الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال القمة العاشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي “D-8” التي عقدت اليوم، الخميس، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، والتي تنظمها حكومة جمهورية بنجلاديش الشعبية. وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي، في مستهل كلمته، عن سعادته بالمشاركة في القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما هنأ شيخة حسينة واجد، رئيسة وزاء جمهورية بنجلاديش الشعبية، على توليها رئاسة المنظمة، مُتمنياً لبلادها التوفيق والسداد في رئاسة المنظمة، مُعربا عن تقديره للجهود التي بذلتها حكومتها لتنظيم القمة والفعاليات التي عُقدت على هامشها، لا سيما القمة الأولى لشباب دول المنظمة ومنتدى رجال الأعمال.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن انعقاد القمة اليوم يأتي في ظل واقع جديد خلقته جائحة كورونا، التي فرضت تحديات صحية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة على العالم بأسره، لا سيما على الدول النامية؛ لانعكاساتها الاستثنائية على مختلف الأصعدة الاقتصادية، بما في ذلك تأثيرها المباشر على مصادر عائدات الدول النامية من السياحة، ونفاذ صادراتها إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن الضغوط الإضافية التي فرضتها الجائحة على موازناتها ومواردها لتوفير اللقاحات والعلاجات اللازمة لمواجهة الوباء. وأوضح أن هذه التحديات أبرزت أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء للمضي قدما نحو تحقيق المصالح والتطلعات المشتركة.

وأكد رئيس الوزراء أنه على الرغم من هذه التحديات الهائلة، إلا أنّ الأزمة أعادت ترتيب الأولويات العالمية، ووضعت في الصدارة القضايا التنموية التي تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وعززت من أهمية القطاعات الاقتصادية القادرة على تحقيق التعافي السريع، بما في ذلك مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والشمول المالي، والاقتصاد الأخضر، والطاقة المتجددة، فضلاً عن إبراز أهمية الاستثمار في رأس المال البشري.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الحقائق توفر فرصا جديدة لاقتصاديات الدول الأعضاء، وتفتح آفاقا واسعة لمزيد من التعاون والتنسيق بين دولنا التي تمتلك قدرات متميزة ومزايا نسبية في هذه المجالات. ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مصر تبنت سياسات استباقية تهدف إلى تحقيق التوازن بين حماية صحة المواطنين واستدامة الأنشطة الاقتصادية، والتي نجحت بفضل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة منذ عام 2016، في إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".

وقال رئيس الوزراء إن هذا البرنامج نجح في تعزيز مرونة الاقتصاد، ما مكن الحكومة من اتخاذ تدابير الاحتواء اللازمة للتخفيف من الآثار السلبية للأزمة، والتي تضمنت دعم القطاعات المتضررة من خلال حزم تحفيزية نقدية ومالية، ودعم الفئات المتضررة للحد من الآثار المالية، وتوفير السيولة والائتمان.  وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه مع تزايد أهمية هذا التجمع على المستويين الإقليمي والدولي، إلى جانب الإمكانات الاقتصادية الهائلة للدول الأعضاء فيه، فإننا على ثقة من أن طريقنا لتعزيز سبل التعاون الحالي والمستقبلي مهم بشكل خاص لمواجهة التحديات المتزايدة في ظل الظروف الاستثنائية الحالية.

وذكر رئيس الوزراء أن خارطة الطريق العشرية لمنظمة الثماني (2020-2030) تأتي كخطوة هامة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في هذا الشأن، مشيراً إلى أنها تبرز أولويات التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة، كما أكد الاهتمام الكبير الذي توليه مصر للمشاركة في فعاليات المنظمة المختلفة، التي تهدف إلى تعزيز الروابط في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

 وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه من أجل تحقيق الأهداف الكبرى التي حددها الآباء المؤسسون لمنظمتنا، وعلى الرغم من الإنجازات التي حققناها معًا في مجالات التعاون الاقتصادي والفني، فإن جهدنا الجماعي مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل دفع هذا التعاون إلى آفاقه المرجوة. وشدد رئيس الوزراء على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتعزيز التجارة بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أنها لا تمثل سوى 7٪ من إجمالي تجارتنا مع العالم

وتابع: "من المهم بنفس القدر أن ترقى علاقاتنا الاقتصادية إلى مستوى الإمكانات والأهمية الحقيقية للدول الأعضاء على الساحة الدولية والإقليمية، وعلاقاتها المتشعبة وعضويتها الفعالة في الأطر الاقتصادية الدولية والإقليمية". وأشاد الدكتور مصطفي مدبولي، بالدور الريادي للقطاع الخاص في تحديد الفرص الممكنة لتعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما من خلال الجهود التي تبذلها غرفة التجارة والصناعة للمنظمة لتعزيز التبادل التجاري، بما في ذلك التركيز على تكامل الهياكل الإنتاجية للدول الأعضاء، وإيلاء المزيد من الاهتمام لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد في هذا الصدد أهمية أن تضمن هذه الجهود خلق مصالح مشتركة في المجالات ذات الأولوية، لا سيما في مجالات السياحة، والتصنيع، والزراعة، فضلاً عن إنشاء منصات جديدة للمصادر المبتكرة لتوفير التمويل اللازم لمشاريع التنمية. واختتم رئيس الوزراء كلمته بتأكيده حرص مصر على مواصلة النهج المشترك لمعالجة القضايا الاقتصادية المهمة، وتناول التحديات الجديدة والناشئة، بما في ذلك الوصول العادل للقاحات كورونا لتمكين اقتصاداتنا من التعافي، والمطالبة بنظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة، وأكثر تعبيراً عن الواقع الاقتصادي لعالمنا اليوم، لتلبية تطلعات وطموحات بلداننا.

قد يهمك أيضا :  

رئيس الوزراء المصري يترأس اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة والآثار

مدبولي يصدر قرارا بتشكيل لجنة فنية لمعاينة المباني والمحلات والورش