القاهرة – أكرم علي
اختتم ضباط الجيش الليبي اجتماعاتهم في القاهرة الخميس، بعد ثلاثة أيام من جلسات النقاش، معلنين تمسكهم بوحدة الجيش، حيث واصل أبناء المؤسسة العسكرية الليبية الجولات التي استضافتها مصر لتوحيد الجيش الليبى بشكل يضمن إعادة توحيده على أُسس مهنية واحترافية خالصة بما يجعله قادرًا على الاضطلاع بدوره كضامن لوحدة الدولة المدنية في ليبيا وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكًا خالصًا لأبناء الشعب الليبي.
وحضر هذه الاجتماعات رئيس أركان الجيش التابع لمجلس النواب المنتخب الفريق عبدالرزاق الناظوري، ورئيس الأركان المكلف من حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًا، اللواء عبد الرحمن الطويل، وبمشاركة 45 ضابطًا، يمثلون المناطق الليبية، وتمحورت الاجتماعات حول توحيد المؤسسة العسكرية، ووضع تصور لهيكلة هذه المؤسسة، وأكد البيان الختامي على إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية الراسخة للجيش الليبي (التي تم الاتفاق عليها خلال الجولات السابقة) وعلى رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وعلى مدنية الدولة وعلى ضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن الاستقطابات سواء السياسية أو الجهوية والتي من شأنها التأثير بالسلب على الأداء الاحترافي والدور الوطني للجيش الليبي، والاتفاق على ضرورة المضي في مشروع توحيد الجيش الليبي بما يجعله قادرًا على التعاطي بشكل إيجابي وفاعل مع التحديات التي تواجهها الدولة الليبية حاليًا ومستقبلًا في ضوء المخاطر المحدقة بها، سواء ما يتعلق بخطر الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو الجريمة المنظمة أو غيرها من التهديدات التي من شأنها تهديد استقرار ليبيا.
وتم الاتفاق على مواصلة الاجتماعات في القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة بغية استكمال اللجان الفنية الأربع -التي تشكّلت خلال الجولات الست السابقة- لعملها فيما يتعلق بآليات التنفيذ والتطبيق الفعلي للمشروع الوطني لتوحيد الجيش الليبي، بما يتلاءم مع مهامه المنوط بها، وكذلك لتلبية متطلبات واحتياجات الدولة الليبية والتغلب على التحديات التي تواجهها على صعيد مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، كما التأكيد على أن مسار توحيد المؤسسة العسكرية من شأنه أن يكون بمثابة النواة الصلبة لدفع المسار السياسي إلى الأمام خلال هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ الوطن الذى يشهد أخطارًا جسيمة تهدد سلامته في ظل الصعوبات التي تعترى تحقيق استقرار الدولة الليبية، بما يستجيب لتطلعات وطموحات الشعب الليبي.
وهذه هي الجولة السادسة للاجتماعات التي بدأت قبل ستة أشهر برعاية مصرية لبحث مدى إمكانية تنفيذ ما جرى التوافق بشأنه حول الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة الليبية، بينما يُشار إلى أن ليبيا تشهد انفلاتًا أمنيًا عقب الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي وقتله في عام 2011، إضافة إلى تنازع ثلاث حكومات على إدارتها وهي الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب، وحكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًا، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.