وفد من المخابرات العامة المصرية

مصالحة فلسطينية تنهي حالة الانقسام بين حركتي، "فتح" و"حماس"، وكشفت سفارة فلسطين في القاهرة تفاصيل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية الذي يزور الأراضي الفلسطينية.

جاء ذلك بالتزامن مع تجديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، تمسك بلاده بـ”حل الدولتين”، في إطار تسوية القضية الفلسطينية، وذلك غداة إعلان جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط استبعاد المصطلح من خطة واشنطن المرتقبة لـ”السلام”.

وتحدث السيسي خلال زيارته أمس “الكلية الحربية”، عن قضايا إقليمية عدة، وأشار إلى أن موقف بلاده واضح “بالتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات والمقررات الدولية وحل الدولتين”.

اقرأ أيضًا:

الرئيس أبو مازن يهنئ السيسي بالذكرى السادسة لثورة يونيو

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة طارق فهمي، أكد أن التحركات المصرية لاتتوقف على مدار الشهور الماضية، للوصول إلى أنجح تقارب في وجهات النضر وبناء تفاهمات حقيقية بين الفصائل الفلسطينية، مؤكدا أنه يرى نجاح في تلك المجهودات حتى الآن، وأن الوفد المصري نقل الرسائل التي بعثها الطرفان لكلا منهما ببراعة.

وتابع فهمي: أعتقد أن أبرز نتائج المباحثات والجهود المصرية، هو إعلان التهدئة المعلنة إسرائيليا، مطالبا بأن يواصل الوفد المصري التأكيد على عدم استثناء المناطق الساخنة على حدود غزة، وضمان ألا تقتصر التهدئة على ساعات محدودة، متوقعا أن تنجح الجهود المصرية في رأب الصدع وإحلال التهدئة حال توافرت الإرادة الجادة من الأطراف الفلسطينية المختلفة.

رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب سعد الجمال، اكد أن الزيارة تأتي في إطار الجهود المعلنة من مصر لإحلال التفاهم والهدوء على قرارات وتحركات الفصائل الفلسطينية، وفرض حالة من الانسجام لمنع زيادة الشقاق، والتوصل إلى رؤية شاملة في هذا الملف، بحيث لايقتصر الأمر على تهدئة عابرة.

وتابع الجمال في تصريحات خاصة، أن المفاوض المصري لدية خبرة كبيرة في هذا الملف، وأنه لايخفى على أحد براعة التوقيت، حيث تفويت الفرصة على إسرائيل شن أي حرب واسعة كانت قد ألمحت إليها، مشددا على أن القاهرة لن ترضى أن يكون هناك دخول إسرائيلي إلى غزة من جديدة، وبالتالي تبذل محاولات تقوية الصف الفلسطيني وتوحيده.

وبالعودة لملابسات زيارة الوفد المصري الأمني لفلسطين، فقد أطلع وكيل المخابرات المصرية الرئيس أبو مازن على التحرك الذي تقوم به مصر حول الأوضاع والتطورات في الساحة العربية والفلسطينية، سواء ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس بشكل خاص نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني، واستمرار الحفريات في القدس المحتلة، وهدم ومصادرة منازل المواطنين، واستمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة.

ونقل اللواء بديع للرئيس الفلسطيني التحركات والجهود التي تقوم بها مصر من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع في المنطقة العربية عموما، وتجنيب العديد من الأقطار العربية أي توتر ينعكس سلبا على أمنها الوطني والقومي، مؤكدا استمرار جهود مصر على كافة الصعد الإقليمية والدولية من أجل استئناف جهود عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس الفلسطيني خلال اللقاء على ضرورة استمرار مصر بجهودها من أجل إنهاء الانقسام والتحرك المصري على كافة الصعد، والتمسك بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا التنسيق العربي المشترك من أجل حماية الموقف العربي الموحد، الذي عبرت عنه قرارات القمم العربية المتتابعة بالتمسك بمبادرة السلام العربية وحماية القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها.

وذكرت السفارة الفلسطينية أن الوفد الأمني المصري عقد بعد ذلك اجتماعا مع وفد حركة "فتح"، حيث استعرض نتائج اجتماعاته في قطاع غزة مع قادة حركة "حماس" حول الجهود التي تقوم بها مصر بشأن إنهاء الانقسام والمصالحة وتثبيت تفاهمات التهدئة مع الجانب الإسرائيلي.

قد يهمك أيضًا:

اجتماع رؤساء أجهزة مخابرات مصر والسعودية والإمارات والبحرين في القاهرة

السيسي يتوجه بالشكر للجيش الليبي والمخابرات العامة المصرية