صورة ارشفية لمحكمه سابقة لرئيس الأسبق حسني مبارك

أكد عدد من المواطنين المصريين، أن الحكم الصادر من محكمة النقض – أعلى محكمة في البلاد- الخميس الماضي، والقاضي ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011، هو عنوان للحقيقة بعد 6 سنوات من المحاكمة، جاء الحكم، ليغلق هذه الصفحة المهمة من تاريخ الوطن إلى الأبد.

وطالب المواطنين في لقاءات مع "مصر اليوم"، خلال جولة لها في شوارع وسط القاهرة والجيزة، بطي صفحة الماضي بكل ما يحمله من آلام وإخفاقات دفع ثمنها الجميع. وأشاروا إلى أنه  طوال السنوات الستة الماضية، لم يجنوا شيئًا من ثمار الثورة سوى مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والتي أتت بالسلب على قطاع عريض من المواطنين، لذا حان الوقت أن ننظر إلى الأمام، والاهتمام ببلدنا  في ظل التحديات الراهنة التي تُحيط بها في الداخل والخارج ،ودفعها نحو التنمية والتقدم والاستقرار، فلم يعد هناك مزيدًا من الوقت لكي نتحمل خسائر أخرى.

ويقول المواطن إسلام عبدالربه، 27 عاماً، خريج كلية الهندسة، :" شاركت كغيري من الشباب في ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، ومكثت 18 يومًا في ميدان التحرير، حتى نجحنا في إسقاط الرئيس الأسبق مبارك، آملًا في تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى نحو أفضل". ويضيف :" للأسف بعد 6 سنوات من الثورة، لم نُحقق منها شيئاً، سوى مزيد من الفشل في مختلف المجالات، وأصبحنا أكثر انقسامًا واختلافاً، والوطن بمفرده هو من دفع ثمن ذالك، لذا علينا أن نطوي صفحة الماضي، وأن ننظر إلى المستقبل في ظل التحديات الراهنة ".

ويرى أحمد صلاح، 31 سنة، محام :" أن براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهريين، ليس أمر غريبًا بالنسبة لي، فأنا محام ودارس للقانون، واطلعت جيدًا على أوراق القضية، لم أجد شيئًا يُدين الرئيس الأسبق مبارك، وخلت أوراق القضية من أي دليل مادي قوي يُدين مبارك، لذا كان البراءة أمر متوقعة، بعدما برأّت محكمة جنايات القاهرة، ووزير داخليته، حبيب العادلي، وستة من قيادات وزارة الداخلية ". ويضيف :" المحكمة لا تصدر أحكامًا بناء على أهواء أو عواطف، فلا مجال لها أمام هيئة المحكمة، وإنما تكوّن عقيدتها من خلال أوراق القضية التي أمامها، ومن هنا جاءت البراءة " وتابع قائلًا :" براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك أو إدانته لن تؤثر في شيء، طالما ارتضينا منذ الوهلة الأولى بمحاكمته وفقًا للقوانين عادية وليست ثورية، لذا علينا أن نحترم حكم القضاء، والنظر إلى الأمام والاهتمام بمستقبل بلدنا في ظل التحديات الداخلية، التي تحتاج منا إلى أن نتكاتف جميعاً".

ويتفق معه هيثم الشريف، 28 عاماً، محاسب  قائلًا :" إن حكم القضاء هو عنوان الحقيقة، وعلينا احترامه وتقديره، وطي صفحة الماضي نهائياً، بعد 6 سنوات من المحاكمة، لذا علينا أن نعتني جيدًا بمستقبل البلد، في ظل توقف الانتاج والاستثمار وتدهور الأوضاع المعيشية، فبراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك أو إدانته لن تهم المواطن المصري البسيط، الذي عانى طويلًا خلال الفترة الأخيرة، فما يهمه هو توفير احتياجاته المعيشية ".