القاهرة – علي السيد
أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن هناك ثلاث حروب أهلية تدور رحاها في العالم العربي كان من نتيجتها أن صارت كل جهود التنمية الإنسانية والنمو الاقتصادي داخل عدد من الدول في مهب الريح، علماً بأن هذه الجهود كانت تواجه من الأصل تعثراً وتذبذباً في زمن تماسك المُجتمعات، فما بالنا وقد تمزق نسيج بعض الدول، وتفشت فيها الصراعات والنزاعات بصورةٍ لا نعرفُ لها مثيلاً أو شبهاً في التاريخ العربي الحديث.
وأوضح أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربي للتنمية المستدامة اليوم الأحد، أن نصف الشعب السوري مُشردٌ، في داخل سورية أو خارجها وليبيا، التي كان سُكانها يتمتعون بمستوى معيشي مُرتفع، لم يعد فيها سوى أربع مستشفيات فقط تقوم بوظائفها بنسبة 75%، من بين 98 مستشفى شملها مسحٌ أجرته الأمم المتحدة أخيرا، أما اليمن فيواجه تفشياً مُحتملاً لوباء الكوليرا، ويعيش 19 مليون من أبنائه من دون مياه شُرب مأمونة أو صرف صحي، والقائمة طويلة، وتبعث على الأسى الشديد، وتُنذر بما هو أصعب وأخطر.
وأشار إلى أن المنظومات الصحية والتعليمية، وهي عماد التنمية الإنسانية، تتعرض للتآكل والتدمير في بُلدان النزاع، وفي دول تصل نسبة الشباب فيها إلى أكثر من 60% من السُكان، فإن تلك الأوضاع سوف تُفضي للأسف إلى تفشي الصراعات بين مُكونات المُجتمع على أسس عرقية وطائفية، وتصاعد في ظواهر التطرف الديني والسياسي وانتشار لأيديولوجيات العُزلة عن المُجتمع، بخاصة في فئة الشباب، بما يُقوض السلم الأهلي ويُدخل المجتمعات في دائرة مُغلقة من العُنف والإحتراب.
وشدّد الأمين العام على أن الانخراط في إعادة البناء هو الخيار الوحيد المُتاح أمام الأمم التي تواجه النوازل وتعصف بها الأزمات، وكم من أمةٍ نزل بها الدمارُ، وحل بها الخرابُ ثم ما لبثت أن انتفضت من جديد بإرادة أبنائها، وإن الخروج من المأزق الراهن لن يكون في عام أو اثنين، وإنما هو مشوارٌ طويل عنوانه الصبرُ والعمل المُشترك المتضافر ومحبة الأوطان والتضحية من أجلها.
وأشار أبو الغيط إلى إن أبواب الرجاء والأمل ستظل مفتوحة، فالإمكانية الكامنة في مُجتمعاتنا مُبشرة، ولكنها مُهدرة، لقد آن الأوان أن يتوقف نزيف الهدر، وأن ينتهي عهدُ الفرص الضائعة، والطاقات المُعطلة، إن أمتنا العربية صحيحة في إرادتها، غنيةٌ بشبابها، قادرة على الإنجاز المشترك.