القاهرة – علي السيد
تفصلنا أسابيع قليل عن شهر رمضان والذي يعد أول "رمضان" تشهده مصر عقب قرار تعويم الجنيه أو تحرير سعر الصرف، والذي أثر على مسار أسعار السلع بمختلف أنواعها وبخاصة المستورد منها نتيجة تضاعف سعر صرف الدولار أمام الجنيه، ولاحظ المصريون بدء تداول أسعار الياميش في بعض المتاجر قبل 4 أسابيع تقريبا من قدوم شهر رمضان الكريم.
وتفقد "مصر اليوم" بعض المتاجر الشهيرة ببيع الياميش في منطقة الأزهر (غرب القاهرة) حيث بدأت المحلات في وضع ياميش رمضان وعليه الأسعار الجديدة، والتي تعد ضعف أسعار العام الماضي نظرا لأن الياميش غالبيته مستورد من سورية وإيران وتركيا وغيرها من الدول الأخرى. وفي البداية عند أشهر محلات الياميش في الأزهر، ارتفعت أسعار التمر والبلح الناشف لأكثر من 50 % عن العام الماضي، وتراوحت أسعاره ما بين 50 و70 جنيها والتمر ما بين 15 و20 جنيها حسب الجودة للكيلو، أما أسعار المكسرات تبدأ من 200 جنيها حتى 360 جنيها، حيث أصبح سعر الفستق 340 جنيها للكيلو وعين الجمل 320 جنيها للكيلو واللوز والبندق كذلك.
وفسر محمد عبد المنعم أحد العاملين بالمحل سبب ارتفاع أسعار الياميش لسببين الأول هو ارتفاع سعر الدولار مقابل سعر الجنيه المصري، مما ضاعف الأسعار وجعلها ترتفع بهذا الشكل، الأمر الثاني هو زيادة أسعار الجمارك على المكسرات حسب القرار الرئاسي في نهاية العام الماضي. ويعتبر ياميش رمضان من العادات التي اعتاد الشعب المصري على تناولها خلال هذا الشهر الكريم، لكن يأتي ارتفاع الأسعار في وقت يعاني فيه المواطن المصري من أزمات اقتصادية ومادية، قد تحول دون قدرته على شراء ياميش هذا العام في ظل الارتفاع الجنوني في أسعاره.
وقال حسين إدريس (موظف في شركة خاصة) إنه لن يشتري ياميش هذا العام، ويأمل قضاء حاجته من السلع الأساسية والتي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه نتيجة تحرير سعر الصرف، وأصبحت الضعف سواء في السكر أو الزيت أو الأرز وغيرها من السلع الأخرى ولا يوجد ما يكفي لشراء الياميش بهذه الأسعار. كما أكدت إحدى المتواجدات في المنطقة وتدعى إحسان السيد أنها جاءت لشراء البلح فقط، والذي لا يمكن الاستغناء عنه في شهر رمضان، أما الياميش لن يشتريه أحد سواء الأغنياء فقط لأن شراء الياميش يحتاج أكثر من 3 آلاف جنيه لشراء كيلو من كل صنف وهو أمر لا يتحمله أحد من المواطنين العامة.
ومن جانبه أكد ئيس شعبة العطارة في الغرفة التجارية للقاهرة رجب العطار، تراجع حجم استيراد "ياميش رمضان" هذا العام بنسبة تتجاوز 80% مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك بسبب تحرير سعر الصرف، وتعليمات البنك المركزي بعدم التعامل مع أي مستند يحمل "ياميش"، بالإضافة إلى شح العملة في السوق المحلي، وعدم تدبير البنوك للعملة الأجنبية واعتبار أن الياميش من السلع الاستفزازية، وكذلك ارتفاع أسعار السلع في منشأها الأصلي مقارنة بالعام الماضي، بخاصة أن مصر تستورد 95% من الياميش من الخارج ولا يوجد إنتاج محلي. وأكد رجب العطار في تصريحات له أن المعروض هذا العام نسبة كبيرة منه جاءت على مدار الشهور الماضية وليس في الوقت الحالي حيث لا يوجد استيراد حاليا نتيجة أزمة العملة الأميركية.