة هنا والبحث والكشف عن الكنوز التي لم تكتشف حتى الآن.

وقال الباحث الأثري تامر المنشاوي في السياق ذاته "إن معرض الآثار الذي يقام في موناكو يوم الجمعة المقبلة، هو خير سفير للدعاية والتحدث عن الحضارة المصرية القديمة العظيمة، والهدف الرئيسي لكل مسئول سيحضر المعرض هو التسويق والدعاية لمصر والظهور بالشكل الذي يليق بنا كحضارة".

وأضاف المنشاوي، في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أن مصر أصبحت الآن في أمان واستقرار وهذه يشجع الموجودين في المعارض الخارجية التحدث لجذب السائحين لزيارة مصر خلال الفترة المقبلة، ومعرض موناكو سيحضره العديد من الشخصيات المشهورة بالدولة فضلًا عن حضور أمير مدينة موناكو الأمير ألبير ووزير الآثار الدكتور خالد العناني، وهذه يدل على ثقل الحضارة المصرية واهتمام الغرب بها.

ويُذكر أن وزير الآثار خالد العناني يفتتح مع الأمير ألبير حاكم إمارة موناكو والسفير إيهاب بدوي، معرض "ذهب الفراعنة" يوم الجمعة المقبلة، ويقام المعرض على مساحة 3000 متر مربع، من السابع من هذا الشهر وحتى التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.