القاهرة – أكرم علي
افتتح السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الدولي التابع لـ"مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا". وقال في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الخارجية سامح شكري، عن مساهمات مصر في عمليات حفظ السلام في أفريقيا، ورؤيتها الى تعزيز السلم والأمن في القارة، مشيرًا الى أن "الاجتماع يأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات إقليمية ودولية، وظواهر لم يعهدها العالم من قبل بهذه الحدة مثل ظاهرة الإرهاب البغيض الذي يطل علينا من وقت الى آخر في مناطق مختلفة من العالم، فضلا عن النزاعات التي تشهدها العديد من الدول وتحصد الأرواح، بالإضافة إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية".
وأشار نائب وزير الخارجية إلى عدد من المتغيرات الكونية مثل بروز ردة فعل معاكسة للاتجاه نحو العولمة من خلال العودة إلى الإنتماءات الوطنية والشعوبية، بالإضافة إلى بروز سياسات تحمل النزعة العرقية والمذهبية، مما يؤدي إلى ظهور نزاعات ذات طبيعة صفرية، لا تنطبق عليها الأدوات التقليدية المتعارف عليها في تسوية المنازعات وحفظ السلام، وهو ما يتزامن مع ما نلاحظه من تراجع أو تراخي في دعم الجهود المحلية والإقليمية في مجال السلام والأمن والاستقرار خاصة ما نشهده من عملية مراجعة وسحب لبعض عمليات حفظ السلام.
وأكد نائب وزير الخارجية على أنه في مواجهة تلك التحديات "تجد مصر نفسها تتحمل مسؤولية متزايدة لحفظ السلم والأمن خاصة في أفريقيا والعالم العربي، وبإعتبارها الدولة العربية الوحيدة وإحدى الدول الثلاث في مجلس الأمن، فإن مصر تبذل أقصى جهودها للدفاع عن مصالح قارتها وإيصال صوتها على المستوى الدولي. كما تسعى مصر من خلال عضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي للعمل على تحقيق التسوية السلمية للنزاعات في القارة من خلال إعطاء الأولوية للحلول الأفريقية لتلك النزاعات، بالإضافة إلى العمل على تسوية وإنهاء معاناة الملايين في كل من ليبيا واليمن وسورية من خلال دور مصر الرائد على المستوى العربي، فضلا عن محاربة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف."
وأوضح نائب وزير الخارجية أن مجموعة من المبادئ الحاكمة للجهود والتحركات المصرية في هذا الصدد، والتي تشمل أولا أولوية التسوية السياسية الشاملة للنزاعات مع عدم الإكتفاء بإدارة أي نزاع، ثانيا ضرورة استمرار الجهود الدولية في التعامل مع النزاعات في كافة مراحلها سواء قبل أو أثناء أو بعد إنتهاء النزاع؛ وثالثا ضرورة إحترام السيادة الإقليمية للدول، وعدم فرض الحل من الخارج، فضلا عن إشراك كافة الأطراف الوطنية المعنية.
وفي نهاية الكلمة، نوه نائب الوزير إلى جهود "مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا" منذ إنشائه في عام 1994، ومؤكدا على أن إنشاء المجلس الاستشاري الدولي يأتي بهدف إعطاء رؤية إستراتيجية للمركز تجاه قضايا السلم والأمن في أفريقيا والعالم.